احتل الحديث عن مشروع زيارات وزير الخارجية الامريكي جون كيري المتكررة لعمان مجالس وسهرات الاردنيين الرمضانية حيث تكشف لـ’القدس العربي’ المزيد من المعلومات عن مضامين وافكار ومقترحات النقاشات التي جرت في الغرف المغلقة بين الوزير الامريكي والفلسطينيين.
ويبدو ان جولة كيري في المنطقة تعيد انتاج المشهد لاطلاق عملية مفاوضات واسعة قريبا حيث افاد تقرير سياسي وامني خاص حصلت عليه ‘القدس العربي’ بان خطوات حساسة وخطيرة مطلوبة من الفلسطينيين بموجب المحادثات التي جرت مؤخرا بين كيري والرئيس محمود عباس.
بموجب التقرير الخاص الذي قدم على طاولة دبلوماسيين عرب واردنيين فانه وخلال الاجتماعين المغلقين اللذين عقدهما جون كيري مع الرئيس عباس، طرح الاول عدة نقاط على شكل تفاهمات يفترض انها برمجت مع نتنياهو وتم تعديل بعضها.
التفاهمات تشير لاطلاق عملية تفاوض مفصلة وواسعة النطاق تم تحديد فترة زمنية تتراوح بين 6 ـ 9 اشهر كسـقف زمني لها يتم خلاله عقد مفاوضات ثنائية فلسطينية ـ اسرائيلية تقوم على اسس واضحة مسبقا اهمها عدم وجود شروط مسبقة خارجة عن المبادىء التوافقية التي تم انضاجها في لقاءات عمان.
ويتحدث اطار الاتفاق عن مشاركة الاردن في الجلسات المتعلقة باللاجئين والقدس والحدود، حيثما اقتضى الامر ذلك، وعن تشكيل الجدار العازل القائم حاليا الحدود الامنية للدولة (اليهودية) والحدود (المؤقتة) للدولة الفلسطينية التي سيقر بها الطرفان ويعلنانها .
وبموجب اتفاق الاطار يتم اجراء تبادلية في الاراضي المتنازع عليها والواقعة ضمن مخطط الجدار المذكور بموافقة الطرفين ومباركة لجنة المتابعة المنبثقة عن الجامعة العربية التي نقلته الى الوزير كيري خلال زيارتها الاخيرة لواشنطن والتي تتراوح مساحاتها بين 8 ـ 10 بالمئة من اراضي الضفة الغربية.
كما يتم تجميد المشاريع الاستيطانية المتعلقة بعدد من البؤر المقررة من قبل الحكومة الاسرائيلية، ولا ينطبق هذا الاجراء على المشاريع القائمة في التجمعات الاستيطانية الكبرى الواقعة في محيط مدينة القدس وغور الاردن بما فيها مستوطنات ‘معاليه ادوميم’ و’زفعات جئيف’ و’هارحوما’ و’جيلو’ و’نيفي يعقوف’ و’رامات شلومو’ و’رامات الون’ و’كريات اربع′ وكذلك المستوطنات ذات الكثافة السكانية.
ويعطى سكان المستوطنات التي يتم تجميد الاستيطان فيها حق اختيار اي من الجنسيتين اليهودية او الفلسطينية او كلتيهما في ختام المحادثات المذكورة.
وتقول اتفاقية بروتوكولية ملحقة بتفاهمات كيري في عمان بان المباحثات ستتوج باتفاق تاريخي في ختام السقف الزمني المذكور على غرار اتفاق اوسلو، يتم خلاله الاعلان عن وقف نهائي للنزاع التاريخي بين الطرفين وتطبيع كامل مع كافة الدول العربية في اجتماع احتفالي تحضره الجامعة العربية وممثلو كافة الدول العربية يعلن فيه موافقة اسرائيل على قيام الدولة الفلسطينية ضمن الحدود الواردة في الفقرة 4 اعلاه وفق الاتفاق (التوافقي) الذي يبرمه الطرفان في نهاية المفاوضات مقابل اعتراف فلسطيني مماثل باسرائيل كدولة للشعب اليهودي.
ويتم الاتفاق في نهاية المفاوضات على السماح لبعض العائلات الفلسطينية بجمع الشمل في الضفّة ورفح وغزّة، ويمنح الاخرون حق التعويض او الهجرة، بحيث تفتح الدول العربية خاصة الخليجية ذات الوجود الفلسطيني فيها ابوابها لتسهيل ذلك واعادة تأهيلهم او تجنيسهم مع مناشدة عدد من دول الخليج كالسعودية والامارات العربية المتحدة والكويت وقطر تمويل صندوق ‘حق العودة المتعلق بذلك’. كما ينص الاتفاق على ان توضع القدس الشرقية تحت ادارة مشتركة (دولية – فلسطينية ـ اسرائيلية – اردنية) لمدة عشر سنوات بحيث يحقّ للاسرائيليين المقيمين فيها اختيار هويتهم التي يقررونها.
ويوافق الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني على مناقشة مسألة تبادل الاراضي، ولا سيّما في الضفّة والقدس، في لجان التفاوض على الرغم من بعض النقاط الخلافية غير الجوهرية القائمة حاليا بين الطرفين في بعض التفاصيل، خاصة تلك التي تحفظ عليها بعض اعضاء وفد الجامعة العربية والمتعلقة منها بمقترح منح الجنسية لكل فلسطيني مقيم في الخليج منذ اكثر من عشر سنوات.
كما تتم مناقشة الخطوات التنفيذية لهذا الاتفاق خلال المفاوضات التي تقرر لها السقف الزمني المذكور اعلاه. ويمتدّ تنفيذها الى عشر سنوات تبدأ مع توقيع الاتفاق.
وتفرج اسرائيل عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين لديها ممن قضوا عشرين عاما او اكثر في المعتقلات ولا يشكلون خطرا امنيا عليها.
ولاحقا يدعو الرئيس محمود عباس الى انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفّة بعد اطلاق الجانب العلني من الاتفاق تحسبا لاحتمال ظهور اعتراضات عليه. ولن تعلن بنود الاتفاق كاملة للاعلام الا بعد بدء المفاوضات وانشغال الفلسطينيين بمعارك انتخابات المجلس التشريعي والرئاسة.
ومع توقيع الاتفاق في نهاية السقف الزمني المحدد الذي يُعلن بموجبه استقلال الدولة الفلسطينية، يدخل الطرفان الفلسطيني والاردني بمباركة اسرائيلية وعربية، في تفاهمات تتناول دورا اردنيا امنيا جوهريا في مساندة السـلطة الفلسطينية والوقوف الى جانبها في وجه اية اخطار داخلية او خارجية محتملة، وذلك في اطار الكونفدرالية المتفاهم عليها والتي تكون قد نضجت ظروف اعلانها، بالتزامن مع طفرة اقتصادية ثلاثية يكون لاسرائيل دور فاعل في تشكيلتها.
القدس العربي
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة