الثقة بالله أمر عظيم غفلنا عنه كثيراً، فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة لنعيد بها توازن الحياة المنهار،
أنها طريق للساعين والطامحين للفوز بكل كل شيء، طريق للسعادة، طريق للنجاح، طريق للصبر،
طريق للجنة، طريق للخير، طريق للتقى والتقوى، طريق للهداية، قال تعالى: ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ )
سورة التوبة.
ما أعظمك يا الله وأنت من أوفى بوعده، وهذا الحديث الشريف العظيم يعلمنا الكثير من الفوائد والقيم الإيجابية والروحانية العظيمة للثقة بالخالق
والتقرب منه عن أبي هريرة -رضي الله عنه -قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: يقول الله تعالى: ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ،وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري و مسلم.
يَقول ابن القيّم:[ لو أن أحدكم همّ بإزالة جبل وهو (واثق باللّه) لأزاله ]
ويَقول الرافعي:[ الثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل ]
والثقة أيضا صفة من صفات الأولياء الصادقين؛ قال يحيى بن معاذ : ثلاث خصال من صفة الأولياء:
الثقة بالله في كل شيء، والغنى به عن كل شيء، والرجوع إليه من كل شيء .
شعب الإيمان(2/354) للبيهقي.
ونذكر نموذج في الثقة بالله ، وهي ثقة محمد صلى الله عليه وسلم بالله يشهد بذلك الغار إذ وقف الكفار على بابه، وهو يطمئن صاحبه فيقول:
{ لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا }، ويشهد بها الكافر إذ وقف بالسيف على رأسه يسأله: من يمنعك مني؟ فيرد عليه واثقا مطمئن القلب: " الله ".
اجعل ثقتك بالله كبيرة، وأعلم أنه هو مجري كل الأمور ولا مغير لأمره، و لا تفكر كثيرا فيما سيأتي غداً فقط عش يومك مثل ما أنت، حاول أن تنهض بحياتك وتسمو بها،
ولا تستقوي على نفسك ولا تجهدها، وأعلم بأن هذه الدنيا زائلة و فانية، ولن يبقى بعد موتك سوى عملك الطيب وسيرتك الحسنة.
الثقة بالله ، نعيم بالحياة ، طمأنينة في النفس، قرة للعين ، أنشودة السعداء