كيف تتزود القدس بالمياه

عرفت القدس منذ القدم بندرة مائها . وكان تزويدها بالماء ، على مر العصور ، أمراً صعباً ذلك لأنها قائمة على تلال مرتفعة لا ينبع الماء فيها . وكان جل اعتمادها في العصور الغابرة على مياة الأمطار وعلى الينابيع الضئيلة الواقعة في سلوان ^{([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])} .

ومن الينابيع :

( عين أم الدرج ) . ذكرها أبو العلاء المعري في شعره فقال ^{([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])} :

ومنها : ( بركة سلوان ) إلى الجنوب من عين ام الدرج . و ( البركة التحتانية ) إلى الجنوب الشرقي من بركة سلوان ويسمونها البركة الحمراء . و ( بئر أيوب ) على بعد ألف قدم من البركة الحمراء . ومنها يتفجر الماء في فصل الشتاء .

ومنها : ( عين اللوزة ) على بعد خمسمئة متر من بئر أيوب إلى الجنوب .


وفي القدس صهاريج كثيرة ، لا تكاد تحصى ، تتجمع فيها مياه الأمطار . وفيها برك كبيرة أيضاً حفرها الأقدمون لهذه الغاية . ومن هذه البرك : بركة ماملا . وبركة السلطان . وبركة حزقيا .

أما (بركة ماملا ) فإنها أقدم هذه البرك عهداً وأكبرها حجماً وأكثرها شهرة . وهي واقعة غربي المدينة ولقد ساير تاريخها تاريخ المدينة في جميع أدوارها . وهي تعني ( ماء ميلو ) وهو المكان الذي عسكر فيه سنحاريب ملك الأشوريين عندما هبط القدس (710 ق . م ) وهو المكان الذي ألقى فيه الفرس بجثث المسيحيين الذين قتلوهم عند احتلالهم المدينة ( 614 م ) . وفي هذا المكان دفن عدد كبير من الصحابة والمجاهدين الذين اشتركوا في الفتحين : العمري(636 م) والصلاحي ( 1187 م ) .

وأما ( بركة السلطان ) فإنها واقعة بين الخليل ومحطة السكة الحديدية ، على طريق بيت لحم ، وعلى بعد بضع مئات من الأمتار من سور المدينة . لا نعرف متى أنشئت ؟ أو من الذي أنشأها ؟ وإنما نعلم أنها عمرت في زمن الملك الظاهر برقوق ( 1398 م ) وفي زمن السلطان سليمان القانوني (1538 م ) .

وأما (بركة حزقيا ) فإنها واقعة بين سويقة علوان وحارة النصارى ، على بعد مئتي متر من القلعة إلى الشمال الشرقي . وتسمى أيضاً بركة البطرك وبركة حارة النصارى . وهي الآن وقف على الخانقاه الصلاحية ^{([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])} .

ومنها ( بركة قديمة ) بين باب الأسباط وباب حطة ، وكانت قديماً تدعى بركة الضأن ، أو بركة الغنم .


ولقد أهتم الرومان بمشروع المياه . وهم أول من فكر في تزويد القدس بماء العروب. فأنشأوا القناة الرومانية المعروفة . ولقد تم ذلك على عهد هيرودس (30ق.م) إذ جر هذا مياه العروب إلى برك سليمان عبر قناة حجرية شقها بين الصخور . وألمت بهذه القناة مع الزمن عوامل الخراب . فأراد الوالي الروماني بيلاطس بونتيوس أن يعمرها (26 – 36 ق . م ) وتكمن من تعميرها . وهناك من يقول ^{([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])} أن بيلاطس هذا هو المنشئ الأول لهذه القناة.

وهناك قناة أخرى أنشأها الرومان في أواخر القرن الثاني للميلاد (195 م ) . أنشأها الإمبراطور سبتيموس سفيروس . وهي قناة حجرية قطرها 38 سنتيمتراً . وخربت القناتان الرومانيتان مع الزمن . ولا سيما عندما هجرت القدس بعد تخريبها على يد تيطس ( 70 م ) وأدريانوس ( 135 م ) .

