تطور التعليم في بيت عنان

موضوع: تطور التعليم في بيت عنان 10/08/09, 12:09 am

تطور التعليم في بيت عنان
رغم ظلام الجهل الذي عاشه العرب جميعاً في العهد التركي إلا أن التعليم في فلسطين بشكل عام كان أفضل حالاً من غيره في الأقطار العربية المجاورة. وكان التعليم الديني في المساجد والكتاتيب هو التعليم الدارج وكان ذلك مقصوراً على أبناء المدن والتجمعات السكانية الكبيرة.
ومن المنارات التي بقيت مراكز علم ومعرفة في العالم العربي إبان العهد التركي المسجد الأقصى المبارك وما يتبعه من مراكز ومدارس دينية.
وفي نهاية العهد العثماني وفي بداية( ) هذا القرن بدأت المدارس التبشيرية والإرساليات الأجنبية تعتني بالتعليم في فلسطين وفي مدينة القدس بشكل خاص.
وبدأت مع( ) هذا التعليم التبشيري عادات وأنماط سلوكية جديدة تحمل طابع الثقافة الغربية.
وبدأت العائلات الارستقراطية الميسورة ترسل أبنائها إلى هذه المدارس ومنها إلى الجماعة الأمريكية في بيروت التي أصبحت ملتقى لأبناء العائلات وقلّما يتيسر دخلوها لأبناء الفلاحين الفقراء الذين كانوا يحصلون على لقمة العيش بعد تعب ومعاناة شديدة.
وأبناء هذه القرية كغيرهم من أبناء القرى الأخرى عاشوا كل هذه الظروف وكان المرء يجد صعوبة كبيرة في ذلك الوقت عندما يريد كتابة صك أو عقد أو إرسال رسالة أو قراءة أي مخطوط وكان الشخص في أحيان كثيرة يركب دابته ويتجشم المسافات الطويلة في سبيل قراءة أو كتابة ما يريد.

ومن الأفكار التي كانت سائدة في ذلك الوقت أن التعليم يرتبط إلى حد كبير بخلل في العقيدة الدينية وأنه نوع من التحرر الزائد الذي لا لزوم له، وأن تعليم البنات شيء يخل بالأخلاق والدين وأن هذه البنت لا يجوز أن يمتد تفكيرها أكثر من مساعدة أمها في المنزل أو مشاركة والدها أو زوجها في أعباء الأعمال الزراعية في مثل هذا المناخ وفي هذه الظروف القاسية بدأ التعليم في قرية يبت عنان. حيث بدأ الشيخ عبد العزيز( ) العنابي بتعليم أبناء القرية ولم يكن هناك بناء مخصص لهذه الغاية وكان التعليم يتم إما في مسكن الشيخ نفسه وإما في المضافة وكانت أجرة الشيخ على حساب الطلاب وكانت الأجرة تدفع بمواد عينية من القمح والشعير والبيض والخبز وغير ذلك من المنتوجات الزراعية.
بالاضافة إلى ذلك كان التلاميذ يتكلفون بخدمة الشيخ كاحضار الماء والأكل وأخذ ملابسه لغسلها وإحضار الحاجيات الأخرى.
وكان شيخ الكُتّاب موضع احترام وتقدير من جميع أبناء القرية صغاراً وكباراً وكان لا يُسأل ولا يُحاسب ولا يخضع لأي مراقبة من أي جهة كانت سوى ضميره وكان الشيوخ يفرضون أساليب التعليم التي يريدونها وكان التعليم يقوم على الطريقة التلقينية والتي يستعمل فيها العقاب البدني والذي كان يأخذ طابع القسوة في أحيان كثيرة لمن لا يحفظ من الطلاب.
وأما المواد التي كان يجري تدريسها هي القرآن الكريم وفروض العبادات واللغة العربية ومبادئ الحساب.
وكان يجري التركيز على حفظ القرآن الكريم غيباً. وكان الطالب الذي يختم القرآن الكريم تقام له الأفراح بهذه المناسبة وينظر له باحترام شديد.

وكان الشيخ في القرية يمارس دور المفتي في المسائل الفقهية والشرعية ويستشار في الأمور العامة ويفسّر الأحلام ويؤم الناس في الصلاة وكان موضع حفاوة في أي بيت من بيوت القرية.
وكان الطلبة يكتبون دروسهم وما يمليه عليهم شيخهم على ألواح تصنع من الطين وتصقل وتدهن بلون داكن وكان يكتب عليها بواسطة الطين الجاف أيضاً وذلك بدل الطباشير في وقتنا الحالي.
وكان الطلبة يرتدون ثياباً طويلة ويضعون على رؤوسهم "طواقي" تنسج من الصوف.
وكان اليوم الدراسي يوماً كاملاً من الصباح حتى المساء تتخلله فترة غداء.
وجميع الشيوخ الذي يمارسوا التعليم في القرية كانوا من خارج القرية وكان أهل القرية يرسلون إلي بيت الشيخ ثمار الموسم بشكل يومي وبعض الهبات من آباء الطلاب الذي تسمح أحوالهم بذلك وكان عدد الطلاب الذي يصلون إلى مرحلة ختم القرآن عدد قليل حيث يتسرب معظم هؤلاء التلاميذ ويلتحقون بآبائهم لمساعدتهم في الأعمال الزراعية في مجتمع زراعي ينعدم فيه أي نوع من أنواع الرفاه الاجتماعي.
وبعد الشيخ عبد العزيز العنابي جاء الشيخ عبد العزيز النعلاوي رحمه الله حيث جاء هذا الشيخ إلى القرية وتزوج منها وسكن فيها بشكل دائم ومات ودفن فيها وما زال أحفاد هذا الشيخ يسكنون القرية وهم جزء لا يتجزء من أهلها. ويعود الفضل لهذا الشيخ الجليل في تعليم وتنوير مجتمع القرية بشكل عام بأمور دينهم وإجلاء الكثير من المسائل الدينية التي كانت تكتنفها عادات ليس للدين بها أي علاقة وكان ذلك حافز قوي لبناء المسجد 1929م.

ويأتي في مرحلة ثالثة الاستاذ الشيخ عبد الكريم السفاريني والذي بدوره أسهم اسهاماً لا ينسى في تعليم أبناء القرية واستطاع أن يدخل شيئاً من التحديث في أساليب التعليم المتبعة.
وبقي التعليم يأخذ طابع الكتاتيب حتى عان 1945( ) حيث أسس التعليم النظامي في مدرسة مستأجرة كان فيها سبعين طالباً يعلمهم فيها معلمان وبدخول عقد الخمسينات وضعت هذه المدرسة تحت إشراف وزارة المعارف الأردنية.
وفي عام 1954 ويجهد أبناء القرية جميعاً جمعت الحجارة ومواد البناء الأخرى واشتغل معظم أبناء القرية دون مقابل وبنيت أول مدرسة في القرية للذكور وكانت تتكون من ستة غرف دراسية بالإضافة إلى بعض المرافق في التسوية وبدأت الدراسة في هذه المدرسة بصفوف المرحلة الابتدائية الستة.
وكان الطلاب بعد هذه المرحلة ينتقلون لإكمال دراستهم الإعدادية والثانوية إلى قرى مجاورة أو إلى مدينة القدس في أحيان كثيرة وبقي الحال على هذا المنوال إلى عام 1967 وبعد الاحتلال بدأت زيادة صفوف المدرسة بشكل تدريجي إلى أن اكتملت الآن وأصبحت ثانوية كاملة.
ومن الجدير بالذكر أن التفكير بانشاء مدرسة في القرية كان قد سبق مرحلة التنفيذ بوقت طويل فكّر المرحوم محمد عبد الله مطاوع وعدد من أهل القرية بانشاء مدرسة للقرية منذ أيام الانتداب البريطاني ولكن ظروف الانتداب والجهل بأهمية التعليم في ذلك الوقت أفشلت مشروع تلك المدرسة.
أما بالنسبة لتعليم البنات فقد كان متأخراً بعض الوقت عن تعليم الذكور لأن الاعتقاد بجدوى تعليم البنات كان أمراً غير مفهوم في ذلك المجتمع الريفي وكان

