. في كُلِ
يَومٍ
أضَعُ قَلبي عَلى الرصيف
أقُولُ
لَعَلَ العابرين إلى
وَطَني
يَأخُذُوّنَهُ مَعَهمْ
لَعَلَ يَداً تَلتَقِطُهُ
لَعَلَ ريحاً
تَحمِلُهُ ، لِتُلقيهِ بِأرضِ السواد
أفتَحُ خَزائِنَهُ
أستَلُ ضَفيرَةَ
الطلع ، دُعاءَ الأضرحة ، نَضائِدَ الورد
وَعودَ زريابٍ
لِكي أُرَمِمَ خَرابَ
الحروب: أقُولُ لِلرصافَةِ
خُذي بِقوةٍ عُيوّنَ المها
خَبئيّها عَن العيون:
أقُولُ لِلكرخِ
أما آنَ لِلقبَنجِي ، أن يَسْـتَفيّقَ
لِيَمّلأ بِصَوتِهِ
الرخيم
أورِدَة الفراغ ؟
في كُلِ يَومٍ
أقُولُ : غَداً سَألتَقيكَ يا
وطني
وَسَأركِضُ نَحوَكَ
وَتَركِضُ نَحوي
تَركِضُ بَيّنَنا
البساتين
تَركِِضُ الشوارع
المزارع
الفراشات
آخُذُكَ مِنْ
يَدَيّكَ
نَدورُ دَورَتانِ في الهواء
مِثلما تَدَورُ أُماً
بِوَليّدِها
فيما كَركَراتهُ تَنْثِرُ ، أصابِعَ الحلوى فَوقَ الرؤوس
في كُلِ
مَرَةٍ
أطلِقُ عَصافيرَ الضوء مِنْ أقفاصَها: أقُولُ لَها
ألقي بِريشِ
أجْنِحَتُكِ البيضِ عَلى وَطَني
أقُولُ لِلمَطَرِ: خُذْ قُمْصانَكَ الخضر ،
وَأُعصرها عَلى شُرُفاتِهِ
لِتُعَمدهُ المياه
أقُولُ لِلبَساتينِ: املئي
السواقي بِالعُطورِ ، وادخلي
بِمَوكبِ الزهور
أقُولُ لِلصَباحاتِ: خُذي
بَناتُكِ الفاتنات ، المطرزات بالشِموسِ
وَعُقودَ الياسمين
وامسحي عَلى
رَأسِهِ بِثِيابِهِنَّ البهية
وَطَني
في كُلِ مَرَةٍ
أضَعُ صُورَتُكَ في
إطارِ الذكريات
يُخالُ إلَيَ أنَكَ تَمدُ يَدكَ
.....وَتَمسَحُ بِها عَلى
رَأسي
تََطيّرُ مِن بَينِ أصابِعَكَ الفراشات
.....لِتَملأَ المكان
بالحضورِ
أقُولُ لِلزَوارِق: امضي مُسرِعَةً فَلَيسَ هُناكَ مُتَسَعٌ
في
الدار ، شَمعَةٌ ، وَمَنضَدَةٌ ، وَمَبخَرَةٌ
وَأُصَصٌ في الزوايا
هُناكَ
لَنا لِقاءٌ
لَنا في المعرة وَقفَةٌ
يُبَلِلها المطر
لَنا راحَةٌ
مَبسوطَةٌ يَنامُ مطمئِناً
عَلى بِساطِها الوطن