* لقد أنعم الله على البشرية بالإسلام و أرسل رسوله محمد صلى الله عليه و سلم هاديا ً و معلما ً ، فكان الإسلام هو الدين الوحيد الذي جمع بين الدنيا و الآخرة . و لدق اهتم الإسلام بالروح و الجسد معا ً ن و لم بفضل واحدا ً على الآخر ، فجاء العلاج متكاملا ً و شافيا ً و بذلك يعيش المسلم في حياة قوامها التوازن بين روحه و جسده ، و لا يتسع المجال هنا لحصر الأمثلة على ذلك و لكننا سنتناول جانبا ً عني به الإسلام أكثر مما عني به ألا و هو طب الفم ، و لا أدل على ذلك من أن نستعرض الأحاديث النبوية الشريف التي و ردت في هذا المجال . و قبل ذلك سوف نذكر نبذة بسيطة عن بعض المعرف الحديثة التي وصل إليها طب الأسنان ، ثم نطابق بين هذه النظريات الحديث و ما ورد في الأحاديث النبوية . فالفم هو المدخل الرئيسي لأعضاء الجسم الداخلية ، و يمكن إدراك المخاطر التي بمكن أن تصيب هذه الأجهزة سواء الجهاز التنفسي العلوي أو الرئتان أو الجهاز الهضمي إذا ما أصيب الفم ، و علاوة على ذلك فأن الجهاز العصبي المتصل بالأسنان و بمنطقة الوجه يمثل خطورة كبيرة على الإنسان ، إذ هو أقرب المناطق إلى الجهاز العصبي المركزي الرئيسي ( المخ ) لذا كانت آلامه لا تحتمل . و من هنا يتضح الأهمية العظمى لاهتمام الرسول فتنظيف الفم و العناية به . تسبح الأسنان دوما ً في العاب و تكسو كل سن سليمة طبقة رقيقة من هذا اللعاب و تلتصق بها فإذا ما اتسخت هذه اللعابية فإن الأسنان يعلوها الكلس و الأوساخ التي تضم بين جنباتها الجراثيم . و لقد وجد أنه حتى بعد تلميع الأسنان تتكون هذه الغلالة في أقل من ساعة ، و لا يزداد سمكها عن مكرون واحد ، و حالما تتكون هذه الغلالة تبدأ الجراثيم المتواجدة بالفم كقاطنين طبيعيين ، تبدأ في الالتصاق عليها . فإذا لم يتم إزالة هذه المادة الرخوة باستمرار لمدة 24 ساعة فيتضح بمجرد النظر بالأسنان ، تواجد رواسب رخوة عند اتصال اللثة بأعناق الأسنان ، و لقد أثبت العلماء في تجاربهم على الحيوانات أن ترسب هذه المادة الرخوة لا يتأثر إطلاقا ً بمرور الطعام في أفواه الحيوانات التي تتغذى بطريقة الأنابيب المعدية ، و بذا ثبت أن مضغ الطعام لمواد الليفية لا يمنع تكون هذه الرواسب الرخوة و لم يتمكن العلماء حتى الآن من معرفة كيفية التصاق هذه الرواسب الجرثومية على أسطح الأسنان ، و لكنه ثبت أن هذه الإلتصاقات تزداد داخل أفواه الأشخاص غير القادرين على تنظيف أسنانهم باستمرار ، و سرعان ما تبدأ الجراثيم الفمية بتكوين مستعمراتها الاستيطانية ، و حينئذ يبدأ نهجها الإحتلالي على الأسنان . و تسمى الجراثيم الملتصقة على أسطح الأسنان ( اللويحة السنية ) و قد اعتبرها علماء العصر الحالي و القديم إنها العامل الأساسي في نخر الأسنان و أمراض اللثة التي تصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان . و لقد أثبتت البحوث الحديثة أن الجراثيم المستوطنة في اللويحة السنية تغير شكلها و كميتها على الدوام ، و كذلك طرق التصاقها بأسطح الأسنان و بذلك يزداد عتوها و يتمركز تأثيرها على كل الأنسجة الرخوة ( اللثة ) و الصلبة ( الأسنان ) . و قد يقل معدل تكوين هذه الالتصاقات بتأثير و قوام المواد الغذائية المتناولة و كذلك التركيب الكيميائي و الفيزيائي للعاب الإنسان ، و لقد تمكن العلماء من معرفة السبب في ذلك عندما طلبوا من بعض المرضى بأمراض اللثة الامتناع عن استعمال الفرشاة لمدة 3 أسابيع و هكذا و صلوا للاستنتاج أن السبب المباشر للالتهابات اللثة و نخر