الفكرة هي مجموعة من المشاعر و ردّات أفعال تحدث على مستوى العقل ... هذا الأخير أداة كريمة و آلة مقدسة ميزنا الله سبحانه و تعالى بها عن سائر المخلوقات .. و كرمنا عز و جل بها
تأتي الفكرة أحيانا ... بغتة ... فكرة مفاجئة !! ... دون أن ننتظر قدومها أو أن نتعب العقل على ايجادها ... أي فكرة في أي مجال جاءتني و طرقت باب عقلي ... أدونها و لا أستهين بها ... لا أدري بعد كم من الوقت سأحققها في عالمي ... عالم مليء بالأفكار عالم مزهر و نتائجه مثمرة ... بهذه الأفكار ميزنا الله على البهآآئم لقله تعالى : ((إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ)) فالعقل هو أساس الأفكار و الأفكار مصدر الرقي و الازدهار .... كن مختلفا بأفكارك مهما كانت بسيطة
صناع الحضارة بشر مثلنا ... نمتلك نفس التركيبة البيولوجية ... عقل واحد ... قلب واحد رئتان يدان ... لكننا لا نمتلك نفس التركيبة الروحية .. لا نمتلك نفس العقل ، لا نمتلك نفس الأحاسيس ، لا نمتلك نفس الطباع ، لا نمتلك نفس الأفكار
هؤلاء صناع الحضارة ... أقصد بالحضارة هنا ... كل عمل فيه تحضر مهما كان بسيط و سهل ، ممكن أن أقول ... ترتيب غرفتك بشكل جميل أو اقتناء مجموعة من الكتب و الروايات و ترتيبها بشكل لطيف ... ليس فقط حضارة أمم و لما لا
هذا الصنف من الناس أطلقوا عقولهم فأصبحت في خدمة ذواتهم و أنفسهم ، جسّدوا أفكارهم و حولوها الى واقع .. فصلحوا و أصلحوا العالم من حولهم .... هنا يكمن الاختلاف ... فكل فكرة مرت على العقل دونها ... آمن بها ... حولها الى واقع ..اذا أنت عظيم و من أصحاب الألباب و كل فكرة مرت على العقل ... استخف بها و لم يعطيها أهمية ... تركت لمهب الرياح و غادرت مجال العقل فطارت الى حيث يصعب الامساك بها ... فلن يجد هؤلاء الا سرابا بقيعا يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا
استخدام العقل في كل أمور الحياة له شأن عظيم و منافع كثيرة و واجب علينا فعله كي ننعم بحياة هادئة ... فما أهلكت أمم الا بسبب قلة تنظيف عقولهم من الغبار و خيوط العناكب المحاطة بها ... لأنها لم تستعمل لوقت طويل
هنا تذكرت كلمات مرت بي كانت مصدر فكرتي لكتابة هذه المقالة ... يقول الدكتور سلمان العوده :
" تعلمت أن الأفكار الجميلة والمبدعة مبثوثة في كل مكان وأنه لا وقت محدداً لبزوغها، وأن الحقائق والمعارف منثورة بفضل الخلّاق البديع -جل وتعالى- في البرّ والبحر، والعقول اللمّاحة تصطادها وتستقبلها وتتأملها، ثم تفضي بها إلى الألسن الفصيحة والأقلام السيّالة حتى تنتقل من عالم الفردية إلى عالم الجماعية، ويتداولها الناس، ويمحصّونها ويطوّرونها ومن هنا تتوالد الأفكار وتتلاقح، وتنقل من ميدان إلى آخر ؛ فالحياة البشرية لا تحتمل أسواراً بين العلوم، والفكرة الرشيدة قد تنشأ في حقل معرفي, ثم تُوظف في حقل آخر بعيد عنه" ....
فلنطلق رشاقة أفكارنا في البراري تنعم بالطبيعة و لنحلق بها في السماء تغرد مع الطيور الوديعة ....
كل فكرة لا تترجم الى فعل ... فكرة ضآآآئعهـ و الفرق بين فكرة عاشت في الأحلام و فكرة عاشت في الوآآقع ... كلمة من ثلاث حروف .... ع ، م ، ل ... عمل
آمن بفكرتك .... تتغير حياتك ... تسعد و تنعم بذاتك