القدس 15-9-2009 وفا- أشاد رئيس مجلس الوزراء د. سلام فياض اليوم، بصمود عائلة المواطن صبري غريب في بلدة بيت اجزا بشمال غرب مدينة القدس وتمسكها وثباتها بأرضها، ورفضها التنازل عنه رغم الظروف القاسية، وممارسات المستوطنين ضدهم.
وقال د. فياض خلال زيارته لمنزل عائلة غريب الواقع وسط مستوطنة 'جفعون هحدشاه'، والمعزول بجدار الكتروني وببوابة الكترونية تعزل المنزل عن البلدة بشكل كلي، 'إن قصة صمود المواطن غريب وتشبثه بأرضه ومنزله في مواجهة سياسة الاحتلال وممارسات المستوطنين، إنما يشكل جوهر توجهات السلطة الوطنية لتعزيز صمود الناس رغماً عن الاحتلال وممارساته، كما أنها تلخص قصة كفاح شعبنا وإصراره على البقاء واستعادة حريته وعيشه بكرامة.
واطمأن فياض خلال الزيارة على صحة المواطن غريب، كما اصطحبه معه لتناول طعام الإفطار.
وكان رئيس الوزراء وفي إطار جولاته المتواصلة في محافظات الوطن، قد تفقد بعد عصر اليوم، قرى شمال غرب القدس، ( بيت اجزا، القبيبة، وبدو، وبيت سوريك، وبيت عنان، وخربة إم اللحم، وقطنا) وافتتح مبنى المجلس المحلي لبلدة بيت اجزا.
وكان في استقبال رئيس الوزراء محافظ القدس عدنان الحسيني، ورؤساء المجالس المحلية للبلدات المجاورة، وقادة الأجهزة الأمنية، وعدد من الشخصيات الرسمية وعدد من أهالي ووجهاء البلدة.
وتوجه رئيس الوزراء بعد ذلك إلى بلدة القبيبة، حيث تناول طعام الإفطار بحضور ممثلي المجالس المحلية ووجهاء القرى المجاورة وبحضور القوى الوطنية، وأسر الشهداء والأسرى، وممثلو المؤسسات الأهلية والنسوية وعدد من الوجهاء.
ونقل رئيس الوزراء في لقاء جماهيري عقد بعد الإفطار تحيات الرئيس محمود عباس للأهالي وتثمينه لثباتهم على أرضهم وصمودهم عليها، كما حيا المواطن المناضل صبري غريب وتمسكه بأرضه وإصراره على تحدي الاستيطان وممارسات المستوطنين.
وأشار د. فياض إلى أن إستراتيجية عمل السلطة الوطنية تنطلق من نموذج هذا الصمود الذي يمثله المواطن غريب وآلاف المواطنين المتشبثين بأرضهم، ويرتكز على دور السلطة الوطنية في توفير الدعم لتعزيز صمود المواطنين وتثبيتهم على أرضهم، إضافة إلى بناء المؤسسات الفاعلة والقادرة على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، والتي تشكل أساس بناء دولة المؤسسات وحكم القانون.
وأكد رئيس الوزراء أن الهم الأكبر الماثل أمامنا يتمثل في الاحتلال، وأن الخلاص منه يشكل التحدي الأكبر أمام شعبنا، الأمر الذي يؤكد ضرورة التوحد والعمل لتحقيق ذلك، وما يتطلبه ذلك من أهمية توفير مقومات هذا الصمود والثبات، وبذل كل جهد ممكن كل منا في موقعه من أجل تحقيق التمكين الإضافي لأبناء شعبنا.
وقال 'هذا ما يعنيه الجهد الحقيقي لإنهاء الاحتلال، وضمان تحقيق مشروعنا الوطني، والمتمثل في حق العودة، وحق تقرير المصير، وحق العيش بحرية وكرامة في دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على حدود عام 1967'.
