الكنز الذي لا يفنى ولا ينتهي، كنز عظيم مليء بالخير، الكنز الثمين الذي تناسته النفوس والعقول والقلوب ، لا يوجد أجمل وأرقى وأضهى من قناعة القلب حيث يعتقد الكثير منا أن حياة الآخرين أفضل من حياتنا والآخرون يعتقدون أن حياتنا أفضل , كل ذلك سببه أننا نفتقد القناعة والرضى ، فسر السعادة هو " الرضا بما تملك "
ها هي الدنيا أشغلتنا وألهمتنا بالطمع في الحصول على اعلى المناصب والسعي الحثيث لكسب المال ليلاً ونهارا ، فعن عـبد الله بن عمرو رضـي الله عنهـما قـال :
قــال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( قد أفلح من أسلم ورزق كفافا ، وقنعه الله بما آتاه ) رواه مسلم .
قناعة الرسول صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم يرضى بما عنده، ولا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يتطلع إلى ما عند غيره، فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بالتجارة في مال السيدة خديجة -رضي الله عنها- فيربح كثيرًا من غير أن يطمع في هذا المال، وكانت تُعْرَضُ عليه الأموال التي يغنمها المسلمون في المعارك، فلا يأخذ منها شيئًا، بل كان يوزعها على أصحابه ، وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير، فرآه الصحابة وقد أثر الحصير في جنبه، فأرادوا أن يعدوا له فراشًا لينًا يجلس عليه؛ فقال لهم: (ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها).
[الترمذي وابن ماجه].
الكثير من الناس يسمع ويقرأ عن القناعة دون الأدراك الكلي بفوائدها فهي السعادة والراحة والأمن والطمأنينة في الدنيا والآخرة ، وهذه بعض
من فوائد القناعة والرضى :
• امـتـلاء القلب بالإيـمـان بالله - سبحانه وتعالى - والثقة به، والرضى بما قدر وقسم، وقوة اليقين بما عنده - سبحانه وتعالى .
• العز في القناعة ، والذل في الطمع: ذلك أن القانع لا يحتاج إلى الناس فلا يزال عزيزاً بينهم، والـطـمــاع يذل نفسه من أجل المزيد .
• الـوقـايـة مـن الـذنـوب التـي تـفـتـك بالقلب وتذهب الحسنات: كالحسد، والغيبة، والنميمة، والكذب، وغيرها من الـخـصـال الذميمة والآثام العظيمة .
عليه أن القناعة عدسه أن لبستها رأيت الحياه جميله كثيرًا ، أننا نعتقد أن حياة الآخرين أفضل من حياتنا، والآخرون يعتقدون أن حياتنا أفضل،
ذلك لأننا نفتقد معنى كنز القناعة، وننسى أن الرضا بما نملك هو سر السعادة .
يذكر الامام الشافعي رحمه الله في الأبيات أسباب مهمة للقناعة لنستفيد منها معاً :
رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك
في ختام هذه الورقة أرجو وأدعو أن يكون شعارنا : قناعتنا سر سعادتنا