تجر أرجلها ببطء
...تسير بهدوء...
كأن جباااااال
الدنيا على كتفيها...
جلست بالفناء...
وراحتيها تسندان وجنتيها...
لتمارس هواية
الغطس(المسائي) في عالم (الأمل) والخيال ...!!
تدلت على وجهها
بعض من ظفائرها السوداء...التي تشبه قطع الليل
المتجاورات...
أخذت تتنفس
بهدوء وتتنهد أحياناً...
لتتلألأ دموع
الشوق على شواطئ عينيها... لتسقط (فجأة) دمعة حزينة على تنورتها
السماوية...
ثم تتحرك شفتيها
هامسة همساً لا يكاد يسمع...
(يا ربـــي متى ألقاه)....
*****
انفتح باب الحوش ليدخل خالها ....
ـ ما ذا بك يا
ياسمين..؟؟؟
ـ لا شيء يا
خالي ...فقط كنت نائمة...
ـ عزيزتي العيون
دائماً تكون فاضحة...الله المستعان...لعنة الله
عليـــه...
ـ خالي أنت تعرف
القصة تماما...
لا تنكر فأنتم من أبعده عني ...
أنا كبرت ولم
أعد جاهلة...لماذا تفرقون بيننا ...ألا تخافون
الله...؟؟
ـ نحن نخاف الله
فيك يا ياسمين...نخاف عليك منه ...!!
ـ بل أنتم
(تكرهونه) معي لأنني بنت وتعتبرونني عورة(أياً كنت)...وأنا
أعرفه والله لن يفضحني ما لم أفضح نفسي...كما أنه لا يأخذ مني إلا ما أعطيته...
!!
ـ نحن نكره
تسلطه عليك (فقط)...وحبه الذي سرقك منا...ونحن نحاول
استعادتك...!!!
ـ لا لا محال
...أنا أحبه ولن أتخلى عنه ما حييت...
لقد تعودت عليه يا خالي...!!
أصبحت (مدينة)
له...هو من ربطني بالعالم...
هو من ساعدني في
دروسي...
هو من فتح آفاقي
ووسع مداركي...
هو من (آنس)
وحدتي...هو الوحيد الذي لا يعصيني...
هو الذي يحمل
همومي وأسراري...
هل تصدق أنه في
أيام الإختبارات (كان) يوقضني قبل الفجر بساعات لأذاكر
دروسي...
ثم (يتوارى) في
صمته الرهيب...!!!
فضائله علي
كثيرة ولن أكون ناكرة للجميل....ولن استغني عنه...
من قبل كان مع
خالتي ولم تتأذوا منه ...واليوم لما ملكته (أنا) تسلطتم عليه....يالله
عجبي..!!!
ـ يا ابنتي
خالتك (متزوجة) ولا نخشى عليها...أما أنت نخشى عليك الفتنة و العيب
والفضيحة...!!!
ـ يا لعقولكم المتحجرة...!!!
ـ ياسمين اعلم
أنه قد استبد بك الوجد...وعشقك له فوق الحد...لقد تعودت
عليه...
وأنا أقدر
مشاعرك...ولدي مفاجأة أتمنى أن تعجبك...!!!
ـ لا يا خالي
أشعر بأن زمن المفاجأة السعيدة قد انتهى...!!!
ـ عزيزتي لقد
أحضرته لك (ولكن انتبهي منه)...إنه معي
فالسيارة...!!!
تصرخ ياسمين
صرخة (غير مدوية) تبدأ بحرف (الواوووووووو)....مش
معقووول...!!!
وتعبر (تضاريس
المكان) إلى السيارة ...كنسمة الربيع... غير مبالية....غير
آبهة...
وتفتح باب السيارة
وتحتضن (جوالها) الذي أبعد عنها...
ولم يعده لها إلا خالها....!!!