القدس قبل الاحتلال الصهيوني (نهاية الانتداب البريطاني)

في هذه المقالة احببت أن أستحضر الصورة الأخيرة للقدس مع شيء من الاسهاب وفي ثنايا الصورة الأخيرة , تتكشف الأهداف , وتظهر النوايا على حقيقتها , فمن الوعود البريطانية للعرب بإنشاء مملكة لهم تجمع كل وطنهم تحت راية واحدة إلى قرار الأنتداب البريطاني على فلسطين الذي صدر عن عصبة الأمم وأعطى الرخصة لبريطانيا بإحكام قبضتها على فلسطين بقرار ظاهره تأهيل الشعب الفلسطيني لأنشاء دولته المستقلة ومساعدته على إدارة هذه الدولة المنتظرة وباطنه تنفيذ " وعد بلفور " البرطاني الذي أُعطي لليهود بدون وجه حق أنشاء وطن قومي لهم على أشلاء شعب هذه الأرض, الذي يضرب بجذوره عميقاً فيها, وأمام هذه المؤامرة الأستعمارية التي قادتها بريطانيا مع الحركة الصهيونية , لم تكن هذه الدولة الأستعمارية معنية بآمال العرب ووعودها لهم, وانما انحصرت أهدافها بتحقيق وعدها للحركة الصهيونية ,لا بل تعدت وعدها للصهاينة من إيجاد مأوى لليهود في فلسطين إلى تهيئة الأجواء لأنشاء دولة ــ حيث أطلق عليها منشؤوها هذا الأسم ــ الدولة ــ وهي في الحقيقة معسكر إستعماري متقدم أنشأ مجموعة من الإدارات لخدمة وتلبية مصالحه, وليس أدل على ذلك من أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تتزعم الأستعمار الحديث, قد ورثت هذه التركة الأستعمارية ــ إسرائيل ــ من بريطانيا وتولت رعايتها , لان هذا الورم الخبيث دوماً يحقق مصلحة إستعمارية.

ومن هنا لابد من استحضار المدينة عشية إحتلال الجزء الأكبر من فلسطين والقدس , إستحضارها من جميع نواحيها التاريخية والحضارية والثقافية لان هذا هو السلاح الأقوى الذي تمتلكه المدينة للوقوف في وجه غزاتها عبر تاريخها الطويل .

أهميتها التاريخية

لم تلعب مدينة من المدن القائمة على وجه هذه الأرض الدور الذي لعبته مدينة القدس في التاريخ . إنها و أن لم تكن من المدن التجارية الهامة ، و لا من المدن الزراعية أو الصناعية ، رغم وقوعها بين البادية من الشرق والبحر من الغرب ، إلا أنها كانت ، على مر الدهور ، مطمح انظار الغزاة والفاتحين .فحوصرت مراراً ، وهدمت تكراراً وهجرت ، و أعيد بناؤها ثماني عشرة مرة في التاريخ . ولكنها ، بالرغم من هذا كله ، ظلت قائمة في هذا الوجود ، وظل اسمها مذكوراً في طليعة المدن و البلدان . ذلك لأنها مقدسة في نظر جميع الأديان . و إنا لا نتعدى الحق إذا قلنا أن قدسيتها هذه كانت ، في أغلب الأحايين ، السبب في شقائها ، و فيما أصابها من رزايا و محن .

موقعها الجغرافي

إنها واقعة بين البحر الميت من الشرق ، و البحر الأبيض المتوسط من الغرب ، تبعد عن الأول 18 ميلا و عن الثاني 32 ميلا . و هي مرتفعة نحو 3.800 قدم عن سطح البحر الميت و 2.500 قدم عن سطح البحر الأبيض المتوسط .

طقسها

طقسها جميل . وجوها صاف و هواؤها عليل يهب عليها من البحر نسيم في الليل ، فيلطف حرها في اشهر الصيف ، ويبرد هواءها في الليل . ويكثر فيها الندى حتى ليتبلل به وجه الأرض و تقطر الأشجار .

الربيع فيها معتدل . وكذلك الخريف .و أما في الصيف فتتراوح درجة الحرارة بين 25و30 مئوية . وقد ترتفع في بعض الاحايين إلى أكثر من ذلك .

ولا تهب الريح فيها من الشمال . وألطف الرياح هي التي من الشمال الغربي .و أما الرياح الغربية فإنها كثيرة الهبوب في الشتاء ، و كثيراً ما يعقبها أمطار.

وفصل الشتاء يدوم في أغلب السنين من شهر كانون أول " ديسمبر" حتى شهر آذار "مارس "وهو بارد . ويهطل الثلج في بعض السنين ، و لكنه لا يدوم طويلاً.

جبالها

القدس مدينة جبلية ؛ وكانوا فيما مضى يقولون إنها قائمة على خمسة تلال : (موريا) وهي الأكمة التي يقوم عليها الحرم القدسي . ( أوفل ) وهو السفح المطل على قرية سلوان من ناحية الحرم . (صهيون) و هو التل المطل على بركة السلطان من الغرب و قرية سلوان من الشرق ، و يقوم عليها حي النبي داود. ( عكرة ) حيث تقوم حارة النصارى في الوقت الحاضر. ( بيزيتا ) وهو التل الممتد من باب حطة إلى باب العامود و ما جاورهما .

وأما اليوم ، وقد اتسعت المدينة من جميع نواحيها ، فقد أصبح أمراً لازماً أن يضاف إلى تلك التلال ، تلال و آكام أخرى ؛ منها و أهمها : (جبل الزيتون) و(جبل

المشارف) و (القطمون) و المكبر) . و معظم هذه الجبال جرداء ، لا أحراج فيها ولا غابات . وانما تقوم عليها مبان ، تعتبر اليوم من اجمل مباني المدينة .