التركيز على تعليمها أعمال الزراعة والأعمال المنزلية وإعدادها لتكون ربة منزل تقليدية كأمها فقط. وفي عقد الخمسينات أرسل بعض الأهالي بناتهم إلى المدرسة التي افتتحتها وكالة غوث اللاجئين في القرية واستطاعت هذه المدرسة استقطاب بنات القرية المجاورة وبقيت هذه المدرية ابتدائية أيضاً حتى عام 1967 وكانت البنات يذهبن إلى القرى المجاورة لدراسة المرحلة الإعدادية والثانوية ويتكبدن في سبيل ذلك صعوبات جمة.
وجرى رفع صفوف هذه المدرسة بالتدريج بعد عام 1967 حتى اكتملت فيها المرحلة الإعدادية، ولكن ضيق البناء المدرسي المستأجر كان يشكل صعوبة أخرى في وجه تطوير مدرسة البنات وكانت صفوف المدرسة تتوزع في عدة أبنية سكنية مجاورة مما يسبب إرباكاً للعملية التعليمية ويشتت جهد المعلمات ويهدر وقتهن بالتنقل بين هذه الأبنية. وبتضافر الجهود بين الأهالي والمجلس المحلي في القرية وإدارة المدرسة وبالإلحاح على وكالة الغوث لتصحيح هذا الوضع. جرى بناء مدرسة حديثة ونموذجية احتوت على كافة المرافق الضرورية للبناء المدرسي.
وبعد طول معاناة جرى جمع الصفوف التي كانت مبعثرة هنا وهناك وأصبحت المدرسة أساسية كاملة حسب النظام التعليمي المتبع في وكالة الغوث وبوشر التدريس بها في العام الدراسي 94/95.
ويبقى الأمل في أن تلحق مدرسة البنات بأختها مدرسة البنين لتصبح ثانوية كاملة لتنتهي معاناة بناتها في هذه القرية ويصبح التعليم الثانوي في متناول الجميع.

مشكور جدا د.أبو نضال على المساهمات الجميلة و نشكر لك اهتمامك البالغ بتاريخ البلد بشكل عام و التعليم بشكل خاص و أنا أضم صوتي لصوتك لتكون مسألة بناء مدرسة ثانوية للبنات في القرية أولى اهتمامات المجلس و اهالي البلد ......... و نترقب المزيد من مشاركاتك القيمة وتقبل احترامي
مشرف منتدى تعرف على بيت عنان :

﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحيايَّ ومماتي لله رب العالمين﴾[الأنعام:162]

شاكر مرورك الظيب واهتمامك استاذ ناصر
واقبل احترامي
د.جاسر

مشكور يا د.ابو نضال واتمنى لك دوام التقدم مع فائق الاحترام

التوقيـــــــــــــــــــع

تطور التعليم في بيت عنان U9iaxs10

من يجرحك بكلمه اشربلك من دمه واكتب على قبره زلة لسان دفع ثمنها عمره

شكرا لمرورك الطيب غصفور10 والخمدلله غلى السلامة

مشكور د.جاسر
وانا بضم صوتي لصوتكو بخصوص مدرسة الاناث
يعطيك العافيه على مواضيعك الشيقه
دام تواصلك
ودمت بخير

شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة

فلسطين : اذا أحبك مليار مسلم فأنــــــا منهــم 00

وان أحبك شخص واحد فهو أنــــــــــا 00

وان لم يحبك أحد فاعلمي أننى قد مت 00

من هنا يمكنك مراسلة الادارة

الله يجزك الخير د.جاسر على هذا الموضوع المهم وان شاء الله خير
وكل الاحترام لك

شكرا لمروركم الطيب واهتمامكم..الاخوان..ابامهران والاخ e3nane
اخوكم/د.جاسر

مشكووووووووور اخي جاسر وتقبل مرور اخوك
دموع كتبها القدر

ــــــــــــ الـتــــوقيـــــــع ـــــــــــــ

شكرا لمرورك الجميل ....دموع كتبها القدر
مع محبتي واحترامي

مشكور دكتور جاسر علي
وتقبل مروري وفائق احترامي
يا طيب بارك الله فيك

شكرا لمرورك الطيب اخي العزيز jihad aldin
واقبل فائق احترامي

مشكور أخي أبو نضال على هذه المعلومات القيمه
وكل عام وانتم بخير

وانت بالف خير اخي ابو مجدي
ولك محبتي واحترامي

» مجلس أولياء الامورلطلبه مدارس بيت عنان ينظم ورشة عمل حول التعليم في مدارس بيت عنان
» التعليم في بيت عنان
» التعليم في بيت عنان
» التعليم في بيت عنان
» مركز المنتدى الثقافي- بيت عنان يختتم مشروع التعليم الساند