لا يمكن أن تكون طيب القلب دون عناد مرن، ولا ساذجًا بعطائك دون معرفة مستغليك! بالطبع هي ليست دعوة لأن تغيّر من قيمك السامية، بقدر ما هي نصيحة لأن تعرف متى تستخدم اللين في موضعه والشدة في موضعها. أي استعمال لأحدهما في مكان اﻵخر مُضرّ
التحفظ’ معنى من المعاني العميقة للسلطة، فكلما قل الكلام تناقص خطر التفوه بشيء يرتد سلبًا عليك، وهكذا في جميع مجالات الحياة فكلما تفوه المرء قليلًا كلما زاد ظهوره بمظهر الشخص الحصيف، وهذا يثير إعجاب الناس، فحتى الأشياء التافهة تبدو ذات معنى إذا ظهرت منهم بشكلٍ غامض ومفتوحة على احتمالات وتأويل.
نادرًا ما يتصرّف الناس بما يحلو لنا إلا إذا أرغموا على ذلك إرغامًا، لأن الضرورة والمصالح هي التي تحكم العالم، ومن لم يعي قوة المصلحة في تعامله سوف يتم الاستغناء عنه في أول فرصة ولا يعد لوجوده معنى.
السلطة الحقة هي القدرة على جعل الناس يعملون كما ترغب دون إرغامهم أو إيذائهم، ولعل أسهل طريقٍ لذلك هو إيجاد علاقة اعتماد،
أي في أن تجعل اﻵخرين يعتمدون عليك لدرجة يبدو إبعادك عن الساحة يعني وقوع كارثة، كأن تتمتع بموهبة ما أو مهارة متميزة.
نحن لا نعرف قيمة الشيء إلا حين نفتقده، ولا يمكن تقدير أهمية موجود إلا عن طريق غيابه، فالغياب ينقص العواطف الصغيرة ويلهب العواطف الكبيرة.
إن حضور الساحة بشكلٍ مستمر يشعر اﻵخرين بالملل منا، ثم يفقدون احترامهم لنا، وهذا يتطلب منا أن ندرك ‘دبلوماسية الانسحاب المؤقت’، واتقان فن الغياب بالوقت المناسب، إذ كلما زادت مشاهدة الناس لأحدهم وسماعهم له كلما ظهر مبتذلًا أكثر من اللازم.
عندما تلتقي برجلٍ يحمل سيفًا أشهر سيفك، فلا ترتل شعرًا لشخصٍ ليس بشاعر، لأنه لابد ان يكون لدينا القدرة على التمييز بين الحملان والذئاب، أما إذا كنت ستتعامل مع الجميع بالود ذاته فإن حياتك ستكون مليئة بالمطبات.
إن الذي يريد أن يرتقي عليه أن يكون مرنًا حين يتطلب الأمر، قادرًا على ان يكون باردًا كالثلج عندما يكون الشخص اﻵخر نارًا مشتعلة، لأن الناس كالسلاحف، لا يمكنك أن تجبرها على فعل شيءٍ بل يمكنك أن تدفعها بقليلٍ من الحنان، فذلك أمضى وقعًا لأن تجعلها تفعل ما تريد بدون تردد.
في اليوم الذي تتكلم فيه بمسؤلية عن نفسك، وفي الوقت الذي تبدأ فيه إيقاف الأعذار عن تقصيرك سيكون نفسه ذلك اليوم بداية صعودك نحو القمة.
من المستحسن أن تُشعر كل معارفك أحيانًا أنك تستطيع بسهولة أن تستغني عن صحبتهم. إذ عندما نهتم بشخصٍ ما فإننا نصبح وإياه شريكين يتحرّك كل منا على إيقاع يتماشى مع أفعال اﻵخر، حتى يفقد أحدنا زمام المبادرة بداعي الود
عامل البعض كما يعاملوك، وبفعل الشبيه، تجعل اﻵخر يدرك تصرفه، وكيف كانت أعماله خاصة عندما تكون مزعجة وكريهة .. أن تعكس للآخرين صورة سلوكهم، ذلك يعني تركهم أمام خيارين : إما أن يتجاهلوك، وإما أن يبدأوا التفكير بأنفسهم
الحب ليس شيئًا مثل الجواهر، يمكن أن يضعها الإنسان في صندوق ويتركه ليعود إليه بعد سنين فيجد الجواهر كما تركها دائمة التألق، بل الحب سيرورة الحياة؛ ما لم يتجدد من خلال التفاعل فإنه يذوي ويذبل ويتجمد
ظهور المرء أفضل من اﻵخرين على الدوام خطر بحد ذاته، ولكن الأخطر منه هو ظهور المرء بلا عيب أو ضعف، لأن من شأن ذلك أن يوجد أعداءًا صامتين (حسادًا)؛ لهذا فمن الحكمة أن يكشف المرء عن نواقصه بين الحين واﻵخر