آآآه يازمن...!
..... ما أصعب أن تجد نفسك تجترُّ مرارة الرداءة و تمارس بلاء الإغتراب
في هذا الزمن الذي انقلبت فيه كل المعايير في كل أنحاء الحياة و
مجالاتها.
تعتصر نفسي غصرات تهز فؤادي حتى يدمى فيّ كل إحساس
و أرغب في إيقاف عجلة التاريخ و تعطيل السفر في الزمن ليتسنّى
لي الإلتفات إلى زمن
أحببته و عشقته و تمنيت أعيش كل لحظاته ، زمن ارتدى حلة
الجمال تلبّس بكل عناصر
المحبة و الرجولة
و الشهامة و الوفاء ،،،
هذا الزمن الذي صنعه أهله و أسّسوا له بنيانا صار رسما في
صفحات
الماضي كما رسوم
كل البنايات و الآثار...
أحنّ و أحن و أزداد اشتياقا الى ذلك الزمن الجميل والى كل
صورة من صوره وكل
لحظة
من وقته... فلا تلوموني...
أقف في بعض الأحيان في مفترق طرق أو على ناصية شارع
عريض
أنظر فلا أرى إلا
أشباحا
تجري في إتجاهات مختلفة بدون بوصلة و أحيانا بلا هدف
واضح..
تأخذنا المواصلات ، تلاحقنا عقارب الزمن ،ننام نوما مقطعا و
احيانا
تتخلله الكوابيس أو
حتى حلما
يروي إخفاقا من أخفاقات الحياة و ذلك لكثرة تشبثنا به و امتلاء
ذاكرتنا بالتفكير فيه...
نقوم بسرعة و قد نفطر كذلك أو لا نفعل ، نخرج جريا للحاق
بالمواصلات --تلك اللعنة
الملازمة لنا -
و تبدأ رحلة المعانات اليومية دزّ و لزّ وروائح و كوكتال من
الأصوات
تزينه كلاكسات
السيارات
المجنونة. كل هذا يمر بنا ونحن قد لاننتبه له لأننا نفكر في الأولاد
و
لمجهم و الروضة أو
المدرسة و ما يلزمهم من مصروفات...