من رسائل الأحزان -مصطفى صادق الرافعي

سأكتب أشياء وأضمر على أخرى لا أبوح بها، وما دام لكل امريء باطن لا يشركه فيه إلا الغيب وحده ففي كل إنسان تعرفهُ إنسان لا تعرفه. وليست على المعاني والخواطر سمات تميز بعضها من بعض كبياض الأبيض وسواد الأسود؛ فأنا وحدي أعرف سبب الزلزلة التي أصفها، والناس بعد كأولئك الخياليين القدماء الذين كانوا يقولون متى اهتزّت أثقال الأرض: أن إله المصارعة ينبض قلبه الآن .... وأعرف سبب البركان المنفجر وكانت خرافة الأقدمين عندما تتمزع الأرض من الغيظ وتلعنهم بألفاظ من النار: أن إله الحدادة ينفخُ في الكير ...

أنا وحدي أعرف ما اندمج عليه وما يكنّه قلبي المتألم الذي أصبح يضطرب اضطراب الورقة اليابسة في شجرتها نافرة تتململ إن عفت عنها نسمة لا تعفو النسمات ككلها. فسآتيك في رسائلي بالكلام الصحيح والكلام المريض ويتشعب عليك من خبري أمور وأمور، فلا تحاول أن تهتك سر هذا القلب. وإذا صح أن الانسان انطوى فيه العالم الأكبر فقد صح أن السماء انطوت في قلب الإنسان. ما أبعدكَ عن السماء!، انظر .. انظر فإنّ السماء تقول لك أيضاً أنها معنى "هناك"!.

الله عليك يالرافعي
في كل مرة أقرأ شيئا له أحس أنه يصنع كلمات جديدة..
وعبارات تجدني أقف أمامها مشدود .. كيف يأتي بهذا الجمال!!

اختيار رائع يا اخت انعام
وإن كنت لم أقرأ هذه الرسائل بعد إلا أن الاقتباسات نالت أشد إعجابي

جميل ومعبر هذا الانتقاء وفيه ما فيه من جماليات اللغة والحكمة

سلمت يداك اخت انعام

شكرا لكما أخي غريب وأخي صقر وأقول لك أخي صقر اقرأ للرافعي فما عرفت كاتبا أبدع منه مع أنني قرأت للكثيرين رباني الرافعي ولم تعلمني الجامعة كثيرا علمني الرافعي رحمه الله ما من أحد يقرأ له إلا وأسرته الكلمات والمعاني وهذا مقتبس من رسائل الأحزان من مجموعة أوراق الورد .