في بعض الأحيان ربما يتطرق الحديث مع المشاركين في الدورات التي أقدمها الى أسس النجاح الشخصي ولماذا نحن نعتمد في الحديث عنها على الغرب وعلمائه بشكل عام ولماذا أكثر المدربين لايذكرون سوى قصص وحكم من حياة الغربيين 0 والجواب أن هذه الحكم والقصص منشورة ومترجمة في الكتب الغربية الحديثة المتعلقة بتطوير الذات وبعضنا ليس لديه الرغبة في بذل بعض الجهد والبحث او الرجوع للكتب والمراجع العربية القديمة بحثا عن الشواهد المناسبة وهذا بعض السبب والبعض الثاني هو !!!؟؟؟؟ وأعترف به سلوك نفسي يوحي بنوع من التبعية الفكرية والإنهزامية النفسية أمام الغرب المتفوق والمتقدم تقنيا ومدنيا وسياسيا واقتصاديا ...الخ
ويبقى لنا في أصولنا ومنهجيتنا الإسلامية وتاريخنا الكثير والكثير الذي يغنينا عن تقليد الآخرين دون ممانعة من الاستفادة من حكمهم وأمثالهم فالحكمة ضآلة المؤمن
يقول الرسول الكامل حبيبنا وقدوتنا والمربي الأول للأمة محمد عليه الصلاة والسلام (( احرص على ماينفعك واستعن بالله ولاتعجز ولاتقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وماشاء فعل )) تعالوا نستنتج من كلمات الحبيب فداه أبي وأمي رباعية غاية في الجودة للنجاح الشخصي
أولا :
احرص على ماينفعك ركز على مايفيدك وابحث عنه واقصده مباشرة واترك عنك كل ماقد يعرض لك مما لايفيد فإذا اردت أمرا اسأل نفسك هل ينفعني ؟؟ ومانوع النفع هل تغلب منفعته مضرته فهو اذا نافع أما اذا تساوت أوكانت منفعته أقل فهو ليس الأمر المطلوب أولا , وبالتالي رتب أولوياتك الأهم أولا فهو ماينفعك
ثانيا :
استعن بالله : والاستعانة بالله تعني أن يكون الانسان وهو يفعل الأمر مستجمعا لأسباب التوفيق المادية والمعنوية ويسأل الله الإعانة والتوفيق اليها مع العمل والتوكل قبل وأثناء وبعد اداء العمل , وهنا معنى خفي يدركه اللبيب الفطن بسرعة وهو أن من لوازم الإستعانة بالله المبادرة للعمل فور وجوبه والقدرة عليه (( من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة )) وإلا فإن الإنسان سيكون متواكلا وهذه صفة مذمومةولذا قول الله نعالى (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ))
ثالثا :
لاتعجز والعجز هوشعور بالضعف و عدم القدرةوفي كثير من الأحيان يكون شعور غيرصحيح وقد مر على كثير منا مواقف وحدثت له حوادث وامور كان يتصور أنه لايقدر عليها أوعلى مواجهتها وتبين له بعد أن جرب أنها أمور سهلة وممكنة اذا لاتستسلم للضعف وافعل ماتستطيع قال تعالى (( لايكلف الله نفسا إلا وسعها )) وقد قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام (( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا )) فالطيور تسير في أول النهار جائعة خامصة تبحث عن رزقها وتعود في آخر النها وقد امتلأت بطونها
فلا تجنح أخي للخيال وتتمنى الأماني فلا تقل لوأني فعلت كذا لكان كذا وكذا ودع عن الحزن والتفكير في الماضي فإن ذلك مدعاة لضعف الهمة والفتور
رابعا :
قل قدر الله وماشاء فعل
اعلم أن هناك مشيئة ربانية وقدر الهي تيسر الحياة وفقه حسب تقدير الله المحجوب عنا بالغيب فلله الحكمة البالغة التي لاتدركها عقلونا وله الحكم واليه المصير ومن تأثير هذا الإيمان أن يجعل الانسان صابرا محتسبا الأجر فيمايصيبه من إخفاقات وقصور عن بلوغ الهدف راضيا مطمئنا وهذا يدفع لمزيد من العمل والمحاولة وقدقال الحبيب المصطفى ((أعملوا فكل ميسر لما خلق له ))