تقديم عبد الفتاح عرار - تنطلق منافسات الجولة الرابعة من دوري الشهيد ابو علي مصطفى والاخيرة خلال الشهر الفضيل بلقاء ناري يجمع اصحاب الارض والجمهور شباب الخضر المتعثر بالامعري المتصدر وصاحب العلامة الكاملة. اللقاء يجري على استاد الخضر الدولي وسيحظى بمتابعة جماهيرية حاشدة خاصة من اصحاب الارض الذين سيساندون فريقهم ويبعثون فيه الثقة من جديد بعد ان كان قد بدا بداية قوية وحقق فوزا مستحقا على ارضه على هلال العاصمة.
شباب الخضر – مركز الامعري
فريق الخضر تعثر في الجولة الثانية امام وادي النيص وكان قاب قوسين او ادنى للعودة على حساب العبيدية لكنه فرط بنقطتين ثمينتين والمباراة تلفظ انفاسها ليكتفي بنقطة وحيدة اضافها لمجموع نقاطه الثلاث من المباراة الاولى. وبهذا فقد حصل فريق الخضر في لقائي الديربي على نقطة واحدة مما مجموعه ست نقاط ولم يستطع الفوز في مبارياته التي لعبها على ملاعب محايدة. الخضر بذلك يكون قد لعب مباراة على ارضه واثنتين على ملاعب محايدة ولم يخض أي لقاء بيتي لخصمه. اما الامعري فقد اثبت علو كعبه منذ بداية الموسم واصبح الفريق الوحيد الذي يحصل على العلامة الكاملة بعد ثلاث جولات اثنتين منها لعبها على ارضه وبين جمهوره وواحدة كانت خارج الديار امام الظاهرية وفاز فيها بنتيجة عالية. وها هو يخوض لقاءه الثاني خارج الديار بثبات واتزان وثقة وبجاهزية تامة لكتيبة النجوم التي يضمها.
عدم استقرار خضري
لا اعلم ما يمكن قوله لفريق يمتلك كل المقومات التي من الممكن ان تجعل منه فريق منافس وهذه الحالة كانت قد مرت بالفريق مع بداية الموسم الماضي وها هو يعيش في ظروف مشابهة، وهذا يجعلنا نضع اكثر من علامة استفهام فالملعب المؤهل الذي تفتقر له غالبية الفرق متوفر والنادي لا يعاني من عجز مادي كما تعاني اكثرية الفرق الاخرى والخامات موجودة واستطاعت دون تعزيز ان تحجز لها مقعد مع الكبار في الموسم الماضي. وتاتيك التقارير الواردة من ارض الملعب منتقدة اداء الفريق ومتهمة اياه بنقص اللياقة البدنية والارتباك وفقدان الثقة وكان اللاعبين لا يمتلكون للخبرة رغم انهم خاضوا موسما طويلا كان قوامه احدى وعشرين مباراة كانت كفيلة بمنح الخبرة للاعبين وللادارة والجهاز الفني. لكن وكما يبدو ان هناك خلل اداري وفني بعيد كل البعد عن اللاعبين يتمثل في في التخطيط والقيادة والتدريب وهذا ما تعكسه نتائج الفريق في ظل كافة المقومات التي تحدثنا عنها.
نشوة امعراوية مستحقة
كيف ولا تكون هناك نشوة لفريق يضرب بقوة على ارضه وبنفس القوة يضرب خارج الديار، انها الثقة وحسن القيادة وحكمة القيادة داخل اكناف المارد الاخضر الذي يمتلك مجموعة من اصحاب الخبرة الذين يعرفون كيف يتعاملون مع المنافس ولديهم ثقافة التعامل مع المنافس في عقر داره والدليل على ذلك الاداء الراقي الذي قدمه الفريق امام جماهير حاشدة للخصم لم تستطع زعزعة ثقتهم بانفسهم ولعبوا بخبرتهم واستغلوا كافة امكانياتهم لاربكاك الخصم واستيعاب هتافات جماهيره المحتشدة ليتربعوا على عرش الصدارة بالعلامة الكاملة وهذه صفات البطل الذي استعد جيدا ويعلم حجم المنافسة فوضع خطته التي لا زالت محكمة بامتياز.
فرصة الخضر للعودة
مباراة الخضر الاولى لم تكن بعيدة واجوائها لا تزال في الذاكرة وقد تكون حافزا لهذا الفريق للعودة وتنظيم صفوفه من جديد ويستعيد التوازن في ظل الكثافة الجماهيرية مستغلا عاملي الارض والجمهور قبل فوات الاوان والدخول في حسابات القاع التي من الممكن ان تصل لمرحلة لا يمكن تداركها خاصة اذا دخل الفريق مرحلة استنزاف النقاط على ارضه. يستطيع ابناء الخضر العودة دون شك لانهم فعلوه قبل هذه المرة في ظروف اصعب ولم يكن بامكانهم اللعب على ارضهم، لكن هذه المره هم اصحاب الضيافة ولديهم القدرة على رفع منسوب لياقتهم البدنية واستعادة توازنهم وترتيب صفوفهم وتقديم اداء يكفل لهم وضع حجر الاساس في مشوار الاطمئنان.
