الإنتقام المُر
حكاية تعبيرية من التراث الشعبي
بقلم :الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
يحكى أن امرأة فاتنة أحبها رجلان من عشيرتين غير عشيرتها ، أحدهما رجل عادي من عرض الناس والآخر شيخ عشيرته ، وكانت تحب الرجل العادي ، ولكن الذي فاز بالزواج منها شيخ العشيرة ، والمسألة لا تحتاج لتأويل ، وتم الزواج ، وأخذها الشيخ إلى مضاربه ، وكان لديه عبد قوي البنية وسيم المحيا ، فحل صفات الرجولة ، وكان من عادة الشيوخ وجود العبيد وبيعهم وشرائهم ، قبل أن تندثر هذه العادات ، ويأخذ العبيد حقوقهم الإنسانية ، وكان العبد يكنّى ب(الفداوي) ....!!
ولم تكن من عادة النساء الميل للعبيد أو غيرهم ، لأن المرأة الحرة تأبى اختلاف الرجال عليها ، وكانت الحرة تأبى الزنا وممارسة الحرام وخيانة زوجها ، ولعلنا نذكر يوم بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بعد فتح مكة قال : أن تبايعنني أن لا تقتلن أولادكن ، فقالت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان : ربيناهم صغارا وقتلتهم في بدر كبارا ، إشارة إلى ابنها حنظل ، وقال عليه الصلاة والسلام : وأن لا تزنين ، فردت هند باستنكار : أتزني الحرة يا رسول الله ؟؟؟!!!
وكان الجواب ينبئ عن عدم حدوث الفاحشة من الحرة ، والحديث يطول على سوق الأدلة ، ولكن ليس معنى عدم حدوث ذلك ...!!!
بدأت تلك المرأة تميل للعبد ، سيما وهو يخدم في البيت وهو يتفجر رجولة وفحولة ، وكانت قد تزوجت الشيخ وهي تميل لغيره ، وكان الشيخ يعشق الصيد والقنص أكثر من الإقامة في مضاربه ، مما جعل كل ذلك العفن موطنا خصبا للميكروبات والجراثيم التي تؤدي إلى الفاحشة ، وصار العبد يقوم بمقام الشيخ أثناء غيابه ، دون أن يلفت الأنظار إلى صنيعه الخاسئ...!!!
وذات يوم ذهب الشيخ للصيد كعادته ، وبعد خروجه بوقت تذكر أنه نسي شيء مهم ، فعاد أدراجه ، فوجد الشيخة بين أحضان العبد فجن جنونه ، ولكنه كظم ذلك ، حتى لا يفضح زوجته ، ولا يدل الآخرين على عورة بيته ، فطرد العبد يعمل خارج البيت في الخلاء مع الغنم والحلال ، وأرسل زوجته إلى بيت أبيها ، على أن هناك خصام بينهما ، وهددها إن عادت مع أي جاهة يرسلها إليها ليقطعنّها بالسيف إربا إربا ، حتى يطلقها ويستر على فاحشتها ولا يلوث يداه بدمها الآثم ....!!!
وهكذا حدث ، حتى تم الطلاق لعدم رغبة الزوجة بالشيخ...!!!
وعندما علم حبيبها الأول بطلاقها ثارت ذكريات الأمس وتقدم لها وتزوجها ...!!!
وعندما علم الشيخ بذلك ، أرسل عبده الخائن مع مجموعة من فرسان العشيرة وأمرهم أن يأخذوه لأكثر من عرب لبيعه ، وأن لا يبيعوه بكنوز الذهب لأي عرب ، ووصف لهم زوج طليقته ، وعليهم بيعه هناك ولو بدرهم واحد ....!!!
وهكذا حملوا العبد مدللين عليه مع عدم بيعه ، حتى وصلوا أولئك العرب ، وعندما رأته طليقة الشيخ شجّعَت زوجها على شراءه ففعل ، وهكذا ألتم الشمل من جديد ، حيث من جربت الفاحشة وأحست بلذة الحرام ، من الصعب أن تعود سيدة فاضلة ، وعادت حليمة لعادتها القديمة بممارسة الفاحشة مع العبد من جديد...!!!
وذات يوم يقع المحذور ، ويدخل الرجل بيته فإذا بزوجته بين أحضان العبد ، فامتلكه الغضب واستل سيفه ، وهوى به عليهما فقطعّهما إربا إربا ، وتحَمَل دمها ومغرمها ، وافتضح سرها ...وهكذا استطاع ذلك الشيخ بحكمته وبقليل من تحكيم العقل من الخلاص من طليقته والانتقام لفراشه الذي تدنس بالزنا ، دون أن ينشر فضيحة زوجته على الملأ ، وأن ينتقم من العبد الخائن بسيف غريمه ....!!!
هذه الصورة التراثية تعلمنا كيف الحكمة ، وكيف ننال مآربنا بأيدي الذين لا يمتلكون مقوّمات النفس القوية ...!!!
وهي جوهرة من كنوز تراثنا الغني و الذي استبدلناه بالتنك اللامع ، أو الذهب الذي استبدلناه بالذهب الروسي الشائع هذا الزمان ...!!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة