القائدالقسامي الاسير/ إبراهيم جميل حامد الذي تعترض إسرائيل عن الإفراج عنه
اعتقل بتاريخ 22/5/2006 م
الشيخ إبراهيم حامد: عشر سنوات من المطاردة المذلة للعدو الصهيوني
"حضرات القضاة، إني أقدم لكم اليوم اكبر ملف امني في تاريخ دولتنا، انه اخطر أسير في سجوننا، قتل أكثر من 78 صهيونياً في أكثر العمليات الانتحارية دموية في تاريخنا..، يقول المحامي :"وإذا سألتم من نظم البرغوثي أقول لكم انه: ابراهيم حامد ..
هذا ما قاله ممثل الدولة للقضاة في محاكمة المجاهد القسامي عبد الله البرغوني ..
من هو البطل الكبير إبراهيم حامد ..؟
ولد وعاش في قرية سلواد شمال شرق رام الله الشاب إبراهيم جميل مرعي حامد 39 عاما وسط أسرة متواضعة وبسيطة، تحمل هو وأشقائه مسؤولية القيام بمتطلبات الأسرة بعد وفاة والدهم.
وكان قدر هذه العائلة المؤمنة المحتسبة أن تقدم الكثير لهذا الوطن طيلة سنوات الاحتلال ليكون قدرها ان تعيش بين مطرقة الاحتلال وسنديان الظروف المادية والنفسية الصعبة منذ ان أعلنت قوات الاحتلال قبل ست سنوات ابنها إبراهيم مطلوب لأجهزتها الأمنية بدعوى نشاطه العسكري في كتائب القسام.
عاش إبراهيم حياة عادية وسط أسرته وبين أبناء جلدته حيث عرف عنه "الشخصية القوية والجادة، وتحليه بالصبر والمكابدة تجاه ظروف عائلته الاقتصادية الصعبة".
"يذهب إلى الجامعة مشيا على الأقدام ..."
وتلقى دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدراس سلواد، فكان نعم الطالب الخلوق، والمثالي، والمتفوق، ليتخرج بنجاح مع درجة امتياز من امتحان التوجيهي، وينتقل إلى جامعة بيرزيت، لتحتضنه كلية الآداب/قسم العلوم السياسية.
يقول احد المقربين منه أيام الدراسة " كان إبراهيم يضطر الذهاب إلى الجامعة التي تبعد عن قريته مسافة 14 كم مشيا على الأقدام، بين الجبال والسهول والوديان ، صيفا وشتاء".
ومنذ نعومة أظافره كان احد رواد المسجد وفي شبابه كان احد خطبائه المفوهين، فالتزم بالدين، وعمل على رفع راية الحق أينما كان.
تخرج من جامعة بيرزيت في تخصص العلوم السياسية، وعمل في مركز الأبحاث التابع لها، كما انتقل كباحث في قضايا اللاجئين الى جامعة القدس المفتوحة برام الله ، فاصدر العديد من المؤلفات والأبحاث حول القضية الفلسطينية، واصدر اول دراسة عن القرى الفلسطينية المدمرة عام 48 تحت اسم (قرية زرعين ) وعمل في مركز خليل السكاكيني ضمن سلسلة أبحاث ودراسات في ذكرى أحياء النكبة
وقبل ان تطارده قوات الاحتلال ويتوارى عن الأنظار كليا كان يتهيأ لمناقشة رسالة الماجستير في العلاقات الدولية.
تزوج عام 98 فرزقه الله بطفلين علي 7 سنوات وسلمى 4 اعوام ، وامضى سنوات شبابه الاولى متنقلا في سجون الاحتلال ، من الاعتقال الاداري الى التحقيق ، لكن سجل إبراهيم اسمه في زنازين التحقيق في مسلخ المسكوبية كاحد ابناء حماس الذين لم يقدموا أي اعتراف ولو بكلمة واحدة الى اعداء الله والوطن والدين.
