السلطة الفلسطينية التي تدعي استقلايلة دوليتها في مقاطعة رام الله وضواحيها وتتحدث دائما عن السيادة والاستقلال والشرعية ، تقف عاجزة عن التفوه حتى بتصريح ( وما أكثر تصريحات الناطقين باسمها و اسم رئيسها ) ، يأسفون فيه لقلة حيلتهم وعجزهم عن منع الصهاينة من طرد القنصل الفنزويلي من رام الله المحتلة. كانت تكفي بضع كلمات مقتضبة يبررون فيها موقفهم وعجزهم، فلا هم دولة ولا لديهم سلطة حتى يمنعوا الاحتلال من طرد اي دبلوماسي على الاراضي الفلسطينية. فالاحتلال يمنع حتى رئيس السلطة نفسها من التحرك بدون تصريح. لذا لا حرج في الاعتراف بعجز سلطة رام الله عن فعل أي شيء لمنع طرد الدبلوماسي الفنزويلي. فهو نفسه يعرف ذلك ويعرف أنه لا سلطة فعلية للفلسطينيين على اي شيء في الضفة الغربية.
نفس الشيء يخص الاجتياحات الاسرائيلية المتتالية لنابلس والخليل ورام الله وبقية مناطق الضفة الغربية. لكن مع فارق بسيط ، هو أن الذين يختفون من الشوارع قبل كل تدخل اسرائيلي في الضفة هم عناصر وضباط الشرطة الفلسطينية ، شرطة سلطة منظمة التحرير الفلسطينية ، بوضعها الحالي ، المزري ، والتي يطالب مختطفيها بقية الفلسطينيين ويشترطون عليهم قبل أي لقاء الاعتراف الكامل والواضح وغير المبهم بالمنظمة لبدأ اي حوار وطني. كأن المنظمة في عزها وفي سنوات شموخها وليست سوى اسماً يستخدمه هؤلاء لسرقة تمثيل الشعب ولاختطاف القرار.
الاحتلال يبلغ السلطة الفلسطينية عبر مكتب التنسيق الأمني وذلك قبل دقائق بضرورة اخلاء الشوارع والنقاط والمكوث داخل المقار والمكاتب. فسرعان ما تختفي الشرطة التي يقودها القائد العام للقوات المسلحة ، رئيس السلطة من الشوارع والطرقات والأزقة ونقاط التفتيش. وهكذا جرى صباح يوم الاثنين الموافق الثاني من شباط فبراير سنة 2009 في نابلس. إذ فجأة فقدت المدينة من شوراعها وحاراتها وأزقتها قوى الأمن والشرطة ، اختفى هؤلاء وكأنهم كما يقول المثل الشعبي " فص ملح وذاب".
تذكر ايها القارئ انهم هم أنفسهم الذين رأيتهم يقمعون التظاهرات في الخليل ورام الله وبقية مناطق الضفة الغربية اثناء العدوان الصهيوني على غزة. وهم أنفسهم الذين تبجحوا بالتنسيق الأمني مع الاحتلال عبر التلفزات الصهيونية والفضائيات الأجنبية والعربية.
سلطة الملح الذائب أعلنت على لسان رئيسها أن لا حوار مع حماس بدون اعتراف الأخيرة بمنظمة التحرير الفلسطينية. هذا جيد ! لكن أي منظمة تلك التي يريدون ان تعترف بها حماس وان يعترف بها الجزء الأكبر من شعب فلسطين ؟. هل هي المنظمة المختطفة من قبل ياسر عبد ربه ، رياض المالكي ، نمر حماد واشباههم؟ إذا كانت هذه المنظمة بهؤلاء هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فسيجد هؤلاء أنهم وحدهم ولا يمثلون سوى انفسهم. فالشعب الذي أسس المنظمة وقدم القرابين العظيمة على صخرة صمودها واستمراريتها وديمومتها ولأجل صاينتها وحماية استقلالية قرارها الوطني، لن يعترف بهم ولا بالاسم الذي استولوا عليه واختطفوه. ولا بالقرارات التي يتخذونها لأنها باطلة وبدون سند شرعي أو موافقة شعبية فلسطينية. وسوف يعمل الشعب على استرجاعها منهم وتقديمهم للمحاكمة الشعبية.
هؤلاء الذين استولوا وهيمنوا على مقدرات المنظمة وحولوها الى خرائب وأطلال ومرتع للفساد والاستزلام هم المسؤولين عن تغييب وشطب وتدمير مؤسساتها.
هؤلاء الذين يشنون الهجمات ويطلقون الاشاعات والمواقف ضد المعارضين، في غالبيتهم يتسترون بالمنظمة، ويخفون فسادهم وتآمر بعضهم. يتحججون بالمنظمة ويتصدون ببياناتهم للبدائل بينما هم من وجد وخلق البدائل.
أليسوا هم الذين يختطفون المنظمة ويهيمنون على قرارها ويسرقون ارادة الشعب ويتاجرون بدماء وتضحيات المقاومين لأجل حرية فلسطين؟؟
ألم يقم هؤلاء بتسليم القرار الفلسطيني " حجتهم الدائمة" للمخابرات المصرية ولنظام كمب ديفيد؟؟ هذا النظام الذي يحاصر غزة ويخنق أهلها ومقاومتها وينسق عمله ضدها مع الصهاينة والأمريكيان والغرب عموماً ؟؟
ألم يرهنوا مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية للدول المانحة التي تمول بقاءهم كصخرة ثقيلة على صدر الشعب الفلسطيني.
شدد السيد محمود عباس على مبدأ وحدانيته تمثيل الشعب الفلسطيني. فهو عندما ينادي بوحدانية تمثيل المنظمة للشعب انما ينادي بذلك كي يتمكن من الاستمرار فلولا اختطافه للمنظمة وتدميره لفتح لما استمر حتى يومنا هذا. إذ أن تاريخ النضال الفلسطيني معروف بعقابه للخارجين عن صفه الوطني واجماعه. ومدرسة الأوسلة (من اوسلو ) والعبسلة (من عباس) في فلسطين ما عادت تخرج سوى الطلاب المنحرفين. الذين جعلوا من تصريحات السيد خالد مشعل غير الموفقة والمتسرعة، عن مرجعية فلسطينية جديدة حجة لهم كي يدعوا الدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية، ويشنوا الهجمات اللاذعة على كل من يقف ضد الذين يختطفونها، ويسلبون شعب فلسطين قراره المستقل.
فقرار سلطة أوسلو ورئاسة المنظمة ليس مستقلاً منذ بدأ هؤلاء عملية أوسلو التفاوضية.ويجب ان لا يكون هناك حوار مع كل من قبل أو يقبل مبدأ التنازل عن الثوابت الوطنية الفلسطينية . ومع الذين ينسقون مع الاحتلال ولا ينفذون اتفاقية القاهرة للحوار الوطني الفلسطيني ووثيقة الأسرى كذلك. ومع الذين يشتمون المقاومة وصواريخها بمناسبة وبدون مناسبة. ومع الذين لا يرضون بالاستفتاء الشعبي والانتخابات الحرة النزيهة لكل الفلسطينيين اينما كانوا وحيثما يتواجدون. فالحوار بدون أسس لا معنى له ولا قيمة ويعتبر مضيعة للوقت وضحك على الذقون.