الأسنان هي اللويحة الجرثوية حيث ثبتت العلاقة بين تواجد الجراثيم و أمراض الفم و الأسنان . أما من حيث علاقة المواد الغذائية و تكون اللويحة الجرثويمة ، فلقد أثبتت الأبحاث أن المواد السكرية تساهم في تكوين هذه الطبقة و ذلك لأن الجراثيم تتغذى عليها ، كما إنها تساعد على سرعة و قوة التصاق الجراثيم لسطح الأسنان . و تتحكم الظروف المحيطة الللويحة السنية و ما تحتويه من جراثيم في قوة تأثير هذه الترسبات على الأنسجة المجاورة ، فمثلا ً نسبة الحموضة بتركيز السكر في اللعاب و كذلك الأحماض الأمينية والفيتامينات . كما تقوم المواد السامة التي تفرزها هذه الجراثيم بتنظيم ديناميكية الأنزيمات المطلوبة في عملية التمثيل و النمو الجرثومي للويحة ، و هنا يجب أن نذكر أن هذه المعدلات يعتمد بعضها على البعض حتى إنه إذا ما أصيب أحدها بالخلل أصيبت باقي المعدلات بالخلل أيضا ً . و يراعى أنه كلما ازداد سمك اللويحة السنية ازداد تمثيلها الغذائي ، أي ازدادت مقاومتها عند إزاحتها باستعمال أي آلة لإزالتها كالفرشاة مثلا ً . و إذا ما أردنا تطبيق هذه المعلومات لما أوصى به الرسول من وجوب اهتمام الإنسان بنظافة الفم حين قال : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب )] رواه البخاري تعليقا ً و ابن حبان و ابن خزيمة و اسناده صحيح [ و في الصحيحين أن رسول الله قال : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ) و في رواية ( عند كل وضوء ) . ليتضح من ذلك أن مستعمل السواك في أحسن حال ، و ذلك من جهة تكرار إزالة اللويحة بتكرار استعمال السواك باليوم . و مما سبق تتضح النظرة العلمية لرسول الله فلقد ثبت فعلا ً تراكم الجراثيم مباشرة ً بعد الانتهاء من تنظيف الأسنان ، الأمر الذي جعل الرسول يوصي بإزالة هذه الترسبات التي لا تزوال إلا بالحك الآلي فقال صلى الله عليه و سلم : ( أمرت بالسواك حتى خشيت أن أدرد ) أي يذهب أسناني من الدرد و هو سقوط الأسنان ] البزار عن أنس . صحيح [ . و قال صلى الله عليه و سلم : ( أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي ) ] أحمد عن وائلة . حسن [ . و قال صلى الله عليه و سلم : ( أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني ) ] الطبراني عن ابن عباس . صحيح [ فكلما ركد اللعاب كما ذكرنا من قبل ازدادت ترسبات اللويحة السنية التي تشجع استيطان الجراثيم ، و لقد اتخذ سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم عادة إزالة هذه الالتصاقات من على الأسنان حتى أثناء الليل حيث ورد في الصحيحين : ( أن النبي كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك ) . بل كان صلى الله عليه و سلم إذا دخل بيته بدأ أيضا ً بالسواك ، روى مسلم في صحيحه ن عن شريح قال : سألت عائشه قلت بأي شيء يبدأ النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل بيته ؟ قالت : بالسواك . و لقد أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالاستعمال السواك في حقبة من الزمن لم تكن تعرف فيه المعارف الطبية ، و لا شك إذا ً أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان أول من أمر بالعناية بنظافة الفم و حفظ صحة الأسنان عند المسلمين . قال الإمام النووي : قال أهل اللغـة : السواك بكسر السين وهو مشتق من ساك الشيء أي دلكة ، ويطلق السواك على الفعل وهو الاستياك، وعلى الآلة التي يستاك بها . وهو في اصطلاح الفقهاء:استعمال عود أو نحوه في الأسنان لإذهاب التغير ونحوه .
