بينما كان الوالد يتصفح احدى المجلات و مأخوداً بقراءة احد المقالات ، كان ابنه الصغير يأتي اليه من وقت لأخر ،
حاملاً بيده خريطة العالم ، ليسأله عن مواقع البلدان . فكان الوالد يطلب من ابنه ان يتركه للحظات ،
لكي يركز على قراءة المقال حتى النهاية ، لكن من دون جدوى حتى ثار غضب الوالد على ابنه ،
فأمسك بالخارطة و مزقها . عندها اخذ الولد يصرخ عالياً و يجهش بالبكاء ، حتى تعثر على الوالد قراءة المقال ،
ففكر الوالد بمكيدة يرضي بها الولد ، فقال له : "إن استطعت ان تعيد الخريطة الى ما كانت عليه سابقا ،
عندها سوف اقول لك و اشرح كل البلدان التي تسألني عنها "،
ظناً انه يستحيل عليه إعادة تركيب الخريطة كما كانت ، و هكذا يكون لديه متسع من الوقت الكافي
يطالع المقال بكليته .
بعد عدة دقائق لا تتجاوز بعدها أصابع اليد ، فأجأ الولد والده و هو يحمل الخريطة من جديد قائلاً
" هيا بابا ، قل لي اين تقع هذه البلدان ؟ "
تعجب الوالد من ابنه و قال له :
"بابا ، قل لي كيف استطعت بهذه السرعة إعادة الخريطة الى ما كانت قبلاً "
أجاب الولد ضاحكاً :
"بابا، على الجهة الاخرى من الخريطة ، صورة أنسان ، أصلحتُ الانسان فأصطلح العالم
إن الانسان هو من يحدد صورة هذا العالم و كيفية سيره فهو
من يقوده الى السلام و الامان و الازدهار و التطور و العيش بخيرات هذا
العالم الذي اعطاه الله للبشر و اعطاهم العقل كي يستطيعوا ان يصبحوا
حكاماً عليه و لكن الانسان هو نفسه من يقود هذا العالم الى الدمار و
الحرب و النزاعات بين الاخ و اخيه فلكل شيء صورتان لكن هنا سوف
يكون اختيارنا ان نختار الاصلاح و العيش بسلام و بتعاليم الله تعالى
او ان نصبح عبدة الدمار و المال و الاعمال السيئة و الذي سوف يقودنا
الى دمارنا و دمار عالمنا الذي نعيش فيه