كلينتون تعلن انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين
كاتب الموضوع
رسالة
القدس المدير العام
تاريخ التسجيل : 22/12/2008 عدد المساهمات : 11769 الجنس : العمر : 59 الموقع : بيت عنان العمل/الترفيه : مزارع وبائع متجول المزاج : حسب الوضع نقاط : 98173 أحترام قوانين المنتدى :
موضوع: كلينتون تعلن انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين 03/09/10, 05:12 am
واشنطن ـ افتتحت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الخميس في واشنطن أول مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ ما يقرب من عامين، لتستأنف بذلك الجهود الدولية الطويلة الرامية إلى التوصل لتسوية بين الجانبين. واستضافت كلينتون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس بمقر وزارة الخارجية الأمريكية. وفي تصريحاتها لدى افتتاح المفاوضات، أقرت كلينتون بـ"الريبة والتشكك" اللذين يصاحبان المحادثات وحالات الفشل السابقة. وقالت: "غير أنه بالحضور هنا اليوم، فإنكم اتخذتم خطوة مهمة في تحرير شعوبكم من قيود تاريخ لا نستطيع تغييره والتقدم نحو مستقبل سلام وكرامة لا يمكن لأحد تهيئته سواكم". وأكدت كلينتون أن واشنطن ستعمل على إنجاح المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرة إلى أن بلادها لن تفرض أي حل لتسوية الصراع بين الجانبين. كما اشادت كلينتون بالرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي لـ"شجاعتهما والتزامهما".
وقالت كلينتون مخاطبة عباس ونتنياهو ان "وجودكما يشكل خطوة مهمة"، واعدة بان تكون الولايات المتحدة "شريكا فاعلا" في عملية السلام. واضافت "اذا تقدمتم بنية صادقة (...) فاننا سنتمكن من معالجة كل الموضوعات الاساسية في مهلة عام". ثم خاطبت كلينتون "شعوب المنطقة" قائلة "انكم تحملون بين ايديكم مستقبل شعوبكم وعائلاتكم". واذ ابدت تفهمها "لخيبات امل الماضي" اضافت "نحتاج الى دعمكم وصبركم (...) لا يمكننا القيام بذلك من دونكم".
وقد أدلى كل من نتنياهو وعباس بكلمة قبل العودة إلى مكتب كلينتون لإجراء مناقشات يتوقع أن تستمر لما يقرب من ثلاث ساعات. ودعا نتنياهو في كلمته الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية مؤكدا ايضا ان تحقيق السلام في الشرق الاوسط يتطلب "تنازلات مؤلمة" من الجانبين.
وقال نتنياهو في افتتاح اول جلسة من المفاوضات المباشرة منذ 20 عاما "ننتظر منكم الاعتراف باسرائيل كدولة للشعب اليهودي" مضيفا "من الممكن التوفيق بين دولة فلسطينية وامن اسرائيل". وشدد على انها "فرصة فريدة لوضع حد لنزاع قرن" لكن التوصل الى السلام "لن يكون سهلا. السلام الحقيقي والدائم لن يتحقق الا من خلال تنازلات مؤلمة من الجانبين".
واضاف "نتوقع اياما صعبة قبل ان نتوصل الى السلام" شاكرا لعباس ادانته للهجومين الاخيرين اللذين استهدفا مستوطنين يهودا في الضفة الغربية. كما ضرب نتنياهو كمثال ما جاء في التوراة من ان ابني ابراهيم، اسحق، ابا اليهود، واسماعيل، ابا العرب، وحدا جهودهما لدفن والدهما. وقال مختتما "شالوم، سلام، بيس".
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إسرائيل إلى وقف الاستيطان ورفع الحصار عن غزة ووقف كافة أشكال التحريض، مشيراً إلى ان الطريق الآن واضحة وجلية للتوصل إلى صنع السلام وهي طريق الشرعية الدولية.
وقال عباس "إننا ندعو