ولما استعادت القدس أهميتها بعد الفتح الإسلامي ، راح المسلمون يهتمون بأمر تزويدها بالماء ويقول المستر بودزي مدير مصلحة الأشغال العامة بحكومة فلسطين في تقريره رقم 180 بتاريخ حزيران 1938م : أن مشروع الماء على عهدهم كان متيناً إلى درجة أن الصليبيين عندما حاصروها قاسوا أشد العذاب من جراء العطش وقلة الماء بينما كان سكان القدس أنفسهم في مأمن من هذه الناحية . وكانت لديهم في داخل المدينة مقادير وافية من الماء.

ظلت القدس بعدئذ تستقي الماء من برك سليمان بوساطة قناة عرفت بقناة السبيل . ولقد عمرت هذه القناة مراراً على يد المماليك . فذكرها المقدسي(985م) وناصر خسرو (1047م) . وقد اهتم بتعميرها السلطان الملك العادل (1202م) . والملك



الظاهر بيبرس (1266م) . والأمير تنكز الناصري ^{([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])} ( 1326 م) . والملك الظاهر برقوق (1382م) . والملك الظاهر خوشقدم ( 1460 م) . والملك الأشرف قايتباي ( 1483 م) .

ولقد أعار الأتراك العثمانيون مشكلة الماء عناية خاصة ، فعمروا القناة المتقدم ذكرها في زمن السلطان سليمان ( 1537 م ) ، وهو الذي أنشأ معظم السبل الكائنة في المدينة وفي أطراف الحرم . والسلطان مراد الرابع ( 1622 م ) ، وعلى عهده جددت عمارة (سبيل شعلان) ، وبنيت القلعة الواقعة على طريق الخليل بقصد حماية برك سليمان وتأمين وصول الماء إلى القدس .

وعمرت قناة الماء أيضاً على يد متسلم القدس كنج أحمد أغا ( 1812 م ) . وعلى يد متصرفها كامل باشا 0( 1856 م ) . وثريا باشا ( 1860 م ) . وفي عام 1899 احتفل بوصول مياه أرطاس إلى بركة السلطان في حفل حضره كبار رجال الحكومة و جمهرة وجهاء منطقة القدس .

بقي أن نعلم من أين تنبع المياه التي تحملها إلينا هذه القناة . هناك (وادي العروب ) وقد تقدم ذكره . إنه واقع بين الخليل والقدس وعلى بعد 22 كيلو متراً من الأخيرة . ينبع الماء فيه من عدة عيون هي : (1) فريديس (2) عين المزرعة ( 3) الفوار ( 4 ) عين البص (5) عين البرادة (6) عين الدلبة (7) عين قوزيبا . وهناك ( وادي البيار ) إنه عند الكيلو 18 على طريق الخليل . فيه خمسة ينابيع هي : ( 1 ) رجم السبيط ( 2 ) رأس العد ( 3 ) عين فاغور ( 4 ) خربة القط ( 5 ) عين العصافير .

وهناك أيضاً ( البالوع ) إنه في السهل الواقع شرقي الخضر عند الكيلو 13 على طريق الخليل . وهناك ( عيون أرطاس ) وهي أربعة :

( 1 ) عين عطان ( 2 ) عين الفروجة ( 3 ) عين صالح ( 4 ) عين البرك .

أن المياة التي تتفجر من هذه العيون تنصب في ( برك سليمان ) . خلا عين عطان فإنها لا تنصب في البرك بل تسيل في القناة رأساً . وعدد هذه البرك ثلاث . ويدفع الماء منها بمضخات وآلات حديثة ، ويسيل في أنابيب ، بعضها حجرية والبعض الآخر حديدية ، حتى يصل إلى القدس .

ظلت القدس تستقي الماء عن طريق برك سليمان حتى عام 1926 م . ولما كثر عدد السكان ، راحت الحكومة تبحث عن ينابيع جديدة ، ووجدت ضالها في ( عين فارة ) على بعد 14 كيلو مترا من القدس إلى الشمال الشرقي . فجرت مياهها للقدس ، وفي عام 1931 م عززته بالماء من ( عين الفوار ) على بعد ستة كيلو مترات من عين فارة إلى الشرق . وفي عام 1935 م راحت تستقي الماء من ( عين القلط ) . ورغم أن مقادير المياة التي كانت تصل إلى القدس من هذه العيون بلغت في عام 1935 م ( 000 ,000,593 غالونا ) فإن القدس لم تخلص من العطش بسبب ازدياد عدد سكانها واتساع العمران . ولهذا فكرت الحكومة أن تحل المشكلة عن طريق ( رأس العين ) ويتلخص هذا المشروع :