السواك
* التركيب الكيميائي إن المسواك يعتبر الفرشاة المثالية المزودة بمواد مطهرة ومنظفة تفوق ما في المعاجين من حيث الكمية والنوعية . فالمسواك منظف آلي يقوم مقام الفرشاة والمعجون والخيط السني حيث ينظف الأسنان ، ويزيل الفضلات التي بين الأسنان لإحتوائه على :
1_ألياف سيليولوزية طبيعية غزيرة لا تنكسر تحت الضغط،بل إنها لينة متينة تتخذ الشكل المناسب لتدخل بين الأسنان وفي الشقوق ، فتزيل منها الفضلات دون أن تؤذي اللثة ، و بذلك يتمكن المسواك من تنظيف كل جزء بالسن . (المسواك يغلف من الخارج بطبقة فلينية تليها طبقة قشرية ثم تأتي بعد ذلك الألياف) وحين استخدامنا للسواك يجب علينا ترطيبه باللعاب لأن الغرض من ذلك عدم جرح اللثة وفي نفس الوقت تنحل المادة المضادة للجراثيم والقاتلة لها والتي لها آثارمثل التي للبنسلين والدليل على ذلك ، الحديث الذي ورد عند موت النبي والذي يدل على اهتمامه بالسواك وبأن يلقى اللـه وهو طيب الرائحة ، حينما دخل عليه عبدالرحمن أخو عائشة فنظر إليه الرسول وكانت عنده عائشة ،فأدركت الصديقة غرضة فأخذت السواك وقضمته ـ أي الجزء المستعمل ـ ثم مضغت الجزء الجديد لتلينه ثم ناولته للرسول علية الصلاة والسلام .
2_ مواد مطهرة مثل العفص السنجرين وبيكربونات الصوديوم
I. العفص:( ( tannic acidمادة مضادة للتعفن ،قاتلة للجراثيم ، ومطهر قوي يمنع نزيف الدم ويشفي جروح اللثة ويساعد في حالات التهاب اللثة . وفي بحث اجراه كل من د.عيد و د.سليم عام 1990م جاء فيه أن استخدام السواك يقلل من الإصابة بالتهابات اللثة والتهاب محيط السن والجيوب الصديدية .
II.السنجرين (sinnigirin) وهي مادة مطهرة تساعد على الفتك بالجراثيم .
III.بيكربونات الصوديوم وهي تقي من العضويات الصغيرة المجهرية ، وهذه المادة تستعمل في المعاجين من قبل مجمع معالجة الأسنان التابع لجمعية طب الأسنان الأمريكية .
3_يحتوي على مادة الكلور (يزيل البقع ) ومادة السليكا ( تبيض الأسنان وتلمعها .
4_ مواد قلوية وهي مواد تساعد على منع النسوس وبالتالي تحمي الأسنان .
5_عنصر الكبريت ويكون بنسبة 4.73% وهو يساعد على وقف نمو البكتيريا.
6_ النشاوالصموغ : تساعد على جعل قوام اللعاب لزجاً ، فيساعد على التنظيف ، وتوزيع المواد الفعالة لأنها تشكل عاملاً للربط ، فتحمل هذه المواد وتوزعها على جميع أسطح الأسنان . بالاضافة إلى أن النشا والصموغ تعمل على حماية الأسنان من التسوس.
