عبد الله حميد عناني مبدع
تاريخ التسجيل : 24/04/2009 عدد المساهمات : 180 الجنس : العمر : 43 الموقع : عمان العمل/الترفيه : موظف بشركة نقاط : 57170
| موضوع: الشاعر الفارس الشهيد علي فوده بقلم سعيد صبح 28/04/10, 05:41 pm | |
| ولد الشاعر الكبير في قرية قنيرــ قضاء مدينة حيفا عام 1946 .
أستشهد في اليوم السابع من شهر آب عام 1982 في منطقة عين المريسه مع المقاتلين وهو يمتشق سلاحه وجريدته { رصيف 1981 } التي كان يكتبها مع ثله من الكتاب ويوزعها بنفسه على مواقع المقاتلين اللذين كانوا يدافعون عن عاصمة المقاومه ـ بيروت.
صارع أقزام المرحله في زمن الإنهيار والصمود وتحولت كلماته الجميله الفلسطينيه في إنتمائها حتى النخاع إلى نغمة حالمة ترنو إلى الجمال الإنساني والإنتماء للوطن والإبداع والرقي. حمل همومه الآسيه من عمان ذلك الجرح الذي كان ينزف من خاصرته بعد السبعينات من القرن الماضي إلى بغداد عاصمة العلم والمعرفه والتوقد.
كلما أتذكر كلماته الحانيه النقيه الصافيه عن رحلته القسريه مغادرا في المره الأولى وعمره سنتين مكرها بل مقتلعا من تراب وطنه من قريته " قنير" قضاء حيفا في نكبة عام 1948 يدفعه الشوق والحنين لمسقط رأسه وتختلط عليه الأشياء بين الماضي والحاضر والمستقبل ككل فلسطيني أحب وطنه وإنبرى يدافع عن حقه في الحياة والإنتماء لهذه الأمه.
أبصر شاعرنا النور في قرية قنير قضاء مدينة حيفا، عروس البحر والأرض، ومن قراها وبلداتها الجبليه الهادئه ومن الكرمل إلى الجرمق الذي يعاند الطبيعه، من زمن غير هذا الزمن الآتي إلينا بأطيافه، من حبات الرمل التي تندفع نحونا على الشواطىء، من طبور النوارس البيضاء التي تزورنا مع أمواج البحر الهادر، من العهد البعيد والقريب والقديم، من أناس جبلتهم الأطيان وفرقت بينهم السبل، من القرى النائيه التي لم تصلها الحضاره ولم يتلوث سكانها بدخان المصانع والبريق الزائف عن العولمه، من عيون الأمهات الخنساوات اللاتي يزغردن للوطن والشهيد والوليد، من عشق الأرض الطيبه، من ينابيع الخير المتدفقه كأفواه ضاحكه صامته، من الماضي والحاضر والأحاجي الحديثه والقديمه، من إيمان حجو ومحمد الذره وفارس عوده، من راجمي الحجاره شهداء الأمس واليوم، من الأقصى وكنيسة القيامه، من كل حبة عرق وخوف وألم لأطفال فلسطين، من دماء شهداء الوطن والإنتفاضه والوعد الصادق، من هدا الكم الهائل من صيحات المشردين والمعذبين، من الأفئده الظامئه التي تكتوي ظلما من الطغيان والقهر, من عرينه ظهر الفلسطيني الطيب، والغجري، والفهد، والفلسطيني كحد السيف، وعواء الذئب.
عناوين متقاربه ، متباعده تحمل وشم الشاعر الوادع الآمن الفدائي والشهيد علي فوده، صاحب إمتياز مجلة الرصيف بلا منازع عام 1981 بعدما منع من الكتابه في الصحف الممهوره بختم السلطان وزبانيته.
