رغم مرور ستة عشر عامًا ونيف على اعتقال الأسير نصر شقيرات، إلا أن الغرفة التي تم اعتقاله فيها مغلقة حتى يومنا هذا بقرار من الاحتلال. وتعود هذه الغرفة لشقيقه الأكبر علي، فلدى اعتقال نصر، كان ليلتها نائمًا في منزل شقيقه الذي اعتبر أن إغلاق الغرفة لم يشكل عقابًا للأسير نصر فقط وإنما أيضًا لأفراد عائلته.
يقول شقيق الأسير »في الحقيقة يعتبر إغلاق الغرفة عقابا نفسيا لي، فكل يوم أتطلع وأشاهد بعيني الغرفة مغلقة.. ورغم مرور ١٥ عامًا على إغلاقها، لم يستطع أي شخص أن يساعدنا على فتحها لأن المنطقة تابعة أمنيا للجانب الاسرائيلي«.
ولد الأسير نصر حميدات شقيرات في ٢٠ تموز العام ،١٩٧١ وأعتقل بتاريخ ٢٠ آذار العام ١٩٩٣ حيث قامت قوات كبيرة من الجنود وعناصر الاستخبارات بتطويق منزل شقيقه الكائن في حي الشيخ سعد من كافة الجهات ثم اقتحمته ودمرت كافة محتوياته، ثم قاموا باعتقاله وبإغلاق غرفته بألواح الألمينيوم وتشميعها.
وبعد اعتقاله، وجهت له تهمة طعن خمسة من الطلاب اليهود بالسكين في مدرسة أورط الصناعية في تل بيوت حسب لائحة الاتهام التي وجهت له من قبل المحكمة الاسرائيلية. وصدر حكم يقضي بسجنه مدة ٨٢ عامًا قضى منها ١٥ عامًا حتى الآن.
وكان قد أعتقل للمرة الاولى في أواخر العام ١٩٩٠ لمدة ٣٢ شهرًا بتهمة رشق الحجارة ورفع الأعلام الفلسطينية والكتابة على الجدران والانتماء لـ»الجبهة الديموقراطية«. وقال والده »لقد استمر التحقيق مع ابني نصر لمدة ٤٨ يومًا في الزنازين، ثم تم توقيفه في المسكوبية وبعد مرور عام تم إصدار حكم بحقه«.
وعاقبت السلطات الإسرائيلية عائلة نصر بعد اعتقاله، حيث قامت بمنع إصدار التصاريح لوالديه وأشقائه لدخول مدينة القدس المحتلة، مع العلم أنه قبل العام ١٩٩٥ كان يسمح بإصدار تصريح لشقيقه علي ثم ألغي بعد عامين من اعتقال نصر. كما شطبت هوية علي ولم يعرف بذلك إلا عن طريق الصدفة.
عندما فصلت السلطات الاسرائيلية الضفة الغربية عن مدينة القدس في العام ،١٩٩٨ صادرت هويتي والدي الأسير نصر، فقدما شكوى وتمكنا من استرجاع الهويتين بعد ثلاثة شهور. كما تم منعهما من زيارة نصر لمدة عام وأربعة أشهر لانهما استقلا حافلة الصليب الأحمر من القدس لزيارة ابنهما من دون أن يعلما أنهما ممنوعان من ذلك، وأن عليهما أن يستقلا الحافلة من الضفة الغربية وذلك وفق القانون الاسرائيلي، بعدما قام الجانب الاسرائيلي بفصل الضفة الغربية عن مدينة القدس.
وخلال فترة اعتقاله الطويلة، مكث نصر في سجون عديدة منها المسكوبية، جلبوع، عسقلان، السبع، نفحة، شطة، الرملة، جنيد، جلبوع.
ومأساة السجن وقسوة السجان التي حرمت الأسير نصر من أن يكمل دراسته داخل السجن رغم حصوله على معدل ٨٥ في المئة في الفرع العلمي، لم تحطم إصراره وطموحه حيث تمكن من حفظ القرآن الكريم في السجن وحصل على شهادة من وزارة الأوقاف الاسلامية تقر باجتيازه امتحانات التجويد في سجن نفحة الصحراوي.