7_يحتوي على فيتامين جـ ومادة السيستوستيرول وهاتان المادتان تساعدان على تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة .
8_يحتوي على مادة الجلوكوتر وباولين: وهي مادة عضوية مركبة فيها مادة الكبريت ومادة السينانيد وحلقة بنزين ــ وهي سبب اللذعة النفاذة في جذور الآراك ، كما أنها مادة قاتلة للميكروبات الضارة الموجودة بالفم .
9 أملاح معدنية مثل كلوريد الصوديوم وكلوريد البوتاسيوم واكسالات الجير وهي مواد لها فعاليتها في التنظيف . 10_ مواد عطرية وزيتية تكسب الفم رائحة زكية عطرة .
و لقد أجريت أبحاث على 80 شخصا ً و قسموا إلى أربع مجموعات بحيث استعمل كل 20 ( السواك ، و السواك المسحوق ، و مسحوق أسنان تجاري ، و مادة النشاء ) و كان الغرض من البحث هو إيجاد أجوبة على الأسئلة التالية :
2- هل يحل السواك كما هو محل فرشاة الأسنان و معجون الأسنان بالرغم من كونه آلة مستقيمة لا يمكن استعمالها في أماكن معينة من الفم مثل الأسطح اللسانية للأسنان ؟
3- عند سحق السواك إلى مسحوق ناعم و استعماله مع فرشاة الأسنان هل يمكن بهما إزالة اللويحة السنية كما يفعل المعجون التجاري و الفرشاة ؟
4- كم تبلغ درجة كفاءة المسواك أو المسواك المسحوق كمنظفين للأسنان إذا ما قورنت هذه الكفاءة بكفاءة المساحيق المصنعة سواء ً الناعم منها أو الخشن ؟
5- ما هي مكونات المسواك الطبيعية التي يمكن استعمالها بعد استخلاصها كيميائيا ً بالتوالي لتقرير صلاحية أي من هذه المكونات في نظافة الأسنان ؟
و لقد اثبت البحث السريري العديد من النقاط أهمها :
1- أن تعاليم الإسلام و توجيهات رسول الله صلى الله عليه و سلم تماثل تماما ً ما ترنو إليه مهمة طب الأسنان الحديثة ، ألا و هو ضرورة إزالة اللويحة الجرثومة و هي بكر قبل نضوجها و ازدياد عتوها على الأنسجة الرخوة و الصلبة .
2- عملية استمرار السواك قبل الصلاة و بصورة مكررة كما ورد في تعاليم الرسول صلى الله عليه و سلم في هذا المجال تؤدي إلى درجة عالية من نظافة الفم .
3- احتواء المسواك على المواد طبيعية أعطى المسلم الذي داوم على استعمال المسواك منذ الصغر نعومة للأسنان ، و باحتوائه على مادة السيليكا ، أعطاها صلابة فيها و في مينائها و باحتوائه على مادة الفلورين قوة في لثته ، و لاحتوائه على التانين و فيتامين ج تقوية للأوعية الدموية اللثوية ، و احتمال وجود مادة مطهرة للفم خاصة ( كبريت ).
4- أظهر البحث أن نظافة فم مستعملي السواك المسحوق قد وصلت إلى درجة عالية من النظافة و غياب الالتهابات و ذلك بالمقارنة مع المسحوق التجاري و النشاء االمستعملين في مجموعتين أخريين .
5- تحسن التهابات اللثة التي سجلت قبل بدأ البحث في المجموعتين اللتين استعملتا السواك و السواك المسحوق عن المجموعتين اللتين استعملتا المسحوق التجاري و النشاء .
6- و استخلص البحث ضرورة تطبيق استعمال السواك إذا ما ابتدأت البلدان الإسلامية في إجراء بحوث وقائية لسلامة الفم و الأسنان خصوصا ً و أن المسواك متواجد بكثرة في هذه البلدان و رخيص الثمن و كفانا أن المسلم قد تبنى استعماله دوما ً و متكررا ً كجزء من تعاليم الدين الحنيف .
و هكذا يتضح مما سبق أن للسواك فوائد صحية للفم تفوق ما استحدث من أدوات و أدوية تستعمل في نظافة الفم و أن أول من أفاد باستعماله هو نبينا محمد صلى الله عليه و سلم الذي عاش في القرن السابع الميلادي بعقلية الحادي و العشرين الميلادي و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم القائل عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم مرضاة للرب .
مميزات ألياف السواك
1. ألياف السواك قوية ولينة ومتينة سيليولوزية ، غير قاسية ، ولاتؤذي اللثة .
2. ألياف السواك تحتوي علىمواد كيميائية ذات فائدة عظيمة للأسنان تفوق جميع المنظفات السنية.
3. ألياف السواك دقيقة ورقيقة وطبيعية ، تعمل كمساج للثة ، فتنشط الدورة الدموية .
4. إن بتر الجزء المستعمل باستمرار يقلل من فرصة تلوث السواك وتعرضة للغبار .
5. إن الألياف الغير ظاهرة بالسواك غير قابلة للتلوث لوجود المواد المذكورة سابقاً .
6. الألياف الغير مستعملة مغطاة بطبقة فلينية وتحتها طبقة قشرية ، وهاتان الطبقتان مع الموادالمطهرة الموجودة بألياف السواك تحميها من التلوث .
يجب علينا عند استخدام السواك أن نقطع رأسه يومياً وذلك لأن :
1_المواد التي بالسواك في الجزء المستعمل تكون قد انتهت بالاستعمال .
2_إن الجزء المستعمل يتعرض للغبار وربما يتلوث وخصوصاً بعد انتهاء المواد التي كانت قد استعملت قبلاً ، فبإزالة الجزء المستعمل يزول أي احتمال للتلوث من الجراثيم والغبار.
ملاحظات هامة
1. إن استعمال السواك أيسر واسهل وأرخص من استعمال غيره ، فهو لا يحتاج إلى معجون إذ به جميع المواد المطلوبة لتنظيف الأسنان ،فهذه المواد جزء من تركيب السواك.
2. السواك مع طول الاستعمال يصبح عادة ، فيكون سبباً في الإقلاع عن كثير من العادات السيئة مثل التدخين و مص الاصبع .
3. إن وقت مفعول أي معجون لا يزيد عن عشرين دقيقة ،حيث يرجع مستوى الجراثيم إلى حالته الأولى ،ولكن بعد استعمال السواك فإن مستوى الجراثيم يأخذ وقتاً أطول حتى يعود إلى مستواه الاول.
4. يجب تنظيف اللسان بالسواك بعد الانتهاء من تنظيف الأسنان والدليل مارواه أبو موسى الأشعري رضي اللـه عنه قال(دخلت على النبي وطرف السواك على أسنانه )وفي رواية أبي داود فرأيته يستاك على لسانه .
5. يكفي أن أهم فضيلة للسواك أن فيه ارضاء للرحمن(السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) فعلينا جميعــاً إحيــــاء هذة الســــنـة .
