توقف عن التدوين فأقصانا يبكي.. وما من مغيث يأتي..

لقد جفت بقايا من دموعٍ كانت في عينيّ منذ الأمس القريب .. !!
أنظر وأنتظر .. لعل الله يحدث بعد العسر ميسرة !!

فتتلألأ أنواري ، وتشع قناديلي ، وتشتعل مصابيحي !!
أنتظر .. لحظة الإفراج..
والعودة من الأسر ..
وما ذلك على الله بعيد ..

لا أبالي بالشمس الحارقة ، ولا بالليالي الحالكــــة !!

ولا بأس إن كنت في الشتاء مع الثلوج !! أو بالصيف تحت لهيب الشمس !!

فكل همي أن أعود وأرتمي في أحضان أمتي.. إلا أنني قد اشتقت إليك يا أمتي ..

كي تمسحي عني الدموع المنسابة من مقلتي المتهالكة !!
ولعل هذا الكابوس يزول عن صدري المثقـــل بالهموم والآلام !!

ومازلت أنتظـــــر ..



من وراء القضبان .. أبكى !!
ومن خلف الأسوار أتألم !!

فهل من يرحم ضعفي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ؟

وهل من يشعــر بي ؟
أنا بوحدتي أعاني ويلات الأسر ، وهموم الآهات يئنّ بها قلبي المثخن بجراح دامية ..
كم أحلم باحتضانكم يا أبناء أمتي ، واشتقتُ لرؤيتكم تحت قبتي !!
يا له من حلم جميل !!
ويا لها من لوعة الفراق !! ونار الحرمان !!
ومازلت إلى الآن أعاني ..



أشعر في قرارة نفسي أن الفرج سيأتي عاجلاً من السماء .. !!
فنار اللوعة قد أصابت طبقاتها قبل أن تبل دموعي الأرض..
وما زلت أسمع صدى بكائي يهز الآفاق والأجواء..
ومازالت دموعي المنسكبة تسقى أحراش الجبال.. حولي !!
وهذه الصخور الصمَــاء تنتحب مثلى .. !!
وجبل المكبر .. علت وجنتيه أحزان حبلى بالمآسي الحارقـــة !!
فإلى متى ؟
أرتقب الفرج وعيوني شاخصة إلى السماء ؟

إلى متى ؟

إلى متى يا أمتي ؟




حرقوا قلبي قبل أن يحرقوا منبري !!

وتلك جدراني الزاهية ببصمات الناصر .. قد حولوها بخبثهم إلى سواد ليل داكن !!

ومشاعري الفياضة بالحب والسلام قد قتلوها بطول أسرهم !!
وادّعوْاَ في خيالهم أنى في مكان (هيكلهم) المزعوم !!
سرقوا الابتسامة منى ..
وخطفوا الأحلام من جوفي ..
وهتكوا الستر الذي حولي ..

حتى الدموع لم تعد بمقلتي ..
فسرقوا نظراتي الحالمة !!
وألهبوا بسوط (احتلالهم) ظهري المكشوف !! حتى أدمانيَ الألم !!

ومازلت أعاني ..

وأشتاق لأمتي ..



والأحلام تتجدد دوماً ، بالأمل ..
تلامس الألم ..

تحاكي الواقع ..

تستشف الجراح المؤلمة ..
وما زلت أحلم برؤية أمتي ..

تحت قبتي !!
وأنتظر الناصر صلاح الدين ليصعد منبري ؟!
مازلت أنتظر !!

وطال الانتظار