( رأس العين ) تبعد عن القدس 37 ميلا وهي إلى الشمال الغربي منها . إنها أعلى من سطح البحر بعشرين متراً وأقل انخفاضاً من القدس . فبها نبع غزير , ينبع منه ألف غالون من الماء في الساعة الواحدة . وماؤها عذب للغاية . ولقد تمكنت الحكومة من جر الماء من هذه العين إلى القدس سنة 1935 م وذلك في أنابيب طولها ستون كيلـــــو متراً ، قطرها 18 بوصة ، بعضها فولاذي والبعض الاخر حديدي . وهنـــــــــاك بيــن رأس النبع ومدينة القدس أربع محطات ، في كل واحدة منها ثلاث مضخــــات ضخمـــة لدفع الماء : الأولى عند 0 رأس العين) والثانية في



(اللطرون ) والثالثة عند ( باب الواد ) والرابعة في ( قرية ساريس ) . ولقد أنفقت الحكومة على هذا المشروع 000 ,360 جنيه فلسطيني . وكانت هي المسؤولة عن إدارته من رأس النبع حتى مدخل المدينة ، وفي مدخلها تتسلم البلدية المشروع ، وتصبح مسؤولة عنه وعن إيصال المياه إلى منازل السكان . وكانت المدينة تستهلك من ماء رأس العين 000 ,650,1 غالون في اليوم الواحد عام ( 1945 ) ومع هذا فإنه لا غنى للقدس عن مياه الامطار .وعلى ذكر الأمطار نقول : أن في القدس ثمانية عشر مرصداً لتسجيل الأمطار . وأثبتت الأرقام التي تم تسجيلها في غضون مائة السنة الأخيرة أن المعدل السنوي للأمطار التي هطلت على مدينة القدس بلغ 583 مليمتراً


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قرية واقعة إلى الشرق الجنوبي من القدس ، وعلى قيد بضع خطوات منها . لا ، بل إنها تكاد تعتبر اليوم حياً من أحيائها .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من مقال للأستاذ المرحوم إسعاف النشاشيبي في العدد 14 من جريدة ( الوحدة) بتاريخ 1 شوال 1364هــ (1945 م ) .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ( الأنس الجليل ) لمجير الدين . ص 409 .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] " Guide to Beithlehem " by R .W. Hamilton . PP34-35 .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 0 السلوك في معرفة دول الملوك ) للمقريزي ج 2 ص 302 .

مشكور يا دكتور جاسم على المعلومات عن القدس وطريقة امدادها بالماء ورمضان كريم

مشكور دكتور
الله يعطيك العافيه

مشكور جدا يادكتور على المعلومات القيمة
و مشكور نسيم على الصورة المفيدة

wallah hay ma3lomat kter nas btejhalha o kteer mohemma fya ret law betzawedna bkol jded o allah ya3tek alf 3afya 3ala johodak era2e3a wa takabal ehtrame akhokom 3nani

مشكور ابو نضال على المعلومه المفيدة التي يجب على الكثير منا بان يعلمها.

ماظنيت العمر ابيرجع
ولا ظنيت الاطرش يسمع
ولا ظنيت الواطي يطلع
لكن ظني كل الظنون انو عيون القدس ابتدمع
يوم اتشوف الغاصب فيها يمشي ويروح وينزل ويطلع
يوم ما اتشوف الاخوة بفرقة
جار يجوع وجار يشبع
ياربي انتي الجبار ياربي انتا الجبار
من عبدك هالمظلوم اسمع انصر هالشعب
الشعب يالي منكاسات الويل تجرع
شعبي يالي كل العالم خانوه
ما يخضع والله وما بيركع

شكراً بتمنى انضل مع القدس وندعمها وانعزز عروبيتها وستبقى القدس رمز الثقافة لانها مهد الحضارة يا قدس انتي العروبةبظلمكي كل العروبة تهان فهل كلماتي ستكون بصمة في جبين اي انسان ام اننا سننسى كل ما كان ولم يعد يذكرنا زمان

ستبقى في ا لقدس الفئة المنصورة باذن الله
وستبقى القدس عاصمة العواصم وسيدة الاماكن ان شاء الله
وستبقى لنا ونحن لها بعون الله
سلمت ايها العزيزbroken heart

اكيد معلومات قيمه يا دكتورنا فهيم وانت فهيم
لك مني كل شكر وتقدير على هذه المعلومات