حريم_السلطان
ﻳُﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ
ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺃﻥَّ ﻣﻮﻇﻔﻲ
ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺟﺬﻭﻉ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ " ﻃﻮﺏ ﻗﺎﺑﻲ " ؛
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺧﻠﺺ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ
ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺩﻫﻦ ﺟﺬﻭﻉ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺑﺎﻟﺠﻴﺮ ؛ ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﺪﻡ
ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺭﺃﻱ ﻣﻔﺘﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﻟﻘﺒﻪ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؛ ﻓﺬﻫﺐ
ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ ﺃﻓﻨﺪﻱ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ
ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﻪ ، ﻓﻜﺘﺐ ﻟﻪ
ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺑﺒﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻳﻬﺎ :
ﺇﺫﺍ ﺩﺏَّ ﻧﻤﻞٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺠﺮ ..
ﻓﻬﻞ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ ﻣﻦ ﺿﺮﺭ ؟
ﻭﻟﻤﺎ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺃﺟﺎﺑﻪ
ﺑﻘﻮﻟﻪ :
ﺇﺫﺍ ﻧُﺼﺐَ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ..
ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﺣﻘﻪ ﺑﻼ ﻭﺟﻞ
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﺃﺏ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳُﻠﻴﻤﺎﻥ ، ﻓﻘﺪ
ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳُﻨﻔﺬ ﺃﻣﺮﺍً ﺇﻻ ﺑﻔﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﻟﻤﺎ ﺗُﻮﻓﻲ ﺍﻟﺴُﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻔﺮﻩ
ﺇﻟﻰ ﻓﻴﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺯﻳﻜﺘﻮﺭ ، ﻋﺎﺩﻭﺍ
ﺑﺠﺜﻤﺎﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﻄﻨﺒﻮﻝ ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺸﻴﻴﻊ
ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻭﺻﻰ ﺑﻮﺿﻊ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻣﻌﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ، ﻓﺘﺤﻴّﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ
ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﻴﺰﻭﺍ ﺇﺗﻼﻓﻪ ﺗﺤﺖ
ﺍﻟﺘُﺮﺍﺏ ، ﻭﻗﺮﺭﻭﺍ ﻓﺘﺤﻪ . . ﻓﺄﺧﺬﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺼّﻨﺪﻭﻕ ﻣﻤﺘﻠﺊ ﺑﻔﺘﻮﺍﻫﻢ
ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ .
ﻓﺮﺍﺡ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩ ﻣﻔﺘﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻳﺒﻜﻲ ﻗﺎﺋﻼً :
ﻟﻘﺪ ﺃﻧﻘﺬﺕ ﻧﻔﺴﻚ ﻳﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ، ﻓﺄﻱ ﺳﻤﺎﺀٍ
ﺗﻈﻠﻨﺎ ﻭﺃﻱ ﺃﺭﺽٍ ﺗُﻘﻠّﻨﺎ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻣﺨﻄﺌﻴﻦ ﻓﻲ
ﻓﺘﺎﻭﻳﻨﺎ ؟
ﻭﻣﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻨﻪ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻗﻮﻟﻪ : ( ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺃﻣﻮﺕ ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﻳﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ﻟﻜﻲ ﻳﺮﻯ
ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻴﺪٍ ﻓﺎﺭﻏﺔ ) .
ﻫﺬﻩ ﺳﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ، ﻭﻟﻴﺴﺖ
ﺳﻴﺮﺓ ﺣﺮﻳﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ . . ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﻠﺴﻞ
ﺍﻟﻘﺬﺭ ، ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ، ﻭﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺷﻮﻫﻮﺍ ﺻﻮﺭﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻄﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺍﻟﺬﻱ
ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺩﻭﻟﺘﻪ 24 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻛﻢ ﻣﻮﺯﻋﺔ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ 40 ﺩﻭﻟﺔ
، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﻋﺮﺍً ﻭﺧﻄﺎﻃﺎً ﻣﺠﻴﺪﺍً ، ﺧﻂَّ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻴﺪﻩ 8 ﻣﺮﺍﺕ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻠﻤﺎً
ﺑﻌﺪﺓ ﻟﻐﺎﺕ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ
ﻳﻠﻘﺐ ﺑﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﻣﺜﻘﻒ ﺍﻟﺴﻼﻃﻴﻦ
.
ﻭﻗﺪ ﺩﺍﻡ ﺣﻜﻤﻪ 47 ﻋﺎﻣﺎً ﻗﻀﻰ ﻣﻨﻬﺎ 10
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﻓﺮﺳﻪ ﻏﺎﺯﻳﺎً ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻗﺎﺩ ﺧﻼﻟﻬﺎ 13 ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ
.
ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﻓﺘﺤﺖ ﺻﺮﺑﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺠﺮ ﻭﺟﻨﻮﺏ
ﺃﻭﻛﺮﺍﻧﻴﺎ ﻭﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺎ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﻘﻮﻗﺎﺯ ﻭﻭﺻﻠﺖ
ﻗﻮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ .
ﻭﺣﺮﺭﺕ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻦ
ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻷﺳﺒﺎﻧﻲ ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻟﺼﻔﻮﻱ ، ﻭﺣﺮﺭﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﻭﺗﻢ
ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺧﻠﻴﺞ ﻋﺪﻥ
ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﻞ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﻭﻻﻳﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺪﻭﻟﺘﻪ .
ﻭﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺗﻨﺎﺯﻟﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻦ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻃﻮﻟﻮﻥ
، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ
ﻏﺮﺏ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ .
ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ
ﺳﻔﺮﻩ ﺍﻟﻰ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮﻛﺔ – ﺯﻳﻜﺘﻮﺭ –
ﺩﻗﺖ ﺃﺟﺮﺍﺱ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻓﺮﺣﺎً
ﺑﻤﻮﺗﻪ ﻭﺟﻌﻠﻮﺍ ﻳﻮﻡ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻋﻴﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ
.
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ " ﻫﺎﻟﻤﺮ " ﻛﺎﻥ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﺧﻄﺮﺍً ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺻﻼﺡ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﺷﻮّﻩ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻭﺟﻌﻠﻮﻩ ﻣﺤﺒﺎً ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻳﻠﻌﺐ
ﻭﻳﻠﻬﻮ ﻣﻊ ( ﺣﺮﻳﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ) منقوول
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة فلسطين : اذا أحبك مليار مسلم فأنــــــا منهــم 00
وان أحبك شخص واحد فهو أنــــــــــا 00
وان لم يحبك أحد فاعلمي أننى قد مت 00من هنا يمكنك مراسلة الادارة