أخوتي و أخواتي الأفاضل…
في هذا الزمان قد سُمع صوت الفضيلة المغتالة ..و بان أنين العفة المنتهكة…و تحشرجت بالصدور مآسي عظيمة من هول تلك المصيبة المصيبة …و أكشف هنا عن الأسباب التي أنتجت هذا الأمر …و أضع المبضع لكشفها و علاجها ..فأسأل الله التوفيق و السداد ..و من رأى فيها بعض الخير فاليرسلها لمن يحب ..أو يطبعها فينشرها..أو ينسخها للمنتديات فلعل الله يكشف بها بعض هذه الغمة التي نزلت على الأمة .
- كيف الوقوع في طريق المعاكسات:
1. قد يتم نسج أول خيوط الرذيلة باستقبال مكالمة خاطئة , فتتبعها مكالمة مائعة , ثم تجربة خادعة , تكون بذرة للفتنة , ثم معصية و وقوع بالكبيرة , لذا فحري بكل مسلمة أن لا تتمادى بتكليم كل من لا تعرفه .
2. الصديقات في المدرسة لهن يد خير في تثبيت من حولهن على طريق الحق , و قد يكن سبلاً لورود طريق الظلال و الفتنة , فالحذر منهن إذا رأيت منهن أي تغير , أو كن ممن يتخذن أخداناً بشكل سري أو جهري .
3. رسالة طائشة عبر الجوال , أو استقبالها عبر جهاز البلوتوث في الأماكن العامة قد تكون هي الشرارة الأولى لرحلة الندم الطويلة . لذا فالحذر الحذر من مثل هذا الأمر , والحذر من استقبال كل رسالة حولها شك أو لا يُعرف مرسلها .
4. الأسواق مكانٌ خصب لمن يريد أن يصطاد بالماء العكر , فقد تكون البداية نظرة , أو ورقة , أو جرأة خبيثة من صاحب المحل , أو كلمة مبطنة بألف معنى سيء , فتكون بداية النهاية .
5. في السفر تقل الرقابة , خاصة في حال السفر بدون ولي الأمر , أو السفر للخارج حيث مظاهر التحرر و الانحلال , و قد تكون بداية لعلاقة محرمة .
6. مواقع الإنترنيت عالم مفتوح , و تجربة مغرية , ففي البداية هواية , ثم إطلاع و حب معرفة , ثم عبث عبر خطوط الشبكة , ثم نهاية غير محسوبة .
7. اللقاءات العائلية في أصلها أمان و ثقة , و قد يتحتم مع مثل هذه اللقاءات اختلاط مع أطراف لهم تجربة بمثل هذه الأمور السيئة , و لقاءات تتكرر و الثقة بالأقارب تعمي عيون الرقيب . و نصطدم مع الأيام بواقع مر أن أقرب الناس إلينا كانوا هم أكثر الناس وصولاً لفلذات أكبادنا من أجل أن يوقعوهم بنفس الخطيئة التي مروا بها.
8. التمادي بالحديث مع الباعة و التفسخ و الانحلال بالملبس عند الخروج للأسواق , يجعل أصحاب النفوس الضعيفة يقتنصون هذه المرأة الخاسرة . و التي جذبت الناس إليها من حيث علمت أم لم تعلم .
9. متابعة القنوات الفضائية , و الإغراق بالرومانسيات , و استماع الأغاني و الكليبات الماجنة سبيل لدخول الشيطان إلى قلوب الفتيات الغافلات .
10. التنقل مع السائق بلا محرم , هذه وسيلة لأن يصل إليها المغرضون الذين لا يخشون الله و لا يستحون ممن حولهم عبر إزعاجهم للناس في الطرقات العامة , و التلصص عليهم و مطاردتهم في كل طريق .
11. الحذر كل الحذر للفتيات من استراق النظرات أو الظهور حاسرات متكشفات من خلال أبواب البيوت , أو الظهور بدون حجاب لأي أمر من الأمور حتى لو للحظة بسيطة . فهذا يجعل الشكوك و الظنون تدور حول أهل البيت .
12. حب التميز و لفت النظر , قد يكون أول الطريق إلى الخطر , فهي تحب أن تسمع كلمات الإعجاب ممن حولها , و بأي طريقة ترضي غرورها , فلا يهمها إلا أن يتعلق الناس بها , و أن تُري من حولها كيف تسحب الناس من خلف غرورها .
13. قد يكون حب المال وسيلة في أول الأمر , و حب المظاهر الزائلة قرينة لبعض من يسلكن هذا الطريق , فهي تريد أن تكون بكامل زينتها و بأغلى الأسعار المعروضة في الأسواق , و لكن هذا الطريق لن تستطيع أن تصله بنفسها . فتتخذ هذا السبيل الشيطاني درجاً للوصول إلى مآربها .
14. تبحث الفتاة إما عن عطف مفقود , أو خروج عن مشاكل اجتماعية قد حطت رحالها في بيتهم الأسري , أو تبحث عن تجربة غير مسبوقة فتقع ضحية مفترسة .
- خطوات من اجل عدم الوقوع أو التخلص من هذا البلاء :
1. الدعاء الصادق الخالص الدائم لله بأن يخلصنا من مثل هذا الأمر , و الدعاء من قبلها بأن يكفينا من شر الوقوع في براثنها .
2. إذا كانت الخطوة المُقدم عليها باتصالات هاتفية فقط – وفي ذلك شر - فعلى الفتاة أن تغير الرقم , و من كانت قد بليت بهذا الأمر فعليها أن لا تتصل من شريحة تحمل أسمها أو أهلها أو رقم هاتف منزلي يدل على أصحابه . فسوف تقع تحت تهديدهم اليوم أو بالغد . والسلامة مطلب كل عاقل , و النهاية قريبة من كل متكبر مكابر .
3. من بليت باتصالات عبر أجهزة الإنترنيت و عبر برامج المحادثة فعليها أن تقاطع هذه البرامج , و تبتعد عن تلك المنتديات , و توقف الاشتراك بالإنترنيت , و أن تزيل من قبل و من بعد صورها الشخصية أو ما يدل على شخصيتها في جهازها فيد لصوص الإنترنيت تصل و بسرعة إلى مخازن الصور . و عليها أن تتجنب الكاميرات المدمجة في نفس الأجهزة .
4. من ذهبت للأسواق و خشيت الفتة فعليها أن لا تفح أجهزة الرسائل المرسلة عبر المراسلة من بُعد ” البلوتوث ” .
5. من ذهبت للسواق فعليها لبس الملابس المحتشمة , و الغض من صوتها , و عدم التلفت أو جلب الشبهة إليها , و البعد عن التعطر و التزين , فذلك أمر قد يفتن من حولها فتكون محل نظرهم و مطاردتهم .
6.
7. من أبتلي بمثل هذا الأمر فاليعلم أن للشيطان خطوات , فلا يتمادى خلف كل خطوة , بل يقف وقفة تأمل لعاقبة تلك الخطوة , و يتفكر إلى أين تقوده و ترديه . فمحاسبة النفس و التفكر بخطواتها خطوة صحيحة نحو التغيير و التبديل و التصحيح .
8. كل خطوة من خطوات هذا الطريق هي تقود إلى أختها , بالمقابل أن الرجوع من أول الطريق خيرٌ من أن يصل المرء إلى آخره المظلم . لذا فمن كانت قد ابتليت بمكالمة , فلا تتبعها نظرة , و من كانت قد ابتليت بنظرة فلا تتبعها بلقاء , فهناك تكون الحسرة و الندامة و الخيبة .
9. من نشبت أقدامها في هذا الطريق المشين , فلا تقف مكتوفة الأيدي و تستسلم لعبث العابثين , بل عليها أن تستعين بأهل الرأي و الفكر سواءً من الأهل أو الأقارب ممن يتحلون بالحكمة و حسن التصرف . و ذلك لأن الفتاة التي وقعت في هذا الطريق تكون مشلولة التفكير خائفة من كل خطوة , واقعة تحت تأثير التهديد المستمر بالفضيحة . فمصارحة أهل الرأي أفضل حل . مهما حصل من توبيخ أو تقريع فذلك أفضل من التمادي في هذا الطريق .
10. قراءة القرآن و وعض النفس و سماع الخطب و المحاضرات , و المحافظة على الصلوات , و البعد عن الأماكن الفتنة هي بإذن الله مجال لبناء حاجز إيماني عظيم يكفي المرء شر هذا الطريق و مزالقه .
11. الاتصال على المشائخ الفضلاء , و طرح الأمر عليهم , و طلب مشورتهم و نصحهم . أمر مهم لمن تريد الخلاص من تلك الفتن .
12. قراءة القصص و سماع الشرطة و التي تتحدث عن عاقبة من وقع في هذا الأمر قد يجعل الفتاة ترعوي و تعيد التفكير في الأمر من جديد .
13. الوصول إلى صديقة ذات خلق و دين و عقل رزين , و عرض الأمر عليها و طلب النجدة منها بوسائل تضفي على الفتاة المبتلاة الستر أمر قد يفيد لمن قدر عليها هذا الأمر .
14. الداعيات من الأخوات الفاضلات قد يكن أكثر الناس دراية عن سبل حل مثل هذه المشاكل الاجتماعية المتنامية , و ذلك لكثرة المشاكل المعروضة عليهن من أبناء جنسهن , فيحسن أن تتصل كل فتاة وقعت في مشكلة المعاكسات مع الداعيات بأسرع وقت ممكن .
15. في المدارس و الجامعات أخوات من المدرسات فاضلات , قد يكون الرجوع إليها وطلب مساعدتها أيضاً من الحلول المطروحة .
16. عرض الموضوع إما على الأم بطريقة متدرجة أو على أخت مقربة أو أخ صادق غيور, وشرح الأمر إليهم و توضيح الصورة لهم و أنها وقعت تحت نزوة عابرة , و أنها تريد الخروج من مأزق هذه الفتنة , و تطلب العون منهم بكل وسيلة . و على الفتاة أن تتحمل ردة الفعل عليها . فهي أقل و أسهل و أهون من أن تتمادى , ثم يصل خبرها و لو بعد حين إلى أهلها و والديها من المجتمع المحيط بها .
17. قطع الصداقة مع كل فتاة تظهر منها مثل هذه الأمور , و البعد عن كل من تتساهل بأمر المعاكسات و شأنها . و ردع كل من تسول لها بطرح الموضوع عليها , و الضرب بيد من حديد على كل من تسول لها نفسها بأن تدعوها لهذا الأمر , و تبليغ الأهل عن كل فتاة منحطة قد تستعمل صورك الخاصة من أجل الابتزاز أو المقايضة .
18. من علم أحد من الغيورين بأن فتاة قد وقعت بهذا الأمر فلا سكوت , و المبادرة لحله بأي طريقة يراها , إما مع أهلها , أو بالاتصال بالمشائخ ليتدخلوا في وضعها .
19. من لاحظت أختها في أمر مريب فلا هوادة , أو تجاهل أو أعراض , أو خوف أو ابتعاد , بل يجب عليها أن تقف في هذا الأمر موقفاً حازماً , و لا تحاول عبثاً أن تحل الأمر بنفسها , فشياطين الأنس لهم ألف طريقة و طريقة لجذب و تهديد كل من يقع في طريقهم .
- نتائج المعاكسات :
1. للأسف أن الذئاب البشرية يغرون بالحرائر بكلمات معسولة من ألسنة تقطر سماً زعاف , فلا يغرركم حسن أسلوبهم فهم يتفاخرون في مجالسهم كيف يصطادون فرائسهم عبر السنة كاذبة معسولة . فتقع الفتاة في قصة حب واهية . و مع الأيام تفقد طهرها و عفتها و كرامتها بمقابل كلمة مكذوبة .
2. أول الأمر مكالمة ظاهرها البراءة , ثم طلب لقاء , ثم انتهاك عرض , ثم توزيع الأرقام على الأصدقاء من السفلة الرخصاء , فيذاع أمرها و تصبح سلعة رخيصة تلاك بالسنة أرذل الناس .
3. مع حالة الذل و الهوان ممن وقعنا في هذا الأمر , يطلب من الفتيات أن يكون وسيطات هوى , و صائدات للذئاب البشرية , و تفني كرامتها و حياتها في نسج حبال الشبكة لأقرب الناس إليها , فكم هي رخيصة من باعت نفسها ثم قدمت كل من حولها للتكفير عن خطيئتها .
4. لن يقف الأمر على ذلك فالمطالب الجشعة من أصحاب القلوب الميتة لن تتوقف , فحضور حفلات جماعية مشبوهة , و صور خالعة , و كؤوس تدار من باب التجربة .
5. و هل يقف النزيف , لا بل التجارب تحكي قصص مهولة , فتلك كانت بدايتها مكالمة , و انتهت بها الأمور إلى متعاطية ثم مروجة , و فتصبح في مجتمعها رخيصة مبتذلة .
6. تمضي السنون و من بعمرها يتزوجون و يستقرون و من حولهم أطفالهم , و هن في هذا المستنقع يتخبط , و تحت التهديد يقعن , و الخوف من الفشل بعد الزواج أمراً لا يفارقهن .
7. خواء في القلب , و ملل في الحياة , و معيشة بلا هدف , و رخيصة أمام نفسها , و مبتذلة من قبل الناس من حولها , و عامل هدم في مجتمعها , فالكل يبتعد عنها , و الكل ينظر إليها و يستصغرها . فحالة نفسية ونهاية غير معلومة .
8. وأعظم من ذلك و أنكد أنها عن الله ابعد , فلا صلاة تقيمها حق القيام , و لا قرآن يحرك فيها أي حراك , و لا مجالس ذكر تحضر, و لا إلى أي ناصح تستمع و تتأمل . قد صدتها معصيتها عن كل أمر , و قادها طريق الخطيئة إلى كل سوء .
9. فهي تبتعد عن مجالسة أهلها و أحبابها , فهي في عالم آخر , تعيش يومها بهم , و تنظر إلى المستقبل الغامض بغم . فهي إن رن جوالها وسط أهلها تتوتر , و عن تركته بين أيديهم خافت أن يطلعوا على أسرارها المدفونة , حي تتحين كل فرصة أو لحظة , من أجل أن تنال من تلك اللحظات المسمومة . قد ابتعدت عن كل من يخافون عليها , اقتربت من كل من هم يخوفونها و يهددونها .
10. أما إن كانت صاحبة وضيفة و مال , فهي في حال آخر , فابتزاز و أكل لأموال و الأعراض مدى الدهر , فهي بنظر الخبثاء أجمل مايمكن الحفاظ عليها , فمصروفهم لمبتغياتهم الخبيثة يتم عن طريقها , و تعبها و آمالها العريضة يقع تحت سيطرة الخبثاء من أشباه البشر . فحسبنا اللهو نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله و الحمد لله الذي عافنا مما أبتلي به بعض خلقه