حكاية شب لا يعرف شئ عن الحب

حكاية شاب لا يعرف شيء عن الحب

ولا مرة بحياته حاول يعرف شي عن الحب.. الحب بالنسبة اله كان مجرد القصص الي بقرأها والمسلسلات والافلام الي بشوفها.. كان انسان هادىء نوعا ما. بتقدرو تقولو من النوع الراكز.. الو طلة مقبولة..والي بشوفو على طول بحبه..انهى الجامعة وتخرج بنجاح..بس ما لقي وظيفة الا بعد فترة وكانت الوظيفة بمنطقة بعيدة عن أهله والمكان الي كان ساكن فيه.

بلش شغل وربنا وفقه بوظيفته الجديدة..وكان ماشي حالو بس زيارات البنات للمكان الي بشتغل فيه كانت كثيرة..

بطل يعد ايامو وصار الاحد عندو زي الخميس.. روتين وملل

وفي يوم دخلت بنت عندو عالمحل شافته واعجبت فيه..بس ما كلمته وأخذت رقم تلفون المحل الي كان مكتوب عاللوحة برة.وصلت للبيت واتصلت فيه..وحاولت زي ما بقولو تتحركش فيه...بس صاحبنا اسلوبو جاف شوي..وما قدرت تاخذ منو لا حق ولا باطل...بس مع هيك ما يأست البنت وصارت كل يوم تتصل فيه مع انو اسلوبو جاف كان بالنسبة الها شخصية غامضة ففضولها دفعها لانها تكمل لحتى تتعرف عليه أكثر

وهو على نفس الحال ضارب لخمة صاحبنا... وكلامتو تقتصر على : اه.. ممكن.. يعني باختصار كلمتين على بعضهم ما كان يعرف يحكي.. بس بيوم استجمع شجاعتو وسألها: شو الهدف من كل الي بتعمليه؟ صارلك فترة بتتصلي علي بشكل يومي..لوين بدك توصلي؟

البنت كانت مستنية هالسؤال من اول ما بلشت تحكي معو.. وبكل رقةو صوت حنون قالت:بدي أوصل قلبك.

صاحبنا عيني عليه ما عرف شو يقول كان أول مرة بحياتو وحدة بتقولو هالكلام..حس احساس غريب بهديك اللحظة.حس وكأنو في شي انفجر جو صدره..انفجر وبلش ينتشر لجميع انحاء جسمو.. وصار يمشي بعروقه وصولا لنهاية اطرافه باختصار صاحبنا تكهرب ان جاز التعبير.

نفض حاله وكأنو صحي من غفوة لما اجاه صوتها بالتلفون : الو وينك وين رحت؟

قال : بس أنا ما بعرف شي عن الحب..وما عمري حكيت فيه وما بفهم لغته.

قالت:الحب موجود فيك..لمحتو بعنيك من أول ما شفتك..بس الحب الي جواتك نايم وانا الي راح اصحيه.



ومرت الايام..وشوي شوي صاحبنا..صار ينام ويصحى عالحب..ياكل ويشرب حب..نومو قل..اكلو حتى قل.. تعلق فيها لدرجة الجنون..ولاول مرة في حياتو حس بالحب.

زملاؤو بالشغل حسو عليه انو متغير..دايما سرحان..وبفكر..ومرت سنة

وفي يوم أتصل فيها.. وكان زعلان قلها: انتي شفتيني وشفتي شكلي وصارلنا سنة بنحكي مع بعض ولليوم ما شفتك..ولا بعرف كيف شكلك..نفسي اشوفك..اطلع بعيونك وتطلعي في..نفسي اشوف ابتسامتك.. نفسو ولو حتى المحك لمح...

قالت: استنى علي شوي راح تشوفني ما تخاف انا مين الي غيرك.

قلها: لا ما بقدر استنى اكثر فاض فيا وما راح اسكر وانهي المكالمة الا لتوعديني

قالت: خلص بوعدك

قال ايمتى قالت :يوم الخميس طالعة مع اهلي للمكان الفلاني نتقابل هناك. الكلام هاد كان يوم السبت فتخيلو الانتظار والقلق كيف راح يكون من السبت للخميس..كانت من اصعب ايام عمره..