إنتقل بمعاناته من عاصمه إلى عاصمه بعدما تركها لأرباب الكلمه الفضفاضه، وكان يصيح دوما بأعلى صوته ويجهش على صناع القرار في كل مرحله عايشها حتى أخر أيامه ، يغضب، يصرخ، يكتب، يحلم ، يعشق، يحب، ويعود إلى كوخه الآيل للسقوط لأنه في خطة الهدم التي كان مشار إليها في المنطقه على ضفاف دجله كان يسكن مع صديقه ذلك الفتى المشاكس الذي كان يعاند ويكابد ويثابر بالحياة من أجل نفس الهدف فكان شاعرنا يتحدث عن اللعنه التي تلاحقه من الأقزام أشباه المثقفين وأبناء القرود وجهابذة التلون وفق المصلحه والأهواء الأنانيه الضيقه ، اجتمعوا على ترويضه ، لكنه الفارس الأسمر الأشيب أمام حفنة من الوصوليين والانتهازيين.
لم يكن يعرف المداهنه يكتب بحد السيف في شعره كما نثره ويعبر عن خلجاته بكل ثقه وإتزان ووعي فلم يكترث لما ستجره عليه مواقفه من تجويع وتركيع ، الفارس الصادق لا يعرف السقوط أو الركوع، وقف كالطود أمام جلاديه يصارع ويكابد وينتفض مع الأرض والحجر.
لم يأبه لثقافة التدجين في كل بقعة حل بها، حاولوا إبعاده عن الكتابه الصحفيه بل أصبحت مساهماته لذاته ولمن حوله ممن يتفقون معه في الرأي. بعد هده السنوات العجاف التي اضطرته ان يبقى وحيدا مع ذاته غادر بغداد إلى ليبيا ثم إلى الكويت وعاد إلى بغداد والآلام تعتصره والجوع يقتله عاد إلى ذلك الكوخ الهادىء على ضفاف دجله في منطقة الكراده، لم يجد بدا من السفر إلى بيروت عاصمة الثقافه والكلمه والمقاومه ، حمل أوراقه مع صديقه وقرر ترك الكوخ الجميل الغني عن الوصف ، لما يعنيه إليه من أسف وحزن ومراره وكآبه ولعنه وجوع وشوق وحب وأمل، وافترق الشاعر وصديقه في رحلة عذاب جديده كل يحمل همومه على طريقته غير آبه بما يخبأه له المستقبل وعادت بيروت لتحتضن صديقين عنيدين، وتباعدت المسافات لكنها كانت قريبه في منطقة الفاكهاني التي جمعت بي ثناياها كل الرافضين والمعذبين وكل الحالمين بثورة على القهر والإستعباد والقمع والسجون، فلم يجد صديقي الطيب إلا الأسى والإرهاب ممن إعتقد أنهم سيحتضنوه .
تم سجنه لأنه قدح المقامات العليا، حاولوا بكل الوسائل ترويضه لأنه أصبح يمثل لغه جديده وثقافه لم يعهدوها من قبل، لم يأبه للأساليب القذره التي إعتمدها التجار والسماسره في معاقبته بل زادته شراسة وقوه وعنفوان وتمرد، كان يردد دائما المقوله الشهيره " لا تحلموا بعالم سعيد، فخلف كل قيصر يموت قيصر جديد" كان متفائلا بشعبه ووطنه، بجيل الإنتفاضه والثوره، لم يتسلل اليأس إليه بل زاده القهر والتعسف إيمانا راسخا بقضية الوطن والكلمه وحمل سيفه المخضب بالدم مند إنطلاقته الأولى حيث كان ديوانه الأول " فلسطيني كحد السيف" وبدايته " بالدم أكتب لا بالحبر".
الشاعر الشهيد، المقاتل، الفارس، الكاتب، الحالم، علي فوده.......
أحب الفقراء فأحبوه، صادق المقهورين والمستضعفين وإلتصق بهم، كتب على جدران السجون والزنازين، عاشت فلسطين، عاشت فلسطين، كل فلسطين، بقي الحلم الواعد يدغذغ مشاعر الشهيد فاستمر في غضبه وثورته معلنا ميلاد فكرة الرصيف وإنطلق الرهط الواعد بالكتابه فتم إصدار جريدة الرصيف وسميت رصيف 1981 لان كثيرا من الأقلام أصبحت على الرصيف كانت جريده أشبه بالنشره متواضعه لضعف الإمكانيات لدى أولئك المثقفين الدين كانوا يحلمون بثقافه ثوريه لا تزلف فيها ولا مواربه بعيدة عن عين الرقيب، إستمرت التجربه حتى إجتياح عام 1982، فأصبحت جريدة الرصيف مادة المقاتلين في المواقع لأنها كانت تحاكي الضمير الإنساني للثوره الحلم المتبقي لهده الأمه.
حمل الشاعر الشهيد جرديته وبندقيته وقلمه الدي كان يكتب بالدم لفلسطين، لم يأبه للقصف والغارات على المواقع، فقد عاهد الوطن مند غربته الأولى أن لا يساوم فيقول في إحدى قصائده من ديوانه عواء الذئب.
"إني اخترتك يا وطني حبا وطواعيه
إني اخترتك يا وطني سرا وعلانيه
إني اخترتك يا وطني ..... فليتنكر لي زمني
ما دمت ستذكرني
يا وطني الرائع..... يا وطني"
الإنسان الطيب الهادىء المتمرد كان يقاسم أصدقائه كل شيء يتألم لمعاناتهم فالتف حوله المعذبين، الجائعين على موائد اللئام ممن ضيعتهم الظروف في بلدانهم العربيه، فانتقلوا إلى بيروت يحلمون بعالم سعيد، بثوره بعيده عن الرقيب والجلاد، أحبوه فأحبهم وأخلص لهم بل أصبح المدافع عنهم الفارس الأسمر الأشيب لم يترجل كغيره من الفرسان بل بقي قابضا علىالزناد يناجي الجميع بالحفاظ على الثوره وعلى ديمومتها غير أبه بالقصف والحصار والتجويع ولا بأفكار المنافي الضيقه، كانت بيروت عشقه لأنه تمرد على القهر والعدوان والتسلط والنفاق، وإمتشق بندقيته وجريدته التي كان يوزعها بنفسه على المواقع في دلك الصيف الحزين الدي إزدحم بالمفاجئات المؤلمه سقط الشهيد علي فوده مخضبا بدمائه الزكيه في منطقة عين المريسه في السابع من آب عام 1982 أثناء القصف الصهيوني الإجرامي على عاصمة المقاومه بيروت، سيبقى علي فوده في العيون ومحبي الحريه ، وبالقلوب والأجيال يسكن فيها معشعشا في ذاكرتها المشغوفه به حتى تنبت الأرض الفلسطينيه الولاده شاعرا أخر إسمه علي فوده، عشت شامخا ومت كذلك ، هكذا أنت، زمانا ومكانا رغم المسافه بين الديمومه والفناء.
كان لونك فلسطينيا، لون برتقال يافا الحزين، فعلى دربك يحنو المخلصين إلى درجات العلا بالشهاده، فاشمخ بخلودك مع الأبرياء وليخسأ المقامرون بهذا الوطن، رجال كل المراحل من عمان إلى بيروت.......إلى بلاد التيه.
فيكونوا السلطه الوثنيه على أرض الأنبياء........ إنهم المستسلمون رجال المراحل الوهميه، يقضمون أرجلهم بأسنانهم كي تتناسب وأحذيتهم اللماعه..........
ليظلوا موتورين أبديا.... حفاة عراة بلا أقدام ولا أحذيه ولا ثياب مهما لمعهم سيد البيت الأبيض والموساد.
الديمومه للثوره...... للمقاومه....... للشهداء والأسرى، للشعب كل الشعب الفلسطيني، لكل المدن والقرى، للشهيد الشاعر علي فوده ورفاقه ولكل الأحرار في كل مكان ...... حتى تتحرر فلسطين ...... نعم كل فلسطين.
