بقول المثل-1
رحلة تراثية في ربوع الأمثال الشعبية
بقلم : الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1- (إن خِفت لا تقول ، وان قلت لا تخاف)
هذا المثل يحض على عدم اطلاق الكلام على عواهنه ، فإذا كنت جباناً فاحفظ سرك في داخل صدرك أو رأسك ، واقبره هناك واقرأ عليه الفاتحة ، فلن يشق أحدا صدرك ويخرج منه كنزه الثمين ، أما إذا تجرأت وقلت ما في ثنايا نفسك ، وعبَّرّت عن رأيك فكن رجلاً ولا تخاف ، فأنت مسؤول عن حصاد لسانك وعليك أن تثبت شجاعتك بالدفاع عن رأيك ، والمثل أعطاك التفويض ..لا تقل إذا خفت .. و أن خفت فلا تقول.....!!!!!
2- (إللي سرق بيضه بسرق ثور)
ليس مهما حجم ما سرقت ... لأن داء السرقة أطلق جذوره الخبيثة في نفسك .. ونفسك المريضة تشرَّبَت هذا الداء الخبيث وصار عندك الإستعداد التام لتسرق أي شيء ... وأنت عندما سرقت بيضة ، لم تسرقها لأنك قنوع ، وقنعت ببيضة ، بل لإن الظروف لم تتح لك سرقة ما هو أكبر ، والمرة القادمة إذا استطعت أن تسرق الثور ستفعل ... ما دام واعز السرقة فيك يطل برأسه ويهز لك أذناه ....!!!!
3- (العتال ما بذكر ربه غير تحت الحِمِل)
فهو يذكر الله ويطلب منه أن يعينه ..يا رب !! يا معين ..يا قادر ..!!
وهو لا يزال يذكرالله ولسانه رطب بالذكر ما دام تحت الحمل الثقيل .ز فإذا ألقاه ألقى الذكر معه....!!!والمثل يبين لنا أننا لا نعرف الله الا عند وقوع البلاء ، عند المرض ، أو الفقر ، أو الضيق ..، فإذا انفرجت هذه الأسباب عُدنا الى ما كنا عليه سابقاً .. مع أن القاعدة الشرعية أن نذكر الله في الصفاء ليذكرنا في البلاء...!!!
4- (أبوي وأبوك اخوان ، صاروأ أعداء لمّا دخلن النسوان)
أنا وأخي نعيش معا ، نأكل معا في صحن واحد .. ننام في غرفة واحدة ، وفراش واحد ، اخرج اللقمة من فمه واضعها في فمه ، وهو يفعل كذلك ، ويبقى هذا الحال على هذا المنوال حتى نتزوج وتصبح لكل منا امرأة تضع على رقبته نير الشقاء ، وبقدرة قادر يتحول الحب إلى بُغضٍ وكراهية ، والعطاء إلى أخذ والأيثار أنانية وبعد الثقة الشك متنافران مثل قطبي المغناطيس متنافرين ، فما الذي تغير وتبدل ؟؟زوجتي وزوجة أخي هما السبب ، فهما مثل خطيّ المستقيم المتوازيين لن يلتقيان أبدا مهما طالت المسافة..!!!
5- (دخلنا عَ الشام ، قلنا الشام بتغنينا ، جارت الأيام علينا وبعنا طواقينا)
هاجس الغربة الذي يعيش فينا ، جميعنا نرى الوطن جحيما ، ولا يخلصنا من هذا الجحيم إلا الهجرة والضرب في الأرض ابتغاء الرزق ، فنصطف على أبواب السفارات طوابيرا لنحصل على تأشيرة ، ونعمل بأعمال نأبى في الوطن العمل بها ونأنفها ، وحظنا الذي ينتظرنا لحصد المال والعز خرافة كاذبة ، فقد نصاب بأمراضهم السارية من الأيدز الى انفلونزا الخنازير ، وقد نقضي برصاص سكران سرق أو اشترى قطعة سلاح ويريد أن يجربها برأس أحدنا فنعود بأكياس بلا ستيكية سوداء ـ أو توابيت خشبية ، إذا وجدنا من يعيدنا ...، وهناك بدل الغنى والثروة ،مزبلا من الخيبة والفقر المغمس بالدم وماء الكرامة نغطس فيه حتى آذاننا...!!!
6- زي صوف الكلب ناعم ونجس
أي لا يمنع أن يكون صوف الكلب ناعما ، فهو ناعم ، ولكنه نجسا ، وإذا حاولت غسله ، لايجدي لأن نجاسته تزداد كلما ابتل ، حتى أن جلده ناشفا لا يكون نجسا إلا إذا ابتل ، إذا سلمنا من سؤره ، والكلب لا يتطهر ولا حتى جلده بعد السلخ والدباغة ، هو والخنزير دوناً عن باقي الحيوانات ، التي تطهر بعد الدباغة....
والمقصود أن الناس الذين يظهرون الطهارة وهم ينزون دناسة ونجاسة ، لا يطهرون ، تراهم من الخارج فتعجب بهم ولكن إن رماك الدهر بهم سترى العجب العُجاب..!!!