اما ( جبل الزيتون ) فإنه واقع شرقي المدينة . و أن تاريخه متصل بتاريخها . و هو لها ، من الناحية الحربية ، بمثابة الروح من الجسد . . فيه حطت جيوش الرومان رحالها في عهد تيطس ( 70 ق م ) . . . وكذلك فعلت معظم الأمم التي هبطت هذه الديار من قبل و من بعد .

وكذلك فعل السيد المسيح ( 30 م ) . فإنه كثيراً ما كان يتردد إلى هذا الجبل . وعندما شعر بأن اليهود عازمون على الغدر به ، راح يتنقل من مكان إلى مكان في سفوحة . و لابد أن القارئ الكريم يذكر انه (أى السيد المسيح ) التفت في المرة الأخيرة ، وهو سائر صعداً في سفحه الغربي ، إلى أورشليم ، وخاطبها قائلاَ ً : " يا أورشليم ! يا اورشليم ! يا قاتلة الأنبياء و راجمة المرسلين ؛ كم مرة أردت أن اجمع أبناءك كما تجمع الدجاجة أفراخها . . و لكن لم يريدوا . . . " و الاعتقاد سائد بين المسيحيين بأن السيد المسيح صعد من على هذا الجبل إلى السماء . و للنصارى هنا عدد من الكنائس و الأديرة .

وهو مقدس في نظر المسلمين . فقد ورد ذكره في القرآن الكريم :

" و التين والزيتون وطور سينين و هذا البلد الأمين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] " . ولقد عسكرت جيوش المسلمين فيه على عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (636 م ) و على عهد صلاح الدين (1187 م ). و فيه دفن جماعة من شهداء المسلمين في الفتحين العمري و الصلاحي .

وأما ( جبل المشارف ) فانه في شمال المدينة و متصل بجبل الزيتون . ويسميه المقدسيون بالمشهد . والفرنجة باسكوبس . منه أطل الفاتح المقدوني العظيم المعروف باسكندر ذي القرنين على المدينة عندما جاء لفتحها ( 332 ق . م ) وعليه تقوم الآن أجمل منازل المدينة ، والجامعة العبرية و المستشفى اليهودي المعروف بهداسا ، ومقبرة أقامها الإنجليز لموتاهم الذين لاقوا حتفهم في معارك القدس أثناء الحرب العالمية الأولى (1914- 1917).

وأما ( القطمون ) فإنه واقع جنوبي المدينة من الغرب . عليه دير قديم للروم يعرف بدير سمعان . بينه وبين محطة السكة الحديدية من الشرق سهل فسيح يعرف بالبقعة .

وأما ( جبل المكبر) فانه كائن جنوب المدينة و إلى الشرق من محطة السكة الحديدية . يفصل بينه وبين جبل الزيتون واد يعرف بوادي سلوان وبينه وبين جبل صهيون واد يعرف بوادي الربابة .

كانوا فيما مضى يسمونه ( جبل المؤامرة) و جبل المشورة الفاسدة ) . ويعتقد البعض انه كانت تقوم عليه دار المجمع المعروف بالسنهدريم . تلك الدار التي قابل فيها يهوذا الأسخريوطى الكهنة ورؤساء الشعب اليهودي ؛ وتآمر معهم على تسليم السيد المسيح و صلبه .

وعلى جانب من هذا الجبل هضبة يقوم عليها ضريح المجاهد الإسلامي المعروف بـ ( ابي ثور ) . و من هنا جاء اسم الحي الذي يقوم فوق هذه الهضبة : حي أبي ثور . و من اسمائه جبل الثوري . و ( أبو ثور ) هذا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هو لقب الشيخ الامام شهاب

الدين ابي العباس احمد بن جمال الدين بن عبد الله بن عبد الجبار المعروف بالقرشي . وهو من المجاهدين الذين اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين .و كان يركب ثوراً .

وعلى جانب آخر من هذا الجبل كان يقوم ، في أواخر العهد التركي و أوائل الاحتلال البريطاني ، حي يهودي عرف بـ ( بني يوسف ) . ولكن اليهود راحوا ينزحون عنه في أوائل القرن العشرين لبعده عن الأحياء اليهودية الأخرى .ثم هجروه بالمرة إثر الثورة التي قامت في البلاد عام 1929 . فاشتراه منهم العرب سكان الحي في يومنا هذا .

مساحة أراضيها

20.199 دونماً – منها 868 دونماً في المدينة القديمة داخل السور، و 19.331 دونماً في المدينة الجديدة خارجه . يملك العرب منها في المدينة القديمة 768 (أي 88.47%) واليهود (11.53%) و اما في المدينة الجديدة فللعرب 10.411 (53.87%) ولليهود 5.050 (26.12%) وللحكومة 560 ( 89,2%) وهناك 310,3 (12,17%) عبارة عن طرق و ميادين عامة و سكك حديدية و ما إلى ذلك مما يشترك الجميع في ملكيته .

مدارسها

في القدس مصلحة حكومية للتعلم يقوم على رأسها ( 1914-1947 م) مدير انجليزي يساعده خمسة من رجال الانجليز . ويعمل تحت امرته في الادارة العامة اثنان وعشرون موظفَاً فلسطينياً : اثنا عشر منهم عرب مسلمون ، وستة عرب مسيحيون ، واربعة يهود . وهذه الالة الحكومية مسؤولة عن شؤون التعليم في فلسطين كلها ، وليس في القدس وحدها .

وأما القدس نفسها فإن فيها مئتين وخمس مدارس هي ملك لختلف الأجناس والعناصر والأديان . وفيما يلى أسماء هذه المدارس ،كما اقتبست من سجلات مصلحة المعارف

( 1945 م ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

فهناك سبع مدارس خصوصية وهي :

1- كلية روضة المعارف الوطنية. 2- الكلية الابراهيمية . 3- المدرسة المحمدية . 4- مدرسة الفلاح . 5- مدرسة الحكمة . 6- مدرسة البنات الإسلامية . 7- دار الأيتام الإسلامية .

