وسيم ربيع عناني أمير
تاريخ التسجيل : 20/04/2009 عدد المساهمات : 1187 الجنس : العمر : 39 الموقع : فلسطين-القدس العمل/الترفيه : معلم المزاج : لله الحمد نقاط : 58349 وسام العضو المميز على لوحة الشرف
| موضوع: مكانة القدس الثقافية زمن المماليك 26/07/10, 08:22 pm | |
| تَغْلبُ على الفترة التاريخية الواقعة بين سنتي 400-922 هـ تسمية تصفها بعصور الانحطاط الفكري ، ومن المؤسف أنّ هذه المقولة قد سيطرتْ على عقول الكثيرين ، إلاّ أن الباحث عن الحقيقة لن يجدَ صعوبة في دحض هذا الوصف وإبطاله ، وذلك بالاستناد الى بعض الدلائل المنطقية . لقد وصف المستشرق جيب هذه العصور بأنها عصور فضية ، لأنها شهدت ازدهاراً فكرياً ، تدلُ عليه : كثرةُ المدارس والمساجد التي كانت تقوم بوظيفة المدرسة ، وكثرة المكتبات وانتشارها في حواضر مصر والشام ، وكثرة الزوايا والخوانق والربط ودور القرآن الكريم ، وكثرة البيمارستانات التي كانت تضطلع بمهمة التعليم إلى جانب دَوْرها في العلاج . لقد حرص الخلفاء والسلاطين في العصرين الأيوبي والمملوكي على بناء المدارس في حواضر مصر والشام ومن اهم السلاطين الذين كان لهم اسهام كبير في البناء بيبرس وخليل بن قلاوون وغيرهم ، دعماً للحركة العلمية والفكرية ، ولتهيئة النفوس للجهاد ، ولمقاومة العقائد الإسماعيلية ، ولم يقتصر بناء المدارس على الحكام والسلاطين ، وإنما ساهم في بنائها الأغنياء والمعلمون والسيدات . وقد تنوعت هيئات التدريس في كل مدرسة بين الشيخ والمدرس والمعيد ، ونالتْ هذه الهيئاتُ مكانة مرموقةً ، وكان يتمُ تعيينُ المدرس في كثير من الأحيان بمرسوم سلطاني ، كما تمتعت هذه المدارس بدور اجتماعي وسياسي واقتصادي ، إلى جانب دَوْرها الفكري ، وكان طلاب العلم يحصلون على الإجازة العلمية أو الشهادة ، وقد صُنفتْ تلك الشهادات والإجازات الى صنفين : أحدهما إجازة من مُعَيَّن إلى مُعَيَّن ، وهي مشهورة وشائعة ، وغالباً ما تكون في كتاب أوفي موضوع مُعيَّن ، وتتعلق موضوعاتها بالإفتاء والتدريس ، ورواية الحديث والقراءة . وثانيهما إجازة من مُعيَّن إلى غيرمعيّن ، وهي قليلة ، كأن تكون من مدرس أو شيخ إلى فلان من الناس ، أو إلى من لم تره عَيْني . وكان أسلوب الإجازات العلمية يشتمل على المقدمة ، كالتحميد والصلاة على النبي الكريم ، ثم العرض وهو الإشادة بالعلم والعلماء ، ثم الخاتمة ويوقعها أربعةٌ من الشهود ، وقد عُرفَ من أشهر المجيزين في مدارس بيت المقدس كل من : جمال الدين بن جمّاعة ، وشمس الدين الجزري ، وابن حجر العسقلاني وغيرهم ، أما عدد المدارس في بيت المقدس إبان العصرين الأيوبي والمملوكي فقد قارَبَ السبعين مَدْرسةً ، أهمها: المدرسة الدواداريّة :
أنشأها الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله بن عبد الباري الدوادار سنة 695هـ في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب ، ووقف عليها أوقافاً كثيرة ، منها : قرية ( بير نبالا) من أعمال القدس ، ووقفَ عليها فُرْناً وطاحونةً ومصْبَنةً وستة حوانيت ووراقة في مدينة نابلس ، وأربع طواحين في بيسان ، ويظهر ذلك في الكتابة المنقوشة على بابها . وتقع هذه المدرسة في باب (شرف الأنبياء) شمال الحرم ، وسُمي باب المسجد بها ، فقيل بابُ الدواداريّة ، ومن مهماتها تبليغُ الرسائل عن السلطان ، وإبلاغ عامة الأمور، وتقديم البريد ، ويتّضحُ من هذا أنّ الدوادارية وظيفة تُطلقُ على مَنْ يقومُ بهذه الأعمال ، واعتمدتْ هذه المدرسة في تدريسها المذهب الشافعي ، ومن أشهر المدرسين فيها : شريف الدين الحوراني ، والقاضي برهان الدين بن جماعة الكناني . ولا تزال هذه المدرسة قائمة ، وتشغلها المدرسة البَكرية الابتدائية للبنين . المدرسة السُلامية :
وتُنسب إلى واقفها الخواجا مجد الدين أبي الفداء إسماعيل السُلامي ، ومُوْقعها في باب (شرف الأنبياء)، تجاه المدرسة المعظمية ، بجوار الدوادارية من الشمال ، وكانت كلمة (خواجا) تُطلقُ على المعلم والسيد والتاجر في العصر المملوكي . ومن أبرز شيوخها : ابن خليفة المغربي ، وابنه محمد المغربي الأصل ، المقدسي المولد ، كان حافظاً للقرآن الكريم ومختصاً بالفقه المالكي ، وتَبَوأ مكانة مرموقة في بيت المقدس ، وتولى مشيخة المغاربة ، وتوقيت المسجد الأقصى ، توفي سنة 889 هـ ، ومنهم أيضا كمال الدين المغربي ، وهو أبو البركات شمس الدين محمد بن عبد الرحمن ، حفظ القرآن الكريم ، ودَرّسَ النحو ، وتوَلّى الإمامة في جامع المغاربة ، واستمرت هذه المدرسة في أداء دورها في الحركة الفكرية حتى نهاية العصر المملوكي ، وهي الآن مَسكن لجماعة مِن آل جارالله . المدرسة الجاولية :
تُنسَبُ إلى واقفها الأمير علم الدين بن عبد الله الجاولي ، أسسها في زمن الملك الناصر محمد بن قلاوون ، موقعها في الجهة الشمالية من الحرم قرب درج الغوانمة ، درّ ستْ الفقه الشافعي والحديث ، وفي العهد العثماني صارت داراً للحكومة ، وفي العهد البريطاني صارت داراً للشرطة ، وتشغَلُ بناءَها هذه الأيام المدرسة العمرية للبنين .
