س: ما صحة قول القائل: دفن فلان في مثواه الأخير؟
ج: هذا قول خاطئ؛ لأن القبر ليس المثوى الأخير، إنما المثوى الأخير هو جنة نعيمها مقيم، أو نار عذابها أليم.
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في "أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور" (ص 7،
:
"إن الله - سبحانه وتعالى - خلق بني آدم للبقاء لا للفناء، وإنما ينقلهم بعد خلقهم من دار إلى دار، كما قال ذلك طائفة من السلف الأخيار، منهم بلال بن سعد وعمر بن عبدالعزيز - رضي الله عنه - فأسكنهم في هذه الدار ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، ثم ينقلهم إلى دار البرزخ فيحبسهم هنالك إلى أن يجمعهم يوم القيامة، ويجزي كل عامل جزاء عمله مُفصَّلاً، هذا مع أنهم في دار البرزخ بأعمالهم مدانون مكافؤون، فمكرمون بإحسانهم، وبإساءتهم مهانون، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 100]، قال مجاهد: البرزخ الحاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا، وعنه قال: هو ما بين الموت إلى البعث، قال الحسن: هي هذه القبور التي بينكم وبين الآخرة، وعنه قال أبو هريرة رضي الله عنه: "هي هذه القبور التي تركضون عليها لا يسمعون الصوت".
وقال عطاء الخُراساني: البرزخ: مُدَّة ما بين الدنيا والآخرة.
وصلَّى أبو أُمامة على جنازة فلما وضعت في لحدها، قال: "هذا برزخ إلى يوم يبعثون".
وقيل للشعبي: "مات فلان، قال: ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة، هو في برزخ".
وسمع رجلاً يقول: "مات فلان، أصبح من أهل الآخرة، قال: لا تقل من أهل الآخرة، ولكن قل: من أهل القبور"؛ اهـ؛ (أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور: ص 7 -
.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/66839/#ixzz2txvIQcko