وإحدى عشرة مدرسة حكومية للعرب من مسلمين و مسيحيين هي :

1- الكلية العربية . 2- دار المعلمات . 3- المدرسة البكرية .4- المدرسة العمرية . 5-مدرسة المصرارة .6- مدرسة الشيخ جراح .7 –الكلية الرشيدية .8- المدرسة العلوية .9- مدرسة البقعة .10- المأمونية القديمة .11- المأمونية الجديدة .

التعليم في المدارس الحكومية ليس اجباري . وهو في الصفوف الدنيا ( من الصف الأول إلى الخامس )بالمجان . واما في الصفوف العليا فيدفع الطالب في الصفين الأول و الثاني ( ثانوي ) جنيهاً واحداً ، و في الثالث و الرابع جنيهين .

واما المدارس الخصوصية فلكل منها فئة خاصة ، لا تتدخل الحكومة في تعيينها .

وسبع وثلاثون مدرسة مسيحية خصوصية هي :

1- مدرسة الروم الأرثوذكس . 2- المدرسة الأرثوذكسية للبنات . 3- مدرسة السريان الأرثوذكس . 4- مدرسة الأرمن الابتدائية . 5- كلية اللاهوت الأرمنية

6 - مدرسة تراسانطة للبنين . 7- مدرسة تراسانطة للبنات . 8- ميتم تراسانطة للبنين 9- ميتم تراسانطة للبنات . 10 –كلية تراسانطة . 11- كلية الفرير .12- مدرسة الفرير للبنين . 13- مدرسة مار يوسف . 14- مدرسة نوتردام دو سيون . 15- ميتم نوتردام دو سيون. 16- مدرسة مار فنسان. 17- مدرسة ماريير دوسيون . 18- مدرسة الارسالية الفرنسية . 19- المدرسة الساليرية . 20- مدرسة سان جورج الانجليزية . 21- كلية شميت الألمانية للبنات . 22- كلية البنات الانجليزية . 23- مدرسة صهيون . 24- مدرسة كنيسة يسوع للبنات . 25- المدرسة السويدية. 26- مدرسة الارمن البروتستانت . 27- بستان لاطفال الروم . 28- المدرسة الارثوذكسية الوطنية للبنين 29- مدرسة الارمن الكاثوليك . 30- مدرسة سيدة صهيون الانجليزية .31- مدرسة الجالية الانجليزية . 32- مدرسة الأمّة . 33- كلية النهضة . 34- مدرسة الشفقة . 35- المدرسة الاسقفية 36- دار الايتام السورية (شنلر ). 37- الصلاحية .

وهناك مدارس يهودية ، بين عمومية وخصوصية 0 أما العمومية فانها تدار بأموال خصصتها حكومة فلسطين لليهود من خزانة الدولة 0 وأما الخصوصية فانها تدار بأموال تبرع بها بعض المؤسسات اليهودية وعدد من أثرياء اليهود 0

ومن المدارس العمومية اليهودية :

تسعة بساتين للأطفال في زكرون موشة ، ومذكرت موشة ، ويمين موشة ، ومحنة يهودا ، وشمعون صادق ، وجبعات شاؤل ، وبيت هايلد ، وكرن أبراهام0

وهناك ( الجامعة العبرية ) على جبل الزيتون 0 وهي الجامعة الوحيدة لا في القدس وحدها وانما في فلسطين في ذلك الوقت0

وانه لجدير بالذكر أن اليهود تمكنوا في عهد الانتداب من الحصول على حصتهم من الأموال التي خصصت للتعليم ؛ فأنفقوها كما يشاءون ، وأنشأوا من المدارس ما
هم في حاجة اليه ، وساروا في ادارة مدارسهم على مناهج وضعوا أسسها بأيديهم ، فلم يتدخل الانجليز في شؤونهم من هذه الناحية 0

على النقيض من الخطة التي ساروا عليها في ادارة المدارس العربية الحكومية0 فقد كانوا ( أي الأنجليز ) يديرونها كما يشاءون ، ويرسمون مناهجها كما يرغبون ، وكان هذا كله ضمن خطة مدروسة بين الانجليز واليهود الصهاينة تمهيدا لتسليم المدينة لليهود0

دور الكتب

كان في القدس تسع وأربعون مكتبة ، وهي حسب تاريخ تأسيسها :-

1- مكتبة القديس المخلص 1558

2- مكتبة الخليلي 1725

3- مكتبة البطريركية الأرثوذكسية 1865

4- مكتبة كنيسة القديس جورج 1890

5- المكتبة الانجيلية الأثرية الفرنسية 1890

6- مكتبة الجامعة العبرية 1892

7- مكتبة الجمعية الروسية الأرثوذكسية 1895

8- المكتبة الخالدية 1900

9- مكتبة المدرسة الأمريكية للبحث عن الاثار الشرقية 1901

10- مكتبة المعهد الألماني الانجيلي 1902

11- مكتبة بصاليل الصناعية 1906

12- مكتبة الكلية العربية 1920

13- مكتبة مدرسة الاثار البريطانية 1920

14- مكتبة مصلحة الزراعة بحكومة فلسطين 1920

15- مكتبة مصلحة المعارف بحكومة فلسطين 1920

16- مكتبة القوانين في محكمة العدل العليا 1925

17- مكتبة المسجد الأقصى 1927

18- مكتبة الاباء اليسوعيين 1927

19- مكتبة المتحف الفلسطيني 1928

20- مكتبة مدرسة نيومن للارساليات 1928

21- مكتبة غولبنجيان الأرمنية 1929

22- مكتبة الدراسات الانجيلية الفرنسية 1929

23- مكتبة بني بريت في أورشليم 1930

24- مكتبة جمعية الشبان المسيحيين 1933

25- مكتبة دار التموين للشؤون الاجتماعية 1934

26- مكتبة شوتن 1935

27- مكتبة مصلحة الاحصاءات بحكومة فلسطين 1936

28- مكتبة معهد الأبحاث الاقتصادية بالوكالة اليهودية 1936

29- مكتبة مصلحة الاذاعة بحكومة فلسطين 1936

30- مكتبة المعهد الثقافي الفرنسي 1937

31- مكتبة يشارون 1939

32- مكتبة العمال 1940

33- مكتبة المعهد البريطاني 1944

34- مكتبة قلم المطبوعات بحكومة فلسطين 1944

وهناك مكتبات لا نعرف انشائها : كمكتبة دير الصليب الأرثوذكسية ؛ ومكتبة الاباء الفرنسيسيين ، والمكتبة الكائنة في دير الدومينيكان0

ومكتبات خصوصية ، يملكها بعض الأشخاص والأسر : كالمكتبة التي أنشأها الشيخ خليل الخالدي ، وعبدالله مخلص ، واسعاف النشاشيبي ، واسحق موسى الحسيني ، وخليل السكاكيني ، وغيرهم كثيرون0

ومكتبات عائلية كالمكتبة الحسينية ، والمكتبة الدوادية ، والمكتبة الفخرية لال ابي السعود ، ومكتبة ال جار الله ، ومكتبة ال قطينة ، ومكتبة ال البديري ، ومكتبة ال الامام ، ومكتبة الترجمان0

متاحفها والجمعيات التي تبحث عن اثارها

في القدس متاحف كثيرة : نذكر منها : ( المتحف الحكومي ) وهو في طليعتها 0 ولقد أنشىء هذا المتحف بمال وهبه الثري الأمريكي المعرف روكفيلر J.D. Rockefeller فقد رصد هذا ( 1927 م )0 لمشروع المتحف مليونين من الدولارات0 صرف منها نصف مليون للبناء ، ونصف مليون للأثاث والكتب ، وتولى عمارته كبير المهندسين الحكوميين في ذلك الحين المستر هاريسون B. Harrison . وفتح المتحف أبوابه للجمهور سنة 1938.

انه كائن تجاه الزاوية الشمالية الشرقية للسور ، وعلى بعد بضعة أمتار منه ، بين باب الساهرة والحي المعروف بوادي الجوز0 فيه مجموعة قيمة من الاثار الفلسطينية وفيه مكتبة قيمة0

وهناك ( المتحف الإسلامي ) أسسه المجلس الإسلامي الأعلى عام 1923 وهو كائن في بناء من أبنية الحرم ، على مقربة من المسجد الأقصى0 فيه مجموعة قيمة من الخزف والبلاط القاشاني النفيس ، ومجموعة من النقوش القديمة ، والكتابات العربية المكتوبة بالخط الكوفي ، والنوافد القديمة المرصعة بالفسيفساء ومجموعة من المصاحف الشريفة والنقود التي سكت في العهود الإسلامية الأولى وفي القدس جمعيات عديدة تبحث عن الاثار ؛ منها : المدرسة البريطانية للبحث عن الاثار The Pale. Exploration Fund. Brit. School of Archeology وجمعية البحث عن الاثار الفلسطينية ؛ والمدرسة الفرنسية للبحث عن التورارة والاثار القديمة Ecole Biblique et Archeologique Francaise والمعهد الشرقي لجامعة شيكاغو Oriental Institute of the University of Chicago والجامعة العبرية ، والجمعية اليهودية للبحث عن الاثار الفلسطينية0 والمعهد الشرقي الألماني0 والمعهد الانجيلي الألماني للبحث عن اثار القرون الوسطى في البلاد المقدسة والمدرسة الأمريكية للبحث عن الاثار الشرقية American School of Oriental Research

حدائقها

في القدس ، من الحدائق والميادين العامة ، أربع عشرة حديقة وميداناً 0 مجموع مساحتها سبعة وسبعون دونماً ، كلها خارج السور 0 وليس بداخل السور حديقة واحدة ، أو ميدان يتجمع الناس فيه خلا ساحة الحرم القدسي0 هذا عن الحدائق العامة ، وأما الخدائق الخاصة ، فانها كثيرة ، ولا سيما خارج السور ، يكاد لا يخلو منها منزل واحد0

طرقها

بلغت طرق المدينة التي تصل بين الاحياء ويطرقها الجمهور من الطول ، عام 1947 م ، مئة وستة وأربعين كيلو متراً0 منها 96 كيلو متراً معبد ومرصوف بالأسفلت 0 والباقي غير معبد ، ولا مرصوف0

وهناك طرق معبدة ومرصوفة رصفاً متقناً تربط القدس بالبلاد المجاورة0 منها : ( طريق القدس – يافا ) أنشئت لأول مرة سنة 1284 للهجرة وعبدت في أوائل القرن العشرين 0 انها أقدم طريق معبدة طولها 63 كيلو متراً 0 و ( طريق القدس – نابلس ) بدأ الأتراك في انشائها سنة 1903 م 0 وأتموها في سنة 1907 م0 وطولها 65 كيلو متراً 0 وقد رصفت بالأسفلت في أوائل الاحتلال البريطاني و( طريق القدس – أريحا – جسر اللنبي ) طولها 46 كيلو متراً ونصف الكيلو متر 0 و ( طريق القدس – الخليل – بئر السبع ) 0 طولها 98 كيلو متراً 0 وهي أول طريق عبدها الانجليز بعد الاحتلال 0[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وفيها محطة للسكة الحديدية ، وهي واقعة في جنوبي المدينة ، منح امتياز هذا الخط ، بادىء ذي بدء ، إلى يوسف نافون أفندي سنة 1888م0 وكانت مدته 71 سنة0 ثم باع صاحب الأمتياز امتيازه هذا سنة 1889 إلى شركة الخطوط الحديدية العثمانية ليافا – القدس ، وهي شركة فرنسية0 فباشرت هذه عملها في السنة نفسها وأتمته في شهر أيلول سنة 1892 م 0 فربطت القدس بيافا بسكة حديدية 0

