في الأمم المتحدة
ألقى * ياسر عرفات * خطابا تاريخيا هاما أمام الجمعية العامة للأمم لأمم المتحدة في 13/ تشرين الثاني 1974 ، أكد فيها أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد ، واستعرض الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ، وناشد ممثلي الحكومات والشعوب مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى دياره . وفي ختام كلمته قال " إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثاير ، فلا تسقطو الغصن الأخضر من يدي .. الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين
منظمة التحرير الفلسطينية
انتخب المجلس الوطني الفلسطيني *ياسر عرفات * رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1969 التي تأسست عام 1964 خلفا ليحيى حمودة وهو منصب ظل يشغله حتى وفاته ، وبدأ منذ ذلك الحين مرحلة جديدة في حياته وأعلنت القمة العربية المنعقدة في الرباط في أكتوبر /تشرين الأول 1974 منظمة التحرير " الممثل الشرعي والوحيد " للشعب الفلسطيني
أيلول الأسود
اعتبرت القوات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية السلطة الأردنية عائقا أمام العمليات العسكرية التي كانت تقوم بها ضد الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين انطلاقا من الأراضي الأردنية ، في حين كانت تعتبر المملكة هذه القوات دولة داخل الدولة واتهمتها بالسعي لقلب نظام الحكم .
ووقعت اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني عام 1970 أسفرت عن سقوط ضحايا كثر من كلا الجانبين فيما عرف بأحداث ( أيلول الأسود ) . وبعد وساطات عربية قررت المقاومة الفلسطينية في العام التالي برئاسة *ياسر عرفات* الخروج من الأردن لتحط الرحال مؤقتا في الأراضي اللبنانية
في لبنان
ما إن استقرت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان حتى اشتعلت الحرب الأهلية عام 1975 وتورطت فيها فصائل المقاومة الفلسطينية هناك وشنت إسرائيل هجمات عنيفة على قواعد المقاومة الفلسطينية في لبنان في الفترة بين عامي 1978 و 1982 ، حيث دمرت عام 1978 بعض قواعد المقاومة وأقامت شريطا حدوديا بعمق يتراوح بين أربعة وستة كيلومترات أطلقت عليه اسم الحزام الأمني . ثم كان الاجتياح الكبير الذي احتلت به ثاني عاصمة عربية بعد القدس ودمرت أجزاء كبيرة من بيروت عام 1982 وفرض حصار لمدة عشرة أسابيع علي المقاومة الفلسطينية ، وانتهت هذه الحرب بعد وساطات عربية ودولية بخروج 12 ألف مقاتل كانوا تابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى سوريا وبعض الدول العربية الأخرى مقابل السماح لرئيس المنظمة *ياسر عرفات* ورفاقه بالخروج إلى تونس المقر الجديد للمنظمة
في تونس
كانت المحطة الثالثة للمقاومة الفلسطينية بعد عمان وبيروت في تونس بعيدا عن خطوط التماس ، وبالرغم من بعد المسافة بين تونس والأراضي الفلسطينية إلا أن يد جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) طالت أبرز العناصر الفاعلة في المنظمة ، إذ اغتيل خليل الوزير 0" أبو جهاد " وصلاح خلف " أبو إياد " . وتميزت تلك الفترة بمحاولات عرفات الدؤوبة للمحافظة على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية
إعلان الدولة الفلسطينية
اتخذ المجلس الوطني الفلسطيني في نوفمبر / تشرين الثاني 1988 قرارا بقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف استنادا إلى الحقوق التاريخية والجغرافية لفلسطين ، وأعلن كذلك في العاصمة الجزائرية عن تشكيل حكومة مؤقتة .
وأظهرت المنظمة تغيرا كبيرا في فكرها عندما ألقى *ياسر عرفات* مرة أخرى خطابا شهيرا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر / كانون الأول 1988 أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود ، وأدان الإرهاب بكافة أشكاله ، وأعلن عن مبادرة سلام فلسطينية تدعو إلى حق دول الشرق الأوسط بما فيها فلسطين وإسرائيل وجيرانها في العيش بسلام . وبعد هذا الإعلان توالت اعترافات العديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة ووافق المجلس المركزي الفلسطيني علي تكليف *ياسر عرفات* برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة في أبريل / نيسان من عام 1989 ، ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص