بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام
أكد الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة "حماس" أن الفلسطينيين ليسوا متهالكين على التهدئة، مشيرًا إلى أن المفاوضات في مصر كانت تسير بإيجابية، واستطاع الفلسطينيين خلالها تفكيك بؤر التوتر التي نشأت مع القاهرة خلال العدوان على قطاع غزة، والتوصل إلى جدول كامل للتهدئة مع الكيان الصهيوني، يتضمن وقف كل أشكال العدوان، وفتح كل المعابر، لكن الاتفاق تعثر بعد مطالبة الصهاينة ربطه "بشاليط".
وقال الزهار في حديث لصحيفة "الأخبار اللبنانية" نُشر اليوم السبت (21-2): "إن مصر منزعجة من القرار الصهيوني، وتدرك خطورته، والموقف اليوم هو الانتظار لحين التوصل إلى حل ما".
وشدد القيادي البارز في "حماس" -خلال لقائه مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة- على أن "صفقة الأسرى لها استحقاقاتها الخاصة"، منوهًا بأن مطالب الاحتلال تتمحور حول أسماء هي في الأساس جزء من الصفقة لا يمكننا التنازل عنها، لذا لا نستطيع القول بوجود أجواءٍ إيجابيةٍ في الصفقة، مؤكدًا بأنه " دون الالتزام بمطالبنا لن تكون هناك صفقة"، موضحًا أن الصهاينة يناورون باستمرار لتفادي إطلاق أسماء كبيرة.
وردا على سؤال إن كان هناك تقدم في قضية إعادة الإعمار، قال القيادي البارز: "إن هذا الجهد يجب أن يكون مترافقًا مع التهدئة، فلا يمكن المضي قدمًا في الإعمار في ظل هذا العدوان"، وتابع بقوله: "كان من المفترض ضمن اتفاق التهدئة أن تُدخل مصر "كرافانات" إلى قطاع غزة لإيواء الناس الذين تهدمت منازلهم جراء العدوان، على أن يلي ذلك بدء دخول مواد إزالة الركام وآثار الدمار"، لافتًا إلى أن الاحتلال نقض جهود مصر في التهدئة، وبالتالي توقفت حركة إعادة الإعمار.
وفيما يتعلق بالحوار مع حركة "فتح" وملف المصالحة الفلسطينية، ذكر الزهار "أن الحوار بدأناه بطلب من مصر عبر لقاءات مع مسؤولين من "فتح" كانوا هناك، كما وطلبنا من القاهرة في وقت لاحق أن تطلب من أبو مازن أن يرسل السيد أحمد قريع؛ وبالفعل وصل قريع ونبيل شعث وتم اللقاء الذي انتهى إلى التوصل إلى آلية لتفكيك حالة التوتر في ما يسمى ملف المختطَفين السياسيين، لكنهم طلبوا وقتًا لمشاورة "المجلس المركزي" و"المجلس الثوري" لحركة "فتح"، ولم يصلنا ردٌّ إلى الآن، ثم جاء تأجيل الحوار الذي كان مقررًا في 22 شباط (فبراير) الجاري كنتيجة لتوقف مفاوضات التهدئة".
وقال: "اتفقنا مع أحمد قريع ونبيل شعث على تأليف لجنة من "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي" ومنظمات حقوق الإنسان، لتقرر ما إذا كان هناك أي مختطف سياسي لدى الأجهزة الأمنية، سواء في الضفة الغربية لدى السلطة أو في قطاع غزة".
وأكد قائلاً: "على كل الأحوال نحن طلبنا من مصر أن تستمر في جهودها وتتواصل مع أبو مازن، لأنه لا بد من خلق أجواء تشي بأن هناك نيات جديدة".
واختتم الزهار حديثه قائلاً: "إن الذهاب إلى القاهرة من دون أجواء مناسبة سيفُشِل الحوارَ؛ وهذا الفشل ستكون له تداعيات وانعكاسات خطيرة".