انه خط ضيق عرضه متر واحد و طوله 87 كيلو متراً 0 يجتاز في طريقه 176 جسراً سبعة منها حديدية ، والباقي من حجر 0

مجاريها

في القدس مجرى لتصريف الأقذار ، يتبع في معظم إتجاهاته المجرى الروماني القديم*. وهذا المجرى يقطع المدينة القديمة من الشمال إلى الجنوب. فيبدأ عند باب العمود ، ثم يمر بحارة الواد وباب السلسلة وحارة المغاربة ، إلى أن ينتهي عند القرية المعروفة بسلوان جنوب المدينة ، ولقد نفع هذا المجرى المدينة قرابة خمسة

عشر قرناً . وظهر من الحجارة المتنوعة التي استعملت في بنائه أنه رمم مراراً وتكراراً بعد الفتحين : العمري والصلاحي ، وفي زمن المماليك و الأتراك .

هذا هو المجرى الأساسي في المدينة القديمة . وله مجار فرعية تصل بينه وبين أحياء المدينة الأخرى داخل السور[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .

وأما في الأحياء الجديدة ، خارج السور ، تلك الأحياء التي ظهرت في أواسط القرن التاسع عشر ، فإن كل ما نعرفه عن مجاريها ، أن الأتراك ربطوا في أواخر عهدهم بهذه البلاد القطاع الكائن بين باب العمود والمصرارة والكرم المعروف بسعد وسعيد بالمجرى الروماني المتقدم ذكره .

وأنشأت حكومة فلسطين ، في أوائل عهد الانتداب ( 1920 ) ، مجرى جديداً في القطاع الكائن بين باب الخليل وفندق اللنبي ، على بعد نصف ميل من الباب المذكور إلى الغرب ، وعند الباب تم اتصاله بالمجرى القديم .

وتابعت الحكومة المشار إليها عملها ، فأضافت بعض الأقسام الجديدة إلى المجرى القديم ، وربطت به الأحياء الآتي ذكرها : - مياشوريم . بيت إسرائيل . شنلر . كرم رصاص ، طريق الحبس . شارع تشانسلور . روخاما . المركز التجاري ( الشماعا ) . الحي الكائن بين ماملا والمركز التجاري . فندق الملك داود . الحي الكائن بين محنة يهودا وباب الخليل . الحي الكائن بين جبل الزيتون والمتحف الفلسطيني من وادي الجوز . الحي الكائن بين قشلاق اللنبى وبركة السلطان على طريق بيت لحم .

وحفرت البلدية ، حوالي عام 1938 ، مجرى كبير لتصريف الأقذار من باب العامود فوادي الجوز ، فالجسمانية ، فوادي قدرون ، إلى أن ينتهى في وادي السواحرة جنوب قرية سلوان .

ولقد وقفت حركة إنشاء المجاري في الحرب العالمية الثانية (1939ــ1944م ) لقلة الأسمنت والحديد والمواد اللازمة للتعمير والإنشاء .

ويقول الخبراء أن في القدس عام (1946 م ) مجاري ، طولها ستة وخمسون كيلو متراً . ثمانية منها قديمة ( ستة في داخل السور واثنان في خارجه ) وثمانية وأربعون حديثة ، كلها خارج السور . والمجاري الحديثة أيضاً مرتبطة بالمجرى الروماني القديم . وهي عبارة عن قساطل مصنوعة من الخزف المدهون . ذات قطر يتراوح بين الست بوصات والأربع والعشرين بوصة .

أمراضها ومستشفياتها

الأمراض المعروفة في القدس . والمنتشرة فيها أكثر من غيرها ، هي : النزلة الصدرية . التيفوئيد . مرض الزهري . التدرن الرئوي . السعال الديكي . الحمرة . الحصبة . الديزانتارية . داء الخانوق . الحمى النفاسية . الالتهاب السحائي . الالتهاب الحاد في الأعصاب . الجدام .

وفي القدس ( مصلحة حكومية ) أسست لمكافحة هذه وغيرها من الأمراض وفيها ستة عشر مستشفى هي :

( مستشفى الحكومة ) واقع غربي المدينة وفي المكان المعروف بالمسكوبية ، فيه دار للولادة وفرع للجراحة وآخر للأمراض الباطنية . وفيه مدرستان : واحدة لتدريب الممرضات ، وأخرى للقابلات .. وهو من املاك الروس .

(المستشفى الفرنسي ) واقع على مقربة من سور المدينة إلى الشمال ، تجاه الباب الجديد . بناه الكونت دى بيالا Count De piellat عام 1880 ، إنه من أملاك الآباء الانتقالين . ويسميه الفرنسيون ( مستشفى القديس لويس )

( مستشفى مار يوحنا ) واقع في البقعة ، على طريق باب الخليل – المحطة . وهو للعيون . بنى عام 1861 . يسميه الإنجليز مستشفى سان جون . وهو تابع للإرسالية التبشيرية الأنجليزية .

( مستشفى تيخو ) وهذا أيضاً مخصص لمداولة أمراض العيون . أسسته في أول الأمر جمعية ألمانية أسست في فرنكفورت للعناية بشؤون صهيون ( 1906 م ) وعهدت بإدارته إلى طبيب سويسري يدعى الدكتور إيرلانجر . ثم تولى إدارته الدكتور تيخو . كان في بادىء الأمر في الحي المعروف بميشوريم . ثم انتقل إلى شارع منورا .

