Asfour10 المشرف العام
تاريخ التسجيل : 28/12/2008 عدد المساهمات : 5532 الجنس : العمر : 36 الموقع : ارض المقدس العمل/الترفيه : شركة ادوية السلام المزاج : الحمد لله رب العالمين دائما نقاط : 65519 أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: وتفتحت الورود 29/09/09, 02:38 am | |
| قد تنظر في المرآة فترى نفسك بعيونك الحزينة تارة والسعيدة تارة أخرى وتدهش من الصورة التي تقف أمامك كل مرة لأنك لا ترى نفس الشخص ولا نفس الملامح كأن اللحظات تصبغ روحك فتغير معالم وجهك كأنك تولد بعد كل تجربة تخوضها قي الحياة لا أذكر أول يوم نظرت فيه إلى هذا الشيء الذي يعتلى ظهري ولكنني كنت صغيرا بما يكفي عندما بدأت أتحسسه ، كنت ألاعب رفقتي فيلعبون فوق ظهري فلا أظهر امتعاضي و لا غضبي، لكنني أكتم كل شيء بصدري خوفا من أن ينفضّوا من حولي فقد كان كل همّي تلك السويعات التي أقضيها في اللعب مع أقراني. وذات يوم قالت لي أمي سأنجب لك أخا يلعب معك. انتظرته بفارغ الصبر... ولد.. وبدأ يكبر وكنت سعيدا أرعاه لأنه أصغر مني سنا ومرت لحظات عمري وأخي يكبر، نعم كبر إلى درجة أنه أصبح أطول مني واستغربت ولم أفهم، لماذا أصبح أكبر مني لماذا كان كثير الشجار والمعارك فلا يمر يوم إلا ويدخل معركة تكاد تكون دامية ولم أكن اعلم لماذا هو هكذا وبدأت أفهم مع مرور الأيام، عندما سمعتهم يتكلمون في البيت عن عدم تحمله معاملة زملائي لي فكان يكره أن يسمع أحدهم ينادني الأحدب الصغير لكنني لم أكن أغضب فقد سمعتها منذ أن بدأت أتعلم الكلام وانتقلت إلى المرحلة الثانوية وكانت الحياة مختلفة، حيث كنا ندرس مع فتيات وهذا كان يثير جنوني فلا أحب الاختلاط بهن ، لكن بدأت أتأقلم يوما بعد يوم والذي أدهشني أن الفتيات ينطقن اسمي بعذوبة لم أعهدها ولا أحدا يجرؤ ويناديني الأحدب الصغير رغم أنني كنت أقصر طالب بالثانوية ولأنني مجتهد استطعت في فترة وجيزة كسب قلوب الأساتذة وميل الطالبات للجلوس معي و الاستعانة بي في المسائل المتعلقة بالدرس. كنت سعيدا فقد بنيت عالمي بنفسي رسمت صورتي بريشة اجتهادي وعبقريتي ورغم أنني كنت في خلوتي أشعر ببعض الألم عندما أنظر لهذه الكتلة الكبيرة التي تتوسط ظهري، وكم كان يراودني حلم جميل عندما أغمض عينيّ لأنام أحلم أنني سأستيقظ ولا أجد لها أثرا لكن هيهات هي باقية ما بقيت على وجه هذه البسيطة، ومهما حاولت تجاهلها فهي لن تختفي... قررت أن أجعلها وراء ظهري كما هو حالها ولن اسمح لها بان تقف أمام أحلامي. نلت الشهادة وقررت الالتحاق بالجامعة فكانت أمي كانت تناديني الدكتور وأبي كان يناديني المهندس ولأنني كنت أحب رائحة الأرض واستنشاق عبقها والتمرغ في وحلها فقد كنت أقضي كل العطل الصيفية برفقة والدي في تلك الأرض التي ورثها عن أبائه ورفض التفريط فيها اخترت أن أكون مهندسا، ثم أخذت قطعة أرض استصلحتها بمساعدة أخي الذي لم يفارقني حتى في أحلامي فسلكنا دربا واحدا ..... كم هي الأرض كريمة أكاد أتحسس حنانها كحنان أمي لأنها لم تبخل علي بشيء فقد درت علينا بالمال الوفير وقررت والدتي أن تخطب لأخي. كانت أول تجربة لي أعرف فيها معنى الغيرة فقد تسرب إلى نفسي إحساس فظيع لم استطع كتمه سأفتقد أخي رفيق دربي ولاحظ الكل انطوائي على نفسي والاختباء بين صفحات كتبي، ومرت الأيام بطيئة رتيبة ، أشعر بالوحدة فأخي أصبح يوزع وقته بين بيته والعمل ولم نعد نجلس بالساعات نتذكر شقاوته وبرودة أعصابي، ولكنني كنت راضيا بما قسمه الله لي فمن هذه الفتاة التي ستنظر إلى وجهي متجاهلة قامتي القصيرة وحدبتي الكبيرة . وفي أحد الأيام بينما كنت في العمل بالمزرعة جاءت فتاة تريد إنجاز بحث فقبلت مساعدتها فكنت أقضي برفقتها الساعات اشرح لها كل ما يتعلق ببحثها عن طبيعة الأرض و الزراعة في تلك المنطقة وما هي إلا أيام حتى بدأت اشعر نحوها بشعور غريب لم يخالج قلبي من قبل وبدأت أصارع نفسي وأكتم إحساسي ولأول مرة اعرف كلمة الوهم فقد سميتها وهمي الجميل كنت أتجنب الابتسامة في وجهها وأتجاوز خفة روحها فلا أعيرها اهتماما وكدنا نصل لنهاية البحث وذات يوم أصبت بنزلة برد فلم اذهب للمزرعة وطلبت من أخي مساعدتها وفي المساء فوجئت بها قادمة مع أخي تلج علي باب غرفتي شعرت بالحرج وبأن حمى العالم قد أصابت وجهي، قدمت لها والدتي المشروب، وكانت والدتي لا تكف عن التبسم في وجهها، وملاطفتها إلى درجة أنها أحرجتها من كثرة التحديق بوجهها، وما إن خرجت حتى بادرتني أمي بالسؤال هل اتفقتما على الزواج كانت هذه الكلمة مفقودة من قاموس كلماتي ولأول مرة تنطقها أمي أمامي فقلت بصوت غاضب هي طالبة تقوم ببحث وقد شارف على الانتهاء ولن أراها مجددا، لكن أمي أصرت قائلة: هي تحبك يا ولدي عيناها تقول ذلك.. لم أعرها اهتماما لما تفوهت به رغم أن قلبي كان يتمزق فقررت أن أترك أخي يعتني بها ولن أتعامل معها مجددا فقلبي يعتصر ألما كلما وقعت نظراتها علي ومرت الأيام كعادتها رتيبة لكنني فوجئت بأخي يعود مسرعا من المزرعة يأخذنني بالأحضان يقول بصوت صارخ لقد صرحت لي بحبها لك لقد قبلت الزواج بك إذا كنت ترغب فيها، لم أصدق وتمنيت هذه المرة أن يكون حلما جميلا لا أستيقظ منه أبدا ولكن صراخ أخي جعلني أدرك أنني مستيقظ وان ما يقوله الحقيقة وان وهمي لم يعد وهما وان قامتي لم تعد قصيرة بعد الان.... | |
|
صقر الحج عناني أمير
تاريخ التسجيل : 21/02/2009 عدد المساهمات : 15568 الجنس : العمر : 54 الموقع : بيت عنان العمل/الترفيه : على الله المزاج : يوم امنيح وعشره زي نقاط : 75742 وسام العضو المميز على لوحة الشرف أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: وتفتحت الورود 02/10/09, 10:11 am | |
| قصه رائعه ومعبره لك كل احترام وتقدير | |
|
Asfour10 المشرف العام
تاريخ التسجيل : 28/12/2008 عدد المساهمات : 5532 الجنس : العمر : 36 الموقع : ارض المقدس العمل/الترفيه : شركة ادوية السلام المزاج : الحمد لله رب العالمين دائما نقاط : 65519 أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: وتفتحت الورود 02/10/09, 06:35 pm | |
| | |
|