وأضاف فياض 'هذه الطريقة في العمل هي أحد أهم السمات التي ميزت العمل التنموي في فلسطين من حيث توسيع قاعدة المشاركة في صياغة القرار التنموي، فنحن نؤسس لبناء دولة ديمقراطية وعلى أساس هذه الرؤية فان السلطة الوطنية تبذل كل جهد ممكن من أجل البناء وتقوية مؤسساتها لتمكينها من تقديم الخدمات الأساسية لشعبنا، والتي تشكل جوهر خطة عمل الحكومة للمرحلة القادمة في كافة مجالات الحكم والإدارة، وبما يضمن الالتفاف الشعبي حولها، والانخراط في عملية بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
وقال رئيس الوزراء: 'إن إنجاز المشروع الوطني المتمثل في إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لا يمكن أن ينجز دون استعادة الوحدة الوطنية، فالدولة لا تقوم إلا على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية'.
وأضاف' 'إن تحقيق هذا الهدف، يتطلب تضافر جهود الجميع كل في موقعه، لإنهاء الانقسام وانجاز الوحدة الوطنية، إلى جانب استمرار الجهود والعمل على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين في كافة أماكن تواجدهم بما يعزز صمودهم على الأرض، وقدرتهم على حماية مشروعهم الوطني.
وشدد رئيس الوزراء على أن الوحدة لا تعود إلى الوطن إلا من خلال الحوار الجاد، الذي يجب أن يكون سبيلاً لإنهاء كافة الخلافات، وإيجاد رؤية مشتركة تمكن شعبنا من إعادة الوحدة إلى مؤسساته المختلفة، وقال: 'لا بديل عن الحوار كوسيلة للخروج من هذا النفق المظلم وما نحن فيه من انعكاسات التشتت والانقسام على الوضع القائم'.
من جهته أشاد نائب أمين سر إقليم حركة فتح في محافظة القدس سعيد يقين، بدور الحكومة في تعزيز صمود المواطنين، والعمل الجاد على توفير الاحتياجات والخدمات الأساسية بما يضمن توفير العيش الكريم لهم.
واستعرض يقين المشاريع التي أنجزنها السلطة الوطنية في قرى شمال غرب القدس، من مشاريع بنى تحتية، وتنموية وأساسية لدعم صمود المواطنين، كما أشاد بخطة رئيس الوزراء لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية خلال العامين القادمين كرافعة أساسية لتعجيل الخلاص من الاحتلال.
وأشار إلى المعاناة التي يعانيها أهالي هذه القرى، من ممارسات الاحتلال من عزل وتجريف الأراضي، وهدم المنازل والاعتقالات.
واعتبر يقين أن المصداقية التي وفرتها العلاقة مع رئيس الوزراء في تبني قضايا الناس وسرعة تنفيذ المشاريع، أعادت الاعتبار لعلاقة المواطنين بالسلطة الوطنية، وثقتهم بانتصار المشروع الوطني الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف 'لهذا فنحن منحازون لهذا النهج وبغض النظر عن الأشخاص'.
بدوره ثمن ممثل مجلس محلي بلدة القبيبة انجازات الحكومة، والتي كان آخرها تقديم 500 ألف دولار لمؤسسات وفعاليات المنطقة، واستعرض المشاريع التي قدمتها الحكومة لهذه المناطق، وتقدم بالشكر والعرفان لرئيس الوزراء.
وفي ختام اللقاء كرمت المجالس المحلية والقروية رئيس الوزراء على كافة الجهود المبذولة لدعم القدس وقراها وبلداتها.
وفي بلدة بيت عنان زار رئيس الوزراء مجلسها المحلي، واستمع في لقاء جماهيري لهموم أهالها ولعدد من مطالبهم واحتياجاتهم، ووعد بتوفيرها وفق الإمكانيات المتاحة.
كما تفقد رئيس الوزراء بلدتي قطنا وخراب ام اللحم، وتفقد الشارع الرئيس الواصل بين بلدة القبيبة وخراب ام اللحم، كما اطلع على آثار جدار الفصل العنصري في بلدة قطنا، والمعاناة التي يسببها للمواطنين.
وفي ختام جولته توجه رئيس الوزراء إلى بلدتي بدو وبيت سوريك وافتتح مدرسة بدو الثانوية للبنين، كما افتتح ( شارع الشهيد ياسر عرفات) في بلدة بيت سوريك والممول من وزارة المالية بقمية 250 ألف دولار وبإشراف وتنفيذ وزارة الحكم المحلي.