وسيم ربيع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ التوقيــــــــــــــــــــــــــع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عدل سابقا من قبل جيفارا المقدسي في 05/08/10, 11:20 pm عدل 1 مرات | |
|
شمس إيل مشــرف
تاريخ التسجيل : 10/03/2010 عدد المساهمات : 362 الجنس : العمر : 48 الموقع : عمان العمل/الترفيه : ادارية \ كاتبة قصة المزاج : طالع نازل نقاط : 54241 العضو المميز على لوحة الشرف أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: مكانة القدس الثقافية زمن المماليك 26/07/10, 10:08 pm | |
| مشكور على المقالة التوثيقية القدس بحاجة منا للتوثيق للحفاظ على تراثنا الثقافي قبل ان تخفيه ايد اثمة مشكور | |
|
وسيم ربيع عناني أمير
تاريخ التسجيل : 20/04/2009 عدد المساهمات : 1187 الجنس : العمر : 39 الموقع : فلسطين-القدس العمل/الترفيه : معلم المزاج : لله الحمد نقاط : 58349 وسام العضو المميز على لوحة الشرف
| موضوع: رد: مكانة القدس الثقافية زمن المماليك 05/08/10, 11:21 pm | |
| شكراا على المرور والاهتمام ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ التوقيــــــــــــــــــــــــــع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
titanic_fares عناني أمير
تاريخ التسجيل : 23/12/2008 عدد المساهمات : 1008 الجنس : العمر : 41 الموقع : بيت عنان / وسط البلد العمل/الترفيه : عمل حر المزاج : جيد جيدا نقاط : 60502 وسام المشرف المميز أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: مكانة القدس الثقافية زمن المماليك 17/08/10, 02:10 pm | |
| الموضوع رائع اكيد لأنه يتكلم عن مكانة القدس تسلم الأيادي وبارك الله فيك ولكن السؤال هل كثرة هذه المدارس تدل بالضرورة على الاهتمام الزائد بالتعليم ؟؟؟ | |
|
وسيم ربيع عناني أمير
تاريخ التسجيل : 20/04/2009 عدد المساهمات : 1187 الجنس : العمر : 39 الموقع : فلسطين-القدس العمل/الترفيه : معلم المزاج : لله الحمد نقاط : 58349 وسام العضو المميز على لوحة الشرف
| موضوع: رد: مكانة القدس الثقافية زمن المماليك 17/09/10, 01:53 pm | |
| ولكن السؤال هل كثرة هذه المدارس تدل بالضرورة على الاهتمام الزائد بالتعليم ؟؟؟ طبعا هذه خرجت الاف العلماء من مختلف الاجناس وليس من فلسطين فقط وتلك المدارس لم تكن ابنية فارغة بل كانت تعج بطالبي العلم واقرء الموضوع جيدا يا فارس تعرف ان تلك المدارس كانت رائدة في كافة العلوم شكراااا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ التوقيــــــــــــــــــــــــــع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
د.جاسر علي المشرف العام
تاريخ التسجيل : 08/03/2009 عدد المساهمات : 1582 الجنس : العمر : 70 الموقع : عمان/ الاردن العمل/الترفيه : دكتور / استاذ جامعي نقاط : 59859 وسام المشرف المميز على لوحة الشرف أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: مكانة القدس الثقافية زمن المماليك 18/09/10, 03:38 pm | |
| لا شك ان الممالبك اكثر من اثرى الجانب الثقافي عبر مسيرة هذه المدينة الخالدة وخصوصا فن المعمار والمدارس التي ما زالت شواهدها ظاهرة حتى يومنا هذا وتشكل هوية المدينة الاسلامية اضافة للمسجد الاقصى وما تركته مختلف العصور الاسلامية مشكور استاذ وسيم لابرازك هذا الجانب المهم في تاريخ ثقافة المدينة كل الاحترام والتقدير | |
|