اليأس من الحياة
السلام
عليكم انا شاب اذا صح عليه القول خريج معهد فني مواليدي 1978 غير متعين او لي رزق
او عمل وغيرمتزوج افكر بعدد طرق للرزق ولكن لا يوجد حل لقضيتي انا يائس من حياتي
وعمري 32 سنه افكر بالانتحار ماذا اقول لكم لا اعرف تعثر طرقي وقلة حيلتي وكثر
دمعتي.
ولكن مالحل لا اعرف هل انا فعلت شي في حياتي لاستحق العقاب لا اعرف
علامات استفهام في حياتي انقذوني من ضياعي انا تائه لا اعرف من امل ارجوكم جاوبني
هل انا مذنب؟
**********************
**********************
الأخ
العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
الحياة تحمل
معها الكثير من الأمل، فكل صباح رباح كما قيل، وكل يوم هو فرصة جديدة للعمل،
وبالتالي فلا يجب أن ننظر إلى الحياة بنظّارة سوداء، بل علينا أن ننظر إليها كما
هي، وفيها الليل والنهار والظلام والنور، والشمس والقمر، والأعشاب والزهور، ولكنها
حتى الليل والظلام والأعشاب فيها الخير والبركة للإنسان، لأنه يرتاح في الليل ويهدأ
وينام في الليل وتثبت الأعشاب التراث وتتغذى عليها الأغنام والبقر.. التي تزود
بدورها الإنسان باللحوم والألبان.
والناس من حولنا أيضاً فيهم الكثيرون الطيبون
والخيرون والصالحون وعلينا أن نكتشفهم ونستفيد من رفقتهم وصداقتهم لما فيه خير
دنيانا وأخرانا.
والدنيا فيها الكثير من المناظر الجميلة والأجواء اللطيفة
والحدائق وعيون الماء والأنهار والبحار.. وكل مرفق فيها ينبض بالحياة ويفيض بالأمل
ويبعث فينا الحيوية والنشاط.
والله تعالى أرحم الراحمين وهو اللطيف بعباده وهو
المبعث الأساس لكل أمل والمصدر الأصلي لكل نعمة ورحمة، وقد وسعت رحمته السموات
والأرض، كما قال تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) (النحل/18)، فلو نظرنا إلى
أنفسنا وإلى ما يحيط بنا لوجدنا آلاف النعم الظاهرة والباطنة.. ولا مجال لليأس
والقنوط، فإنّ الله تعالى قابل التوب غافر الذنب وهو القائل: (قل يا عبادي الذين
اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور
الرحيم) (الزمر/53).
إذن، علينا أن نبدأ بتغيير أنفسنا ليتغيّر واقعنا، كما قال
تعالى: (إنّ الله لا يُغيِّر ما بقوم حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم)
(الرعد/11).
ولنبدأ بمراجعة أنفسنا لنكتشف أين الخلل حتى نبادر لإصلاحه، هل هو
في مقدار جدنا وحيويتنا حتى نبادر إلى مزيد من النشاط والحيوية وإلى الابتعاد عن
الكسل والضجر اللذين هما مفتاحا كل شر؟
هل هو في قلة سعينا وراء العمل؟ فلنبادر
إلى طرق الأبواب المختلفة وبذل المزيد من الجهد، قال تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا
ما سعى) (النجم/39).
هل هو في أخلاقنا وأسلوب تعاملنا مع الناس؟ إذن علينا أن
نحسن أخلاقنا: أن نبادر الآخرين بالسلام ونتعامل معهم بلين الكلام واحترام حقوقهم
ومداراتهم، وقد ورد في الحديث المأثور: "حُسن الخُلق يزيد في الرزق".
ولزيادة
المهارات تأثير كبير في تحسُّن الظروف المعيشية، فيمكن للإنسان أن يتعلّم أشياء
جديدة تنفعه في الحصول على عمل.. يمكن حتى أن يحصل على وظيفة بسبب خبرة جديدة، فقد
يكون مجال العمل في تخصصه الأصلي قليل فليبادر إلى البحث عن مجالات أخرى.
والعمل
شرف، ولا يضرّ الإنسان أن يعمل بأعمال عادية، فبعض الناس يريد أن يعمل عملاً
وظيفياً مكتبياً ويجلس وراء المنضدة، ويستنكف من العمل اليدوي والمهني.. وطبيعي أن
تلك الفرص قليلة، وهي عادة ذات مدخول محدود وأقل من الأعمال الحرة.
وبعد.. لماذا
الإنتحار؟ فالإنتحار وسيلة الضعيف الذي لا يستطيع أن يواجه ظروف الحياة، وهي طريق
لا خير فيها، لأنها تؤدي إلى خسارة الدنيا والآخرة.
وعلى الإنسان مواجهة صعاب
الحياة بشجاعة وتحمل الظروف مهما كانت، وأن يخرج من حالته المتشائمة والسوداء..
وعليه الإبتعاد عن كل ما يبعث فيه اليأس من أصدقاء وأقرباء ومحيط يعيش فيه، ويتفاعل
مع الحياة من حوله.. إذن لا مكان لليأس في عالم مملوء بالأمل، وعلينا النهوض
والحركة.. واستغفار الله تعالى والإستعانة به لتفتح أمامنا فرص النجاح.. بإذن
الله.