( مستشفى الإرسالية الإنجليزية ) ويسميه الإنجليز مستشفى جمعية يهود لندن لأنه بنى بقصد مساعدة اليهود ، ولا سيما أولئك الذين يراد تنصيرهم . إنه واقع غربي المدينة على مقربة من الحي المعروف بالشيخ عكاشة . بناه المطران جورج فرنسيس بوبهام بلايث George Francis Popham Blyth ( 1887 – 1914 ) (المستشفى الالماني) في الحي المعروف بالشيخ عكاشة, غربي المدينة بناه الالمان عام 1894م. وكان المقدسيون في بدء عهد تأسيسه يسمونه (مستشفى المجيدي) إذ كان كل مريض يدفع عن نفسه ريالا مجيديا عثمانيا واحدا مهما طال اجل اقامته فيه . اغلق عام 1939 بسبب الحرب العالمية الثانية التي نشبت بين الانجليز و الالمان ^{.([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] )}.

( مستشفى الهداسا ) كان فيما مضى يسمى مستشفى روتشلد ، وكان واقعا في نفس الشارع الذي يقوم عليه المستشفى الألماني ومستشفى الإرسالية الإنجليزية ؛ شرقي الحي المعروف بالشيخ عكاشة ، والى الشمال من المسكوبية . فيه مدرسة للممرضات اسسها هنريتا زولد زعيمة الجمعيات النسائية اليهودية في الولايات المتحدة والمعروفة بهداسا . ومعهد للطب أسسه الدكتور رنتوف رئيس الجمعية الطبية اليهودية في الولايات المتحدة . ثم نقلوه إلى عمارة ضخمة بناها اليهود على جبل الزيتون . وكان ذلك في أوائل القرن العشرين . وهو الآن أضخم مستشفى في المدينة . فيه أقسام للجراحة والولادة والأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض العيون والأطفال .

( المستشفى الإيطالي ) عند مفترق الطرق المؤدية إلى باب الخليل وحي المصرارة وميشورم . أسسه الإيطاليون في أوائل القرن العشرين . وظل مفتوح الأبواب للسكان حتى نشبت الحرب العالمية الثانية ( 1939 م ) وراح الطليان يحاربون الإنجليز في أفريقيا الشمالية.

( مستشفى الأمراض السارية ) تديره الحكومة . وهو واقع عند مفترق الطرق المؤدية إلى بيت لحم وبيت صفافا والقدس .

( مستشفى البرص ) واقع في مكان متوسط بين حي الطالبية من الشمال وحي النمامرة من الجنوب والحي الألماني من الشرق . شيده بادئ ذى بدء المجلس البلدى وكان ذلك عام 1867 م . وتديره الآن الجمعية المورافية بلندن . وتمده الحكومة بالمال .

( مستشفى بيكور خوليم ) عند مفترق الطرق المؤدية إلى رحافيا وشنلر وباب العمود والشيخ بدر ، تجاه المستشفى الألماني من الغرب . كان في الأصل في الحي

اليهودي داخل السور . أسسه اليهود في أواخر الحكم التركي . وفي أوائل الاحتلال البريطاني نقلوه إلى مكانه الجديد خارج السور .

وهناك مستشفيات يهودية أخرى منها : ( شعارى صادق ) ويسمونه مستشفى ولخ نسبة للدكتور ولخ الذي عمل فيه زمنا طويلا . وهو واقع غربي المدينة على طريق يافا .

و ( مزغاب لا داخ ) في حارة اليهود بالمدينة القديمة .

و ( مستشفى سادوفسكي ) في حي رحافيا إلى الغرب من مدرسة شميت الألمانية ، سمى كذلك نسبة لمؤسسه الدكتور سادوفسكي . وهو معد للولادة فقط .

وهناك مستشفيات للأمراض العقلية : أحدهما يهودي أنشأته جمعية تعرف بـ (عزرات نشيم ) وهو واقع غربي القدس عند مفترق الطريق المؤدية إلى يافا وعين كارم . والثاني للحكومة . وهو واقع في بيت لحم .

وفيها عدد كبير من المستوصفات التي أسست لمعالجة المرضى من الفقراء وعدد كبير أيضاً من المراكز التي أسست لرعاية الأطفال ، وملاجئ للعجزة والمقعدين .

ومع ذلك فإنا لا نعدو الحقيقة إذا قلنا أن الخدمات الاجتماعية المجانية ، رغم جميع المستشفيات و المستوصفات التي ذكرناها في الأسطر المتقدمة ، قليلة ؛ تكاد لا تفي بالغرض المنشود . وفي القدس 49 صيدلية منها 8 للمسلمين و 7 للمسيحيين و 34 لليهود . و فيها 15 مستودعا للعقاقير وبيع الأدوية بالجملة . نصفها للعرب و النصف الآخر لليهود .

تجارتها

قلنا في غير هذا الموضع أن القدس مدينة جبلية . وإنها ليست بمدينة زراعية ، ولا صناعية . ولهذا فإنها تستورد معظم حاجاتها ، أن لم نقل كلها ، من الخارج . اما القمح وسائر أنواع الحبوب فإنها تستوردها من شرق الأردن وحوران ، وتستورده في بعض الأحيان من استراليا والعراق . وأما الأغنام فمن نجد والعراق وبر الأناضول .

وأما الخضر ( كالبندورة والقرع و الخيار والملفوف والقنبيط والجزر والبامية والملوخية والبطاطا والفاصوليا وما إلى ذلك ) فمن اللد والرملة وقراهما ، ومن قلقيلية وطول كرم وضواحيها ، ومن الشونة وأريحا وما بينهما ، ومن الخليل ورام الله وقراهما ، ومن خان يونس وغزة وقراهما ، ومن قرى القدس نفسها ، وفي بعض الأحيان من مصر والشام .

وكذلك الفواكة , فإنها تأتي من جميع الجهات :

فالموز ، مثلا من اريحا وبيسان ... والبرتقال والليمون وسائر أنواع الحمضيات من يافا وأريحا واللد ... والبطيخ من خان يونس وطول كرم ... والشمام من النعاني وقاقون ... والبلح من خان يونس والعريش ... والعنب من الخليل ورام الله وقراها ومن ضواحي غزة كالجورة وحمامة وبربرة ... والمشمس والخوخ والبرقوق والإجاص والتفاح من قالونيا وأرطاس ومن عين كارم والمالحة والولجة وبتير ...

