nuha الاداره
تاريخ التسجيل : 30/04/2009 عدد المساهمات : 10172 الجنس : العمر : 61 الموقع : Jordan العمل/الترفيه : ربه بيت نقاط : 86468 وسام المشرف المميز أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: ظاهره الخرس 25/01/14, 11:16 pm | |
| ظاهره انتشرت في حياتنا و في بلداننا , فاصبح شعار الكثيرين هو الحفاظ على كينونتهم سالمة بلا ضرر, والحفاظ على لقمة عيشهم المشبعة, وكسبهم المادي الوفير. و في سبيل ذلك تنسى كثيرا من القيم والمبادئ التي هي واجبة عليها, وتغفل عن كثير من معاني الحياة الكريمة التي خلقت من أجلها و اهمها عدم السكوت عن الظلم
اصبحت النفوس الانسانيه تنشئ في ذاتها الخوف, وتزرع في طريقها ألف خوف مثله, تكسر قدرتها على الصمود أمام الظلم, وتعود ناظريها على التغاضي عن الباطل, وتدرب جوارحها على الاستكانة أمام القهر .
ظاهره الخرس تستطيع أن تلحظها في حال كثير من العاملين المطحونين في مصانعهم أو مؤسساتهم, الذين ظلوا سنين طويلة بلا راتب مجز ولا مكافئ لجهدهم, وبلا ترقية في مناصبهم, ولا تحسينا في أحوالهم الوظيفية, لكنهم رغم ذلك يصابون بداء الخرس في ألسنتهم, فلا يطالبون رب العمل بحقوقهم, ولا ينادون بتحسين أجورهم والحصول على مكافآتهم, بل تراهم يتجرعون في كل يوم كأس المرارة التي بدت علاماتها على محياهم, واستحالت تجاعيد على جباههم .
وتراه في في رجل الشارع الذي يرى السارق الذي يسرق, والبائع الذي يغش, وشرطي المرور الذي يرتشي, والشباب والفتيات بسلوكياتهم الشائنة, والأطفال تنتهك براءتهم, ولسانه أخرس, ويده شلاء, فينسحب بهدوء مطأطئ الرأس للواقع الضاغط, ويكرر مسيرته كل يوم في ذات الطريق, فتعتاد عيناه على المنظر, ويستسيغ حالة الانكسار .
وفي كثير من المؤسسات أيضا يصيبنا داء الخرس ونحن نعاين فيها الإهمال, وسوء المعاملة, والسلطوية الغاشمة, والرشوة المنتشرة, وضياع قيمة الإنسانية, وإغفال حقوق الناس ومصالحهم ومنافعهم, فنرتضي فيها بإهدار الكرامة في مقابل إنهاء المصالح, فيتعاظم الفساد, ويزداد أهله إصرارا ..
وتستطيع كذلك أن تراه في طبيعة طلاب في مدارسهم وجامعاتهم, يرتضون من أستاذهم الإهمال وقلة العطاء, وعدم الإتقان, وسوء الخلق, ولا يجترئون على طلب حقهم عنده, ولا معاتبته في ذلك, بل إنهم ليشاركون في المهزلة التعليمية بأنفسهم فينهون سني تعليمهم ولم يستضيئوا بنور علم, ولم يتعلموا أن يشعلوا مصباح هدي, بل إنهم ليشاركون في رفع صوت الضجيج المغيب بحناجرهم .
وقد تراه في حال امرأة في بيتها, أدمى عينيها ظلم الزوج القاسي, وجرح إنسانيتها بسبابه المؤلم, وتطليقاته المتكاثرة, حبسها, فلا هو يؤديها حقوقها, ولا هو يتركها تستبصر الطريق, وبينما هو يعيش الغواية ولحظات الاستمتاع, يصيبها الرعب من نظراته, وتصمت هي على تجاوزاته, ولا تجترئ على مجرد معاتبته والوقوف معه على عتبة الإصلاح .
إننا أيضا نراه في آباء ربوا أبناءهم على الجبن أمام كل ظلم, والخوف والهلع من كل تهديد, والانكسار بين يدي أي وعيد, مهما كان خاطئا أو ضالا, بهدف الحرص على الرزق والكسب وغيره .
إن هناك من خلط بين مفاهيم الرضا بالقضاء والقناعة بالمقدور وبين تشجيع الخطأ والسكوت عن المنكر, فهما ولاشك مفهومان متغايران, فالأول معنى قلبي يدفع إلى عدم التسخط, ولكن الثاني تشجيع للخطأ وسكوت عن الحق يدفع نحو فساد المجتمعات .علاج الخرسإن تلك الصور وغيرها لتحتاج منا إلى تربية ذاتية لنفوسنا, نعلمها الكرامة ومعانيها, والعزة وسماتها, والاستغناء بالله وحده عن الناس, فلا الرضا بالخطأ يزيد الرزق, ولا السكوت على الفساد ينشىء السلامة, ولا الانكباب على الذات يؤمن الطريق, فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بالحق إذا رآه ، فإنه لا يقرب من أجل ، ولا يبعد من رزق " وفي رواية للحديث :" لا يمنعن أحدكم مخافة الناس أن يقول في حق إذا رآه ، أو شهده أو سمعه " أخرجه أحمد وابن حبان وابن ماجه .والأمل نوع آخر من العلاج, فإن الحياة بالأمل والرجاء دوما حياة متجددة, تعالج خرس اللسان, وتفتح الطريق نحو بصيرة نافذة, وتشجع المرء على تكرار المحاولة في الإصلاح وعدم الركون إلى الفشل .
كذلك فالناس بحاجة لأنماط من القدوة يجدونها أمامهم من علماء ومعلمين ومربين وقادة الرأي في مجتمعهم, يعالجون داء الخرس بشكل تطبيقي ويرى فيهم الناس نماذج الإصلاح .
الي كل من يؤمن بمبدأ الخرس من اجل السلامه اهدي لهم هذه الايه و تفسيرها للشيخ محمد الغزالي - رحمه الله
( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
ذكر الشيخ محمد الغزالي رحمه الله أن هناك صنف من الناس سماهم الله "ظالمين" بالرغم من كونهم مضطهدين ومظلومين، والسبب أنهم رضوا بالاستضعاف، واستكانوا أمام ظلم الآخرين لهم، تعاتبهم الملائكة أن هاجروا إن انعدمت السبل للحياة الكريمة، وفي النهاية كان مأوى من قبل الظلم هو هو مأوى الظالمين، كلاهما في جهنم .. وساءت مصيرا .
إن هذه الآيه تعد تحذيراً خطيراً، وترهيباً مريعاً لحاملي مبدأ "السلامة"، والمُنظرين بأن طأطأة الرأس شيء لا مناص منه أمام الظالم .. إنها صاعقة تضرب رأس الخوف و الخرس .
| |
|
صقر الحج عناني أمير
تاريخ التسجيل : 21/02/2009 عدد المساهمات : 15568 الجنس : العمر : 54 الموقع : بيت عنان العمل/الترفيه : على الله المزاج : يوم امنيح وعشره زي نقاط : 75742 وسام العضو المميز على لوحة الشرف أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: ظاهره الخرس 26/01/14, 09:20 am | |
| سلمت الايادي على هذه الكلمات الرائعه | |
|