إعجاز السنة النبوية في السواك
* و قد أوردت مجلة المجلة الألمانية الشرقية في عددها الرابع ( 1961) (4) مقالاً للعالم رودات ـ مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك ـ يقول فيه : قرأت عن السِّواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحّالة زار بلادهم ، و قد عرض للأمر بشكل ساخر ، اتخذه دليلاً على تأخر هؤلاء القوم الذين ينظفون أسنانهم بقطعة من الخشب في القرن العشرين . و فكرت ! لماذا لا يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقيقة علمية ؟ و جاءت الفرصة سانحة عندما أحضر زميل لي من العاملين في حقل الجراثيم في السودان عدداً من تلك الأعواد الخشبية . و فوراً بدأت أبحاثي عليها ، فسحقتها و بللتها ، ووضعت المسحوق المبلل على مزارع الجراثيم ، فظهرت على المزارع آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين .... و إذا كان الناس قد استعملوا فرشاة الأسنان من مائتي عام فلقد استخدم المسلمون السواك منذ أكثر من 14 قرناً و لعل إلقاء نظرة على التركيب الكيمائي لمسواك الأراك يجعلنا ندرك أسباب الاختيار النبوي الكريم ، و الذي هو في أصله ،وحي يوحى : و تؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة أن المسواك المخضر من عود الأراك يحتوي على العفص بنسبة كبيرة و هي مادة مضادة للعفونة ، مطهرة قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة و تقويتها ، كما تؤكد وجود مادة خردلية هي السنجرين Sinnigrin ذات رائحة حادة و طعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم . و أكد الفحص المجهري لمقاطع المسواك وجود بلورات السيليكا و حماضات الكلس و التي تفيد في تنظيف الأسنان كمادة تزلق الأوساخ و القلح عن الأسنان .و أكد د. طارق الخوري وجود الكلورايد مع السيليكا و هي مواد تزيد بياض الأسنان ، و على وجود مادة صمغية تغطي الميناء و تحمي الأسنان من التسوس ، إن وجود الفيتامين ج و ثري ميتيل أمين يعمل على التئام جروح اللثة و على نموها السليم ، كما تبين وجود مادة كبريتية تمنع التسوس. الاستياك و نظافة الفم و أثرها على الصحة العامة إن الفم بحكم موقعة كمدخل للطعام و الشراب و اتصاله بالعالم الخارجي يصبح مضيفه لكثير من الجراثيم و التي نسميها الزمرة الجرثومية و منها : المكورات العنقودية و العقدية و الرئوية و العصيات اللبنية و العصيات الخناقة الكاذبة ن و الملتويات الفوهية و غيرها . هذه الجراثيم تكون بحالة عاطلة عند الشخص السليم و متعايشة معه ، لكنها تنقلب ممرضة مؤذيه إذا بقيت ضمن الفم و بين الأسنان ، فهناك فضلات الطعام والشراب . و معنى ذلك أن هذه الجراثيم تعمل على تفسخها و تخمرها ، و تنشئ منها روائح كريهة و هذه المواد تؤذي الأسنان ، كذلك تحدث فيها النخور أو تتراكم الأملاح حول الأسنان محدثة فيها القلح أو التهاب اللثة و تقيحها . كما يمكن لهذه الجراثيم أن تنتقل بعيدا ً في أرجاء البدن محدثة ً التهابات مختلفة كالتهاب المعدة أو الجيوب أو القصبات ، و قد تحدث خراجات في مناطق مختلفة من الجسم ، و قد تؤدي إلى انسمام الدم أو تجرثمة و ما ينجم عن ذلك من أمراض حمنية عامة و أهم ما يجب العناية به الفم و الأسنان . فللأسنان وظائفها الهامة و لأمراضها أثر كبير على الصحة العامة هنا يأتي دور السواك ، الذي له أهميتة القصوى في تخفيف البلاء الناجم عنها ، فالعاب الراكد يحتوي على أملاح بصورة مركزة فإذا وجد سطحا ً بعيدا ً عن حركات التنظيف الطبيعية كحركة اللسان أو اصطناعية كالسواك فإن هذه الأملاح تترسب و خاصة في الشق اللثوي شيئا ً فشيئا ً مكونة ً ما يسمى باللويحات السنية و عندئذ ٍ تفعل الجراثيم فعلها حيث تتفاعل مع بقايا الطعام و خاصة ً السكرية الموجودة في الفم مكونة ً أحماضا ً عضوية تقوم بإذابة الميناء ثم العاج و يتسع النخر مع استمرار إهمال نظافة الفم .