ويأتيها السمك من يافا وغزة ومن العقبة

وقصارى اقول أن الفواكة والخضر بجميع أنواعها وألوانها ، لا تنقطع من اسواق القدس ، لا في الصيف و لا في الشتاء . وكذلك جميع أنواع الطيور والأسماك .

وفي القدس اسواق عديدة ، جلها مرصوف وبعضها يقوم على قبو مرتفع . والاسواق التي في داخل المدينة القديمة معوجة وضيقة يزدحم الناس فيها بكثرة ، ويزداد هذا الازدحام في المواسم والأعياد .

وفي القدس كلها 5110 دكاكين معدة للتجارة : - منها 1358 للمسلمين و 954 للمسيحيين و 2798 لليهود . يدخل في هذه الأرقام الدكاكين المعدة لبيع الخبز ، والسمك ، واللحوم ، والمخابز والأفران ، ومطاحن القمح والحبوب ، والمحال المعدة لبيع الدواجن ، والبيض والألبان ، ومعامل الحلويات ، والثلج ؛ ومطاحن البن ؛ والمصابن ، ومعاصر الزيت والسيرج ، والمشروبات الروحية ؛ والفنادق ، والمطاعم والمقاهي ، ودور السينما ، والصيدليات ، ومعامل الورق والأحذية ، والزجاج ، والجلود ، والخياطة ، والنجارة ، والحدادة ، والسنكرة ، والتصوير ، والأمكنة المعدة لبيع السجاد والشمع والآثار والتحف القديمة ، وما إلى ذلك من المخازن والمستودعات والدكاكين والحوانيت المختلفة .

أوزانها ومقاييسها

أن الأوزان التي كان يفرض القانون استعمالها في بيت المقدس هي :

( الدرهم ) وقيمته 3.205 غرامات

( الأقة ) وقيمتها 400 درهم

( الكيلو ) وقيمته 1000 غرام

( الطن ) وقيمته 1000 كيلو غرام

( الأوقية ) وقيمتها 75 درهما = 240.367 غراما

( القنطار ) وقيمته 100 رطل

( الرطل ) وقيمته 12 أوقية

وأما المقاييس القانونية فهي :

( الذراع ) عبارة عن 67.75 سنتمترا للثياب و 75.80 سنتمترا للأراضي والأبنية . وما عدا ذلك فإنه عبارة عن 24 قيراطا .

( الدونم ) للمقاييس التي تمت في العهد التركي وهو 1600 ذراع مربع . وقد جعل في عهد الاحتلال البريطاني 1000 متر مربع .

صناعاتها

ليست القدس من المدن الصناعية الهامة ، وإن كان فيها صناعات قليلة لفتت إليها الأنظار : كصناعة الغزل والنسيج ؛ وصناعة القاشاني ، والخزف ؛ والشمع ، وخشب الزيتون ، والنخل ، وصناعة البلاط ، وقلع الحجارة وقطعها ، والقرميد ؛ وأدوات الزينة ، والهدايا ذات الرموز الدينية : واستخراج زيت السمسم .

أما صناعة الغزل فقد نشأت في أثناء الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1917 م ) عن طريق جمعية الصليب الأحمر الأميركية . إذ أسست هذه انوالا لتشغيل اللاجئين إلى القدس من أبناء الطائفة الأرمنية ، بدلا من توزيع الهبات عليهم . فراح هؤلاء يغزلون وينسجون . وهكذا انتعشت صناعة الغزل والنسيج في المدينة .

وعملت ، بعدئذ ، جمعية أنصار القدس على تشجيع هذه الصناعة . ومن اجل الوصول إلى تلك الغاية أنفقت مبلغا من المال على تعمير سوق القطانين ( 1919 ) . تلك السوق التي أرادت جعلها مقرا لصناعة النسيج . إلا أن هذه الفكرة لم تنجح .

وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية ( 1939 – 1944) عادت صناعة النسيج فانتعشت . وفي القدس الآن مئة واثنان وثلاثون مصنعا للنسيج والحياكة . منها 52 للمسلمين و 13 للمسيحين و 67 لليهود .

وأما صناعة القاشاني فقد كانت ، في الربع الأول من القرن العشرين ، منحصرة في رجل أرمني اسمه ( داود أوهانسيان ) وفي دار الايتام السورية المعروفة بـ ( شنلر ) ، وهي مؤسسة ألمانية . وعندما شعر المجلس الإسلامي الأعلى ( 1927 م ) بالحاجة لتعمير مسجد الصخرة ، وكان معظم القاشاني الموجود في هذا البناء من القرن السادس عشر قد أصابه البلى ، استحضر الخبراء من كوتاهية واستامبول . ودرب هؤلاء عددا من أبناء بيت المقدس ، فبنوا الأفران ، وصنعوا من البلاط القاشاني ما لا يقل جودة عما صنعه الأقدمون .

وكذلك صناعة البلاط و صناعة القزاز والخزف . فإن هذه وإن كانت عرفتها القدس في الأزمنة الغابرة . إلا انها لم تنتعش هنا انتعاشها في مدينة الخليل .

وأما صناعة الشمع فإنها من الصناعات التي اشتهرت في القدس . والشمع المقدسي مرغوب لدى الأجانب والسياح . وتباع منه مقادير كبيرة في الأعياد ومن هنا كانت تجارة الشمع ولا تزال رائجة في هذه المدينة .

وكذلك صناعة خشب الزيتون فإن في القدس عمالا ماهرين أتقنوا ، مع الزمن ، هذه الصناعة ، فتراهم يحفرون على خشب الزيتون أشكالا متنوعة وبإتقان عجيب . ويصنعون من هذا الخشب أدوات مكتبية دقيقة الصنع ، ولعبا للأطفال ، وما إلى ذلك من آلات الزينة والهدايا ذات الرموز الدينية التي تستهوي الأجانب الذين يهبطون هذه المدينة بقصد الزيارة .