العلامة الكاملة امعراوية
من الممكن وقد لا يكون بعيد عن فريق الامعري ان يصل الى النقطة الثانية عشرة محققا علامة كاملة اذا واصل الفريق تقديم عروضه بنفس الاداء من الثبات الذي قدمه في الاسابيع الثلاثة الاولى وبذلك يكون قد قدم لجماهيره العريضة التي تزحف خلفه اينما حل احلى عيدية وتربع على الصدارة غير ابه بنتائج الفرق الاخرى خاصة بعد ان عمق الفارق بينه وبين الظاهرية صاحب المركز الثاني عندما اطاح به على ارضه برباعية جميلة مظهرا تفوقا صريحا على مستوى اللياقة البدنية والاداء الجماعي واللعب النظيف والجميل الذي امتع الحضور لينال احترام النقاد ويصبح محط انظارهم خلال الجولات المقبلة.
صحوة الخضر مطلوبة لمواجهة تفوق الامعري
تنتظر كلا الفريقين مواجهة صعبة في الجولة القادمة فالخضر سيحل ضيفا على نسور الجبل، فيما يستقبل الامعري هلال العاصمة وكلا اللقائين في غاية من الصعوبة ومن يستطيع تحقيق نتيجة ايجابية سيتمكن من امتلاك ثقة لمواصلة المشوار في لقاءه الصعب القادم. ولتحقيق نتيجة لا بد من صحوة سريعة وخاطفه لابناء الخضر لمواجهة التفوق الامعراوي الذي يتطلعون لاستمراره قبل لقائهم الثاري القادم. وقد سجل ابناء الامعري تفوقا على الخضر في الموسم الماضي بهدفين دون رد في مدينة القمر عندما التقيا لحساب الجولة الرابعة عشرة. مما يعني ان هذا اللقاء بالنسبة للخضر يعد لقاءا ثاريا اذا ما تحقق فسيمنح اللاعبين دفعة معنوية قبل لقاءهم نسور جبل المكبر في مباراة ستكون غاية في الصعوبة. فهل تتحقق الصحوة المنشودة بالنسبة للخضر ام يستمر تفوق الامعري ويسجل افضليته من جديد على ارض الخصوم ويبدأ حساباته نحو عدم التزحزح عن القمة.
هجوم كاسح للامعري في مواجهة اصرار الخضر
تماسك خطوط الامعري وحسن انتشار اللاعبين والقدر على اخذ المراكز وتبادلها تضفي روعة على اداءه وتمنحه فرصة الوصول لمرمى الخصم وتهديده بشكل مباشر خاصة الانطلاقات من الاطراف التي ينفذها العبيد من الميمنة ومحمد عبد الله من الميسرة بمساندة خط الظهر لتمويل المشاكس عايد جمهور داخل الصندوق برفقة محاجنة ومن خلفهم مباشرة معالي كوارع والهندي.
الخط الخلفي مؤمن في ظل صحوة وادي ومن خلفه المتالق شبير بمساندة من مهدي وعايدية. فترى ان الفريق يبقى ضاغطا بكل خطوطه لما يمتلكه اللاعبون من لياقة بدنية عالية تمكنهم من عدم الوقوف وتقديم اداء سريع يحتاج للياقة بدنية فائقة من الخصوم لمجاراته وهذا ما يجب ان يتبه له المدير الفني للخضر الذي يعاني من نقص في اللياقة البدنية وبالتالي حتى وان كان يلعب على ارضه فستصعب عليه مجاراة هجوم الامعري المسنود من خط الوسط. الخضر يمتلك حارس مرمى مبدع ذاد عن مرماه بضراوة واثبت نجوميته لكن ذلك لن يشفع له اذا كان خط الدفاع لا يمتلك اللياقة البدنية المطلوبة التي تمكنه من التصدي لهجوم الخصم وعدم منحه مساحات تكون مسرح عمليات له وبالتالي فان نجومية ابو صرة في المرمى لن تصمد كثيرا.
واذا ما ظهر فريق الخضر بالشكل المطلوب وبدا اللعب على الاطراف مستغلا سرعة محمود الشولي ومؤمن صندوقة فقد يشكل ازعاجا لدفاعات الامعري ويضعها في امتحان صعب مع وجود مساندة من حسام شلباية الذي سيلعب ضد فريقه السابق وهو على دراية بخطورتهم وقدرتهم على السيطرة على مجريات اللقاء اذا لم يكن هناك اصرار على وقف المد الهجومي وفرض رقابة صارمة على اللاعب المستحوذ على الكرة وهذا يتطلب لياقة وجاهزية بدنية من طراز رفيع. فعلى ابناء الخضر عمر الشولي وعلي ابوصرة ووديع صلاح ومجمود وبهاء عيسى ومعتز حسان واحمد الشولي وعلاء جبر ومحمد نعيم اضافة لمحمود الشولي ومؤمن صندوقة وشلباية ان يتسلحوا بالعزيمة ويتركوا تعثرهم في الاسبوعين الماضيين جانبا ويعودوا لتنظيم صفوفهم وترابط خطوطهم اذا ما ارادوا تحقيق نتيجة ترضي الجموع التي ستحتشد لمناصرتهم.
نظريا فان نتيجة المباراة تصب في مصلحة الامعري نظرا لجاهزيته واستقراره وعدم جاهزية واستقرار المضيف. وغير ذلك فانه يتطلب روح ولياقة من لاعبي الخضر تضاف للمد الجماهيري وبالتالي يكون من الممكن ان تنقلب التوقعات وان يصل الخضر لنقطته السابعة ويكون اول فريق يلحق هزيمة بالامعري. وحتى ان لم يكن الخضر بوضعه الطبيعي كما يجب فلا اظنه سيسمح للامعري بهزيمته على ارضه وربما يقف له ندا قويا ورغم عدم جاهزيته يفرض عليه التعادل والذي لن يكون مرضيا لجماهير الخضر.