المشروع الثقافي و الفكري في القدس لم يعد حلماً أو شوقاً فقط بل أصبح واقعاً و حقيقة و تحدياً أمام الأمة العربية و العالم أجمع
و ذلك بإطلاق الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية / 2009 / مشروعها من دمشق عاصمة الثقافة العربية / 2008 / لتكوين فرصة تحرك عربي شامل في الفكر و الثقافة و الوعي والممارسة , وهذا ما يستلزمه واقع الحال في القدس المحتلة و التي يمارس بحقها أبشع أنواع و أشكال العنصرية و الاحتلال من الكيان الصهيوني الاسرائيلي .
و فيما يلي نعرض لفكرة نشأة القدس عاصمة للثقافة العربية و إطارها الاداري و الزماني و المكاني و الأهم من كل ذلك الهدف المرجو من الحملة الأهلية للاحتفالية .
نشأت فكرة القدس عاصمة الثقافة العربية في عام / 2006 / في اجتماع وزراء الثقافة العرب في مسقط , و كان من المقرر أن تكون بغداد هي عاصمة للثقافة العربية لكن وزير الثقافة العراقي اعتذر بسبب الأوضاع و النكبة التي تجتاح العراق فبادر وزير الثقافة الفلسطيني آنذاك بأن يتم اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية , و هذا ما جرى التوافق عليه و حصل على إجماع الحاضرين , ما شكل تحدياً كبيراً للفلسطينيين و لوزراء الثقافة العرب ووزير الثقافة الفلسطيني , و المؤسسات الفلسطينية الثقافية , لا سيما أن المؤسسات الثقافية الفلسطينية و أن الوضع الفلسطيني برمته يتعرض إلى جمة من الجوائح و النكبات التي تكاد تعصف به بسبب الظروف السياسية , و بسبب الاحتلال الاسرائيلي على أرض فلسطين , و بالتالي كان التحدي كبيراً خارج فلسطين , الفلسطينيون و العرب المسلمون و المسيحيون و كل الذين يعرفون همّ القدس و قدرها في نفوس الناس بادروا بسرعة إلى أخذ زمام المبادرة لكي يكون لهم دور كبير في أن تكون القدس عاصمة للثقافة العربية , لقد تمّ إنشاء ما سمي بالحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية / 2009 / , وجاءت المبادرة من مؤسسة القدس الدولية بوصفها متخصصة في شؤون القدس , و معها مؤسسة فلسطين للثقافة بوصفها متخصصة بالثقافة الفلسطينية و التي تتولى الرعاية الخاصة لثقافة القدس , أضيف إلى هذا فيما بعد قناة القدس الفضائية كذراع إعلامية وهي الآن ستبدأ بثها المعلن في 30/7/2008 , و هي تحمل هم القدس الإعلامي , إضافة إلى مركز الزيتونة للدراسات و الاستشارات الذراع الأكاديمية لهذا المشروع الكبير , و كان له دور كبير في السابق ,و لا يعني هذا أن الجهات الأخر ليست مشاركة حيث من المتوقع أن يصل عدد الجهات المشاركة إلى حوالي /400 / جهة , تتشارك جميعها في إنجاح هذا المشروع .
وهذه الحملة هي عبارة عن تحالف اهلي شعبي لا علاقة له بأي انقسام سياسي موجود داخل فلسطين , على أن تكون مع أي جهد لصالح القدس , لأن القدس هي ما يجمع الكل و لا يمكن أن تحصل التفرقة على أي شأن تكون القدس فيه عنواناً له .
واختيار دمشق لأن تكون هي الانطلاقة أمر يحتمه كون دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام / 2008 / و من الطبيعي أن يجري في دمشق التسلم و التسليم هذا إضافة للتسهيلات الكبيرة التي قدمت من دمشق و المشاركة في الاعداد لهذا المشروع
الإطار المكاني للحملة
فيما يتعلق بالاطار المكاني للحملة الأهلية للقدس عاصمة للثقافة العربية / 2009 / كان هناك عدة خيارات و تساؤلات فهل يمكن أن تكون القدس مقراً للاحتفال وكيف سيكون هذا الأمر والقدس ترزخ تحت الاحتلال الاسرائيلي ?
فواقع الأمر وضع الحملة أمام خيارين هما: إذا قمنا بالاحتفال داخل القدس فإما أن يتم هذا الأمر برعاية الاحتلال وبالتالي سنأخذ تصريحاتنا والاذن من الاحتلال وهذا يعني الاعتراف بشرعية الاحتلال وهذا أمر غير ممكن بالمطلق فاسرائيل عدو و محتل غيرشرعي . الخيار الثاني إقامة صراع ونزاع داخل القدس فيتم اعتقالنا وسجننا وليس لدينا إمكانيات أيضاً فكان هذا الخيار غير ممكن أيضاً.
فقررت الهيئة الأهلية أن تنحو منحيين: الأول: أن تكون مشروعات الاحتفال داخل القدس ذات طبيعة تنموية بمعنى أن تستدر الهيئة دعماً مالياً لبناء المؤسسات الثقافية ورعايتها وترميمها وإعادة تأهيل كافة المؤسسات الثقافية الموجودة هناك - مكتبات مراكز المخطوطات - الكليات العلمية - المسارح - المراسم - الرياضة - الفنون - التعليم .... كل هذه ستكون أعمال موجهة لصالح البنى التحتية للقدس وهذا جزء أساسي من مشروع الحملة الأهلية .والمنحى الثاني: سيكون خارج القدس حيث ستتوزع هذه ا لحملة على جميع المدن العربية والعواصم المركزية لتقديم نشاطاتها وتم الاتصال مع العديد منها وأولى المبادرات جاءت من السودان حيث أسس فرع للحملة الوطنية هناك .
الإطار الزماني
لقد بدأت الاجتماعات لأجل مشروع الحملة الأهلية من الشهر 11 للعام 2007م وعقد قرابة الثلاثين اجتماعاً منها المركزية الكبيرة واجتماعات مصغرة وعشرات اللقاءات التي جرت على الهامش وهذه المرحلة هي مرحلة الاعلان تم خلالها تجهيز الخطط والرؤى والأفكار وتم تعيين مكتباً تنفيذياً لهذه الهيئة سابقاً للجنة التحضيرية لأن هذا ما اقتضاه الأمر بسبب الصراع مع الوقت.
آلية الإدارة