واشتهر المقدسيون أيضاً في جدل سعف النخل ، وفي الصور النباتية ، تصور لك سهول فلسطين وجبالها ، ومدنها وقراها .

وأما صناعة الصابون فإنها تضعضعت مع الزمن . وقد لا يخلو من فائدة أن نلقى على ماضى هذه الصناعة نظرة ، حيث :

أن القدس كانت فيما مضى مركزا من المراكز الهامة في هذا الشرق ؛ يصنع فيها الصابون ، ويصدر منها إلى مصر والبلاد المجاورة , إذ كان فيها وفيما حولها من الأراضي مساحات واسعة من أشجار الزيتون . وشجرة الزيتون شجرة مباركة جاء ذكرها في القرآن الكريم . ومن هنا نشأ حب الأقدمين لزراعة الزيتون . وورث المقدسيون هذا الميل عن آبائهم ، فاعتنوا به . وكان عندهم عدد كبير من معاصر الزيت . وكان الزيت من الكثرة بدرجة أن سكان بيت المقدس كبوا في سنة من السنين الزيت القديم ^{([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])} ليتمكنوا من إيجاد أوعية كافية لخزن زيتهم الجديد . وكانوا يستعملون الزيت للأكل والضوء والعلاج . ثم راحوا يصدرونه . كما راحوا ينشئون المصابن . واشتهر الصابون القدسي في أسواق الشرق الأدنى ، ولا سيما في مصر.

غير أن هذه الصناعة تضعضعت بعد سنة 1876 ؛ يوم اكتسحت المدينة أسراب كثيرة من الجراد ، وأتت على قسم كبير من أشجار الزيتون^{([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])} . ثم أتى الأتراك في الحرب العالمية الأولى ( 1914 ) على ما تبقى من تلك الأشجار ، استعملوها وقودا للتدفئة وتسيير القطارات .

وهكذا أصبحت القدس في المؤخرة . وليس فيها اليوم مصبنة واحدة ، بعد أن كانت في الطليعة وكانت معروفة بزيتها وصابونها .

وأما صناعة استخراج زيت السمسم ( السيرج ) فإنها رائجة في القدس . وكذلك صناعة قلع الحجارة وقطعها . وصناعة البسكوت والمكرونة . وخبز الفطير .

شركاتها

وكثيرا ما يتكتل التجار وأرباب الصناعات ؛ فيؤلفون شركات بلغ عددها في عام 1945 : 523 شركة : منها 66 شركة للتجارة العامة و 7 شركات للزراعة و 65 شركة لشراء الأراضي و 4 للسجاير و 18 شركة كيمائية و 5 شركات للخردوات و 63 شركة للأشغال العامة 37 شركة للطباعة و12 جمعية لنشر العلم والتدريس و 4 شركات للمشروبات الروحية و 22 شركة ميكانيكية وكهربائية و 31 شركة للأقمشة والنسيج و 12 شركة للمقاهي والمطاعم و 9 شركات للأفلام ودور السينما و 24 شركة للنقل والسفر و 15 شركة للزيوت والأخشاب و 44 شركة للتأمين على الحياة و 3 شركات للمطاط وشركة للساعات وشركة للحمضيات و 3 شركات للمياة و 22 شركة للتموين . والباقي شركات ليست لها أهداف معينة .

بنوكها ومصارفها ^{([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])}

[color=blue][font=Arial][b]كان في القدس ستة عشر مصرفا ( بنكا ) وفيما يلي اسماءها ، والتاريخ الذي بدأ كل واحد منها بالعمل فيه :بنك كوبات عام ( 1918 م ) . والبنك العثماني (1919 م) . وبنك أنجلو – فلسطين ( 1919 م ) . البنك الفلسطيني للرهن والتسليف (1922 م) . البنك المركزي للمؤسسات التعاونية بفلسطين ( 1922 م ) المجلس الفلسطيني

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سلمت دكتورنا على طرحك الرائع والمميز
دائما حضورك ومواضيعك رائعه وهي ابار من المعرفه
وننتظر جديدك المبدع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الله يعطيك الف عافيه دكتورنا العزيز
ودائما عودتنا على المواضيع الثريه بالمعلومات المفيده
ولك مني فائق احترامي ومودتي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

العزيزتين:
امواج الخير / حضورك دائما له نكهة خاصة ويضفي على الموضوع جمالا خاصا
روما / مثل فيض الندى يحط فوق ازهار الصباح فشكرا لهذا المرور اللطيف

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سلمت يمناك
(د جاسر على هذا الموضوع الذي يحتوي على كلمات رائعه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سلمت يداك ....ودمت لمن يريد الاستفادة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

العزيزين
مخلص
مؤيد
لايستجيب لهذه المواضيع ويتابعها الا من يملك الثقافة العالية والحس الوطني الاصيل
كل احترامي ومحبتي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مشكور دجاسر على الموضيع الثرية والرائعة
وتقبل مروري

مشكور د.جاسر علي على المعلومات القيمه عن قدسنا بالرغم من اننا نعيش فيها
ولكن يخفى علينا الكثير من هذه المعلومات الرائعه
وجزاك الله خيرا على هذا المجهود الرائع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

العزيز احمد جمهور
كل الاحترام لهذا المرور الطيب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» التعليم في القدس قبل الانتداب وقبل الاحتلال
» الاحداث الرئيسية في تاريخ القدس حتى الاحتلال الصهيوني
» تحذيرات من المشروع الصهيوني (القدس الكبرى) عام 2020
» اكتب عن رأيك في جريمة الاحتلال الصهيوني بحق قافلة كسر الحصار عن غزة
» القدس في الفكر الصهيوني.....