كتبت خيرية عبد الرحمن السيف في جريدة "اليوم" في مقال بعنوان " و ارتاحت إسرائيل " :
" لم تعد المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) بحاجة الآن لبذل كل الجهود والملايين التي بذلتها سابقا في سبيل تجنيد العملاء من الجنسية العربية. ففي السابق كانت تنتظر بلهفة الصحف العربية متأخرة عن صدورها بيوم عبر الطائرات العائدة من الدول الأوروبية، لتحولها إلى قسم يعني بتحليل كل كلمة وكل خبر وارد في هذه الصحف. وفي السابق كانت ترسل العيون وتجند العملاء بأساليب تعتمد على إشباع الشهوات أو رصد الزلات. وفي السابق كانت تضع خططا نفسية تدميرية تتعب كثيرا في إيجاد من يروج لها بين الشعوب العربية. أما الآن فقد جاءت شبكة الإنترنت ليست كأعظم مصادر معلومات للإسرائيليين وحسب، بل وكأعظم باب تبث منه سمومها وخططها وبالونات اختباراتها، دعم فائدتها لهم أنها جاءت في وقت سقطت فيه القيم الدولية حين تحولت إلى ألعوبة في يد أمريكا التي لا بد أن يمر مرشحها للرئاسة على الكنيست الإسرائيلي نيلا للرضا. لذا لم يكن مستغربا خبرا عن عناصر من المخابرات الليبية قد عرضت خدماتها على المخابرات الإسرائيلية عن طريق البريد الإلكتروني، ولم يثر الدهشة تصريح رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي بأنه اكتفى من العملاء العرب ولم يعد يقبل بقائمة انتظار عربية طويلة تتلهف للانضمام لجهازه. الأمر لا يتطلب من المخابرات الإسرائيلية سوى الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر والدخول للشبكة التي تعج بكل الصحف العربية قبل الطبع، وبمنتديات أصبحت من أهم مصادرها ومواردها، حين يسعى أعضاؤها لصبغ أسمائهم ببريق وسمعة تعتمد على تسريب وثائق رسمية ومعلومات سرية يرتبط ارتفاع درجة سريتها بدرجة تفاخره على أمثاله من أعضاء المنتدى. مصدر آخر للمعلومات، هذه المرة مما يسمى بالمعارضة اللندنية، حيث بإمكان متابعها معرفة نوع زيت الطعام المستخدم في القصور الملكية. وهناك مصدر آخر يقال له مجموعات بريدية، تنحصر معظمها في موقع (ياهو) الأمريكي، وهذه المجموعات تقدم خدمة توصيل المعلومات للمنازل(هوم دلفيري)، اشتركت أو لم تشترك ستأتيك بما لم يخطر على بالك. المصدر الأخير وليس الآخر، هو جوالات الكاميرا والتي بدأ التوسع في تحميل أقلامها على الشبكة، يطال كل شيء. و(كل شيء) هذه بالضبط ما تسعى إليه أجهزة المخابرات. بناء على تنازعنا المحلي والعربي على الانترنت، لم تعد بطولات الجاسوسية العربية سوى مادة تخيلية تحشى بها المسلسلات الرمضانية، حيث سقط أدب المخابرات من قائمة فروعنا الأدبية بعد أن اشتعل فجأة في فترتي الستينيات والسبعينيات، وسقط معه مستقبل مخابراتنا التي تحولت للداخل. وتحولت مصروفات اسرائيل المخابراتية إلى شراء جرافات تهدم بها المنازل دون أن نمارس الثلاثية العربية (نستنكر و ندين و نشجب) حيث أصبحت هذه الثلاثية حكرا على خطف وقتل ذوي الدم الأوروبي والأمريكي فقط."
إنتهى مقال الكاتبة.
فلنسأل أنفسنا .. هل نحن بما نكتب نقدّم هدايا مجانية لمخابرات العدو ؟؟
و هل ترون أن نمنع في هذا المنتدى تلك المواضيع التي تأخذ طابع " نشر فضائح مجتمعنا " ؟؟ علماً بأنه لا يوجد مجتمع على وجه الأرض يخلو من المشاكل الإجتماعية !
أرجو مشاركتكم و إبداء الرأي ..