اجى يوم الاربعا ثقيل طويل...بلشت الافكار تتزاحم براسو..يا ترى كيف راح يكون شكلها طويلة والا قصيرة..بيضة والا سمرا نحيفة والا دبدوبة..يا ترى راح تكون حلوة زي ما رسمها بخياله..



وأجى الخميس.. اتصلت فيه قالتلو :يلا هينا بدنا نطلع وسيارتنا لونها كذا ورقمها كذا وشكلها كذا

قلها :أنا مش قادر اصبر بدي كل دقيقتين ترني على موبيلي عشان أحس انك موجودة معي..انا بعرف انك ما راح تقدي تحكي لانو اهلك بيكونو جنبك بس عالقليلة رني وافصلي قالتلو :حاضر يا عمري حس قلبو انخلع لما سمع هالكلمة ما عرف ليش. وكأنو ايد انمدت عصدرو وعصرت قلبو.

وهيك صارت كل دقيقتين ترن عليه.. هيك لحديت ما بطلت ترن عليه ..مرت عشر دقائق... ما قدر يصبر ارسللها رسالة.. ما ردت عليه..



تردد بالاتصال..تردد كثير..خاف يحرجها قدام اهلها...استجمع شجاعته واتصل وفي لحظة اتصاله مرت من جنبه سيارة اسعاف متجهة بنفس الطريق الي هو ماشي فيه..ترك الموبيل يرن (معاودة الاتصال اليا) حط الموبيل جنبو وبسرعة جنونية مشى ورا الاسعاف ما عرف ليش. كان في شي بيدفعو دفع انو يمشي ورا الاسعاف.... وقفت سيارة الاسعاف وقفو وراها ونزل من السيارة.. اطلع قدامه وشاف حادث رهيب مرعب

عائلة كاملة على يمين الشارع متناثرة اربع بنات والاب.. كلهم حالاتهم ميؤس منها..والدم في كل مكان

السيارة هي نفس السيارة الي وصفتلو اياها... رقمها لونها نوعها شكلها..ساعتها ايقن انها سيارة البنت

بس كيف راح يعرف البنت من بين الاربع بنات ..وهي ما وصفت حالها ولا كيف شكلها صار يطلع يمين وشمال ولو حتى شافها ما كان راح يعرفها....

سمع صوت موبايل برن... نفس الرنة الي مرة اهداها اياها..اتبع الصوت وشاف وحدة من البنات الاربعة ماسكة موبايل بيدها..وكلها ملطخة بالدم.. وكان ظاهر انو ما في أمل انها تعيش الا بمعجزة من عند الله

قرب عليها.. اطلع فيها كانت زي الملاك..عيون من اجمل العيون الي شافها بحياتو..عينو نزلت عشاشة الموبايل شاف اسم المتصل لقى مكتوب (أمل عمري)..

وفارقت الحياة وانقلبت اللحظات الي كان من المفروض تكون اسعد لحظات حياتو بلقائها.. انقلبت لتكون الاتعس.. صدمة ما في بعدها صدمة.. اظلمت الدنيا بوجهه.. انهار واغمى عليه.. ونقلوه للمستشفى...هي ماتت وهو عاش بس الضحكة ما عاشت على شفاهو بعدها..

طلع من المستشفى ..وبعدو مش مصدق الي صار..كأنو كان كابوس..

حياتو كلها تخربطت.. ترك الوظيفة..تعقد وصار يكره الموبايلات والرنات.. وصار ما يحكي بالموبايل الا اذا كان مضطر...

رجع لاهله.. واخذ عهد على نفسه ما يجي المنظقة هادي الا يوم بالسنة .. اليوم الي توفى فيه حلمه ومات قبل ما ينولد....

صار كل سنة بذكرى اليوم المشؤوم يزور قبرها.. ويبكي عليه...

بعدها بسنين طويلة سمعت انه اهله ضغطو عليه لحتى يتزوج... وفي يوم قابلته وكانت معه بنته الي سماها بنفس اسم حبه الاول والوحيد..سألته عن احواله قال الحمد الله...

ولما اطلعت بعنيه شفت كل حزن الدنيا. ساعتها عرفت انو ما نسي ولا راح ينسى

الله يرحمها... ويعينه

ادعولهم التنين