أتوجه بالشكر من كل أعماق نفسي للمؤسسه الوطنيه للدراسات والنشر ، إدارة الفنون مؤسسة خالد شومان التي جمعت الأعمال الكامله للشاعر الشهيد علي فوده وللكاتب الرفيق والصديق رشاد أبو شاور والدكتور محمد عبيد الله وكل من ساهم في إنجاز العمل.
بقلم : سعيد صبح | |
|
nuha الاداره
تاريخ التسجيل : 30/04/2009 عدد المساهمات : 10172 الجنس : العمر : 61 الموقع : Jordan العمل/الترفيه : ربه بيت نقاط : 86468 وسام المشرف المميز أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: الشاعر الفارس الشهيد علي فوده بقلم سعيد صبح 28/04/10, 06:36 pm | |
| اخي الغالي رحم الله الشهيد علي فوده واسكنه فسيح جنانه وكم قال الكاتب عاش شامخا وسيبقى كذلك في عيون كل محبي الحريه مع خالص حبي وتقديري لشخصك الكريم
| |
|
عبد الله حميد عناني مبدع
تاريخ التسجيل : 24/04/2009 عدد المساهمات : 180 الجنس : العمر : 43 الموقع : عمان العمل/الترفيه : موظف بشركة نقاط : 57170
| موضوع: رد: الشاعر الفارس الشهيد علي فوده بقلم سعيد صبح 30/04/10, 10:10 pm | |
| الاخت الغاليه نهى
لو اجتمع كل مفكري وكتاب وشعراء العالم قاطبه على ان يعبروا ويصفوا الماسي واللئلام التي حلت بالشعب الفلسطيني لم يعطوها حقها وانني اعتقد جازما انه لا توجد امه او شعب في العالم تعرض كما تعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر واضطهاد وتشريد وتنكيل من القاصي والداني ومن القريب والبعيد | |
|
fulla عناني أمير
تاريخ التسجيل : 09/05/2009 عدد المساهمات : 2547 الجنس : العمر : 29 الموقع : Not far away from my home land العمل/الترفيه : anything fun المزاج : always CoOoOoL نقاط : 60424 أحترام قوانين المنتدى :
| |
ألم فلسطين مشرف المنتديات العامة
تاريخ التسجيل : 20/10/2009 عدد المساهمات : 5324 الجنس : العمر : 54 الموقع : فلسطين العمل/الترفيه : مؤسسه اهليه المزاج : الحمد لله دائما نقاط : 62672 وسام العضو المميز على لوحة الشرف أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: الشاعر الفارس الشهيد علي فوده بقلم سعيد صبح 17/09/10, 01:53 pm | |
| " إني اخترتك يا وطني حبا وطواعيه
إني اخترتك يا وطني سرا وعلانيه
إني اخترتك يا وطني ..... فليتنكر لي زمني
ما دمت ستذكرني
يا وطني الرائع..... يا وطني" حتى لو رحل عنا العظماء ..فنهم يتركون خلفهم ذكرى خالده ولن ترحل رحم الله شهيدنا الشاعر علي فوده واسكنه فسيح جناته مشكور اخي على الموضوع والمعلومات الرائعه تحياتي لك | |
|
عبد الله حميد عناني مبدع
تاريخ التسجيل : 24/04/2009 عدد المساهمات : 180 الجنس : العمر : 43 الموقع : عمان العمل/الترفيه : موظف بشركة نقاط : 57170
| موضوع: رد: الشاعر الفارس الشهيد علي فوده بقلم سعيد صبح 29/09/10, 09:12 pm | |
| الاخت الم فلسطين شكرا جزيلا على مرورك
| |
|
عبد الله حميد عناني مبدع
تاريخ التسجيل : 24/04/2009 عدد المساهمات : 180 الجنس : العمر : 43 الموقع : عمان العمل/الترفيه : موظف بشركة نقاط : 57170
| موضوع: رد: الشاعر الفارس الشهيد علي فوده بقلم سعيد صبح 30/11/10, 11:54 pm | |
| الاموره فله شكرا خالو على مرورك | |
|