نعيش حياتنا بحلوها ومرّها، نتصارع فيها يميناً ويساراً كي نلحق بركب النجاح بل التفوق، ونضحي من أجل ذلك بكل غالٍ ونفيس، فتحقيق الهدف يحتاج منا ذلك، ويستحق أن نبذل كل ما في وسعنا لنصل إليه.
وفى مسيرة الحياة نقابل من الناس من يملكون دوافع قد تثبط هممنا، وقد تدفعنا دفعاً للنجاح، وهؤلاء هم من يجب علينا أن نضعهم دوماً نصب أعيننا، فربما كانوا سبباً في تفوقنا حتى عليهم.
أما الآخرون المثبطون للهمم، الرافعون رايات الفشل، والمحرضون عليه، لا يجب اتباعهم ولا حتى التأثر بهم، ومع ذلك نحاول معهم حتى نغير فكرهم ونرشدهم لتحسين أوضاعهم، والتخلي عن تفكيرهم السلبي، حتى تضاء من حولنا الحياة وتزهو ويستنشق عبيرها كل من يعيشها معنا.
فما أصعب على الإنسان من أن يعيش لا يعرف لحياته قيمه أو معنى، يعيشها كسائر المخلوقات والتي لا تعقل شيئا، يرى من حوله يتقدمون وهو يقف مكانه لا يحرك ساكناً، وهو الذي خلقه ربه فأحسن خلقه وميّزه وكرّمه على سائر المخلوقات، فلماذا إذن نرضى بالهوان والذل والتخلف؟!
ولعل تحديد الهدف في الحياة هو من أصعب ما في طريقنا لكسر هذا الركود والسكون، لأنه يتطلب منا الاختيار من متعدد، نعم فمن يرغب في التغيير يكون لديه حماسة قد تنطفئ إذا لم ينجح صاحبها في تحديد ما يريد، فهو يرى أشياء كثيرة وكلها ذات طابع الأهمية لديه.
ولكن ما يجب عليه هو أن يرى الأهم وليبدأ به، ثم يندرج بعد ذلك للمهم، ونجاحه في شيء سيعطيه دافعاً قويّاً ليستكمل مسيرته
وصدق الشاعر إذ يقول:
ومن لا يحب صعود الجبال يبق أبد الدهربين الحفر
فلنجدد نيتنا، ونشمّر عن ساعدينا، ولنعلم أنه قد سبقنا الكثيرون، فلا يجب أن نتراجع مهما يكن