قد تتوفر عند الكثير القدرات العقلية والمهارات العالية والحماس
والإصرار وكل ما يلزم للنجاح ولكن غياب المرونة في تغيير المسار
وفق ما يقتضي الحال حسب المفاجئات الغير متوقعة من تحديات
وعقبات تؤدي إلى الفشل الذريع في كثير من الأحيان
فقائد الطائرة والقطار والسفينة وغيرهم من الناجحين
دائماً مستعدين لتعديل مسار الرحلة متأهبين لأي مفاجئة
حتى يصــلوا إلى غـايتهم ويحققـوا الهـدف
وكذلك على الجميع الاستعداد التام للتأقلم والمرونة في تغيير
الخطط في الوقت المناسب إن احتـــــــاج الأمر
فمشوار الحياة مليء بالتحديات الكبيرة التي قد نتصادم معها
مثل فقد وظيفة , انفصال عن شريك الحياة , خسارة مالية و.....الخ
ماذا لو كانت تلك التحديات ما هي إلا تحقير واستصغار الحاقدين
ونكران الجميل بقصد التهميش والتقليل من إنجازاتك..
هنا نجد أن الناجحين يصنعون منها فرصة لزيادة الدافعية لديهم
أما الصنف الآخر من البشر ممن يتصف بالحساسية لدى أراء الآخرين
ونقدهم اللاذع يهتز بسرعة ويتأثر سلبيا حتى يتوقف تماما
إن لم يتراجع عن النقطة التي وصل إليها من نجاح..!!
يحكى أن شابا يدعى خالد كان يمتهن إضاءة المسجد الأزهر بالسرج
وبينما هو نائم ذات ليلة في المسجد إذ دخل أحد الأمراء
(المتكبرين)
المسجد وعثر في قدم خالد فغضب عليه غضبا شديدا وقال له
مستهزئا وساخرا مقللا من قدره
(لا تنم في المسجد يا شيخ الأزهر!)
فما أن سمع السراج هذه الكلمة إلا وقد انتفض واتخذ قرارا لا رجعة فيه
بأن يطلب العلم ويجتهد حتى يكون شيخا للأزهر ولم يلبث إلا قليلا
حتى أصبح كــــــــــما أرادت نفسه
وصاحبنا هو شيخ الأزهر الشهير
بــ (خالد الأزهري)رحمه الله
هذا الشيخ الفاضل يتشرف بمهنة إضاءة المسجد وتوقف عند هذا الحد
حتى تلقى الكلمات الجارحة التي فجرت بداخله قواه الكامنة ليغير
مسار خطته ويصر على أن يكون شيئا مذكورا وكان له ذلك بفضل الله
لم يحتقر ذاته أو يستصغرهــا كما يحدث للكثير