ثمن خبراء الشؤون السياسية صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووصفوا ما حدث في قطاع غزة وانتصار المقاومة بأنه معجزه بكل المقاييس. وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ "الشرق" على هامش ندوة عن مستقبل فلسطين بعد حرب غزة عقدها اتحاد الاطباء العرب إن صمود قطاع غزة خلال الحرب كان معجزة بكل المقاييس، وأضاف أن الكثيرين توقعوا أن يكون قطاع غزة نزهة عسكرية للجيش الاسرائيلي، وأن يقوم الجيش الاسرائيلي بالقبض على قادة المقاومة الفلسطينية ووضعهم في سجون تشبه جوانتنامو الا أن إرادة الصمود والبقاء دحرت العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، واضاف قائلا إن انتصار حماس واضح جدا لان ما حدث ليس حربا لكنها مجزرة، لافتا الى أن نجاح حماس يتمثل في إفشال جميع الاهداف الاسرائيلية، واشار الى أن إسرائيل لم تستطع القضاء على المقاومة الفلسطينية ولم تستطع القضاء على حماس أو وقف إطلاق الصواريخ، أو إطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير في القطاع، كما أن إسرائيل لم تستطع البقاء في القطاع أو الدخول الى عمق القطاع رغم استمرار الحرب 23 يوما.
من جانبه استبعد الدكتور بشير نافع أن يتم الحوار الفلسطيني الفلسطيني في الوقت الحالي، وقال لـ "الشرق" إنه يعتقد أن الورقة الانسانية في غزة يمكن استغلالها للدفع بالحوار الوطني الى الامام، لافتا الى أن حماس وفصائل الجهاد قاتلت حتى النهاية في حين كان موقف حكومة رام الله متفرجا حسب وصفه على ما يحدث في القطاع، مؤكدا أنه من الصعب أن تاتي حماس وفتح الى الحوار في ظل هذه الحالة، وقال إن على حركة فتح أن تعطي إشارات إيجابية للحوار وذلك بالقيام ببعض الخطوات مثل إطلاق المعتقلين السياسيين من حماس وباقي الفصائل في الضفة الغربية كبادرة على حسن النوايا تجاه حماس وفصائل المقاومة، مشددا على أن الحقائق التي ظهرت على الارض عقب الحرب الاسرائيلية على غزة تجعل حماس ترفض حكومة الوفاق الوطني الاقرب الى التكنوقراط والتمسك بحكومة وحدة وطنية يكون وزراؤها من السياسيين.
وفي الندوة قال الدكتور بشير نافع إن حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية لم تكن جادة في التعامل مع إعلان القاهرة الذي صدر عام 2005 والذي يسمح بدخول الفصائل الاسلامية مثل حماس والجهاد الى منظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف قائلا إنه لو تم تنفيذ اتفاق القاهرة وبناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس من الشراكة الوطنية ما حدث الانقسام الداخلي الفلسطيني.