بداية المطاردة
بدأت قصة ملاحقة حامد عام 98، عندما أعلنت سلطات الاحتلال وروود اعترافات عسكرية خطيرة على ابراهيم من بعض المعتقلين من أبناء القرية والبلدات المجاورة لها، جلها تؤكد انه عضو فاعل في كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، ومنذ ذلك الحين أعلنت قوات الاحتلال أن حامد هو من اخطر نشطاء حماس في رام الله.
وقبيل انتفاضة الأقصى بقليل اعتقل حامد عند جهاز الأمن الوقائي الذي تزعمه آنذاك جبريل الرجوب، وبات احد رواد سجن الوقائي في مدينتي رام الله وأريحا وسط الضفة الغربية، وجاء الفرج عندما بدأت سلطات الاحتلال بقصف مجمعات السلطة الفلسطينية في انتفاضة الأقصى، فخرج ابراهيم رغما عن إرادتهم.
العائلة والقدر المحتوم
عائلة ابراهيم كان لها تاريخ طول مع مقاومة الاحتلال منذ ان وطأت قدم الصهاينة هذه الأرض المباركة، ففي عام 1973 وفي إحدى المعارك في الجولان السوري المحتل استشهد عبد الرحيم شقيق ابراهيم والي كان عمره آنذاك خمسة وعشرين عاما. كما أن والد زوجته الشيخ عبد الرزاق عبد الجليل حامد يعتبر واحداً من المجاهدين البواسل ومن نشطاء الإخوان المسلمين الذين خاضوا معارك 36 و 48.
ومنذ مطاردة ابراهيم لم تترك سلطات الاحتلال وسيلة ضغط او تنكيل ضد العائلة الا واستعملتها في محاولة يائسة لإرغام أسد كتائب القسام على تسليم نفسه ولكن آنى لهم ذلك.
يقول شقيقه :" منذ ان بدأت حماس الرد على جرائم الاحتلال بالعمليات الاستشهادية، حتى حول الجنود الصهاينة حياتنا الى جحيم لا يطاق".
ويتابع :" باتت المداهمات كل ليلة، اعتقلوا ابناء اشقائي الصغار وزوجوهم في السجون وحكموا عليهم بالسجن لسنوات طويلة تصل بعضها الى خمس سنوات، اعتقلوني واشقائي وشقيقاتي الخمسة دون تهمة، تعرضنا الى التحقيق والضرب والتنكيل، وبعد ان افرجوا عنا، سلموانا طلبات لمقابلة ضباط المخابرات بشكل يومي".
ويضيف :" في كل مرة كان الصهاينة يقتحمون القرية بعد منتصف الليل، يحظرون التجول، وينشرون الرعب في قلوب السكان، ويداهمون منزل ابراهيم والعائلة والاشقاء وحتى بعض الاقارب، ويخرجوننا جميعا –اطفالا ونساء ورجالا وكبار السن – الى العراء ، وتحديدا في ايام الشتاء والبرد القارص ".
يتفشون المنازل والوديان والجبال وكل الكهوف، يقتحمون غرف بيوتنا، يحطمون الاثاث والمطابخ والمراحيض والزجاج ، يعبثون في كل شيء يقع تحت ايديهم.
لم تكتفي قوات الاحتلال بكل اشكال العذاب والتضيق والتنكيل التي عاشتها عائلة ابراهيم، فعمدوا الى اصدار قرار بهدم منزل العائلة كلها، الا ان قرارا في اخر لحظة صدر عن ما تسمى محكمة العدل العليا اوقف قرار الهدم، ولك بعد فوات الاوان، اذ بات المنزل غير صالح للسكن، ومهدد باي يسقط في أي لحظة.
عقاب القرية كلها
وكان اخر الاجراءات العقابية مداهمة القرية من قبل 300 جندي صهيوني وحظر التجول على السكان لاكثر من اسبوع ، وتفتيش من منزل الى منزل ، واعتقال اكثر من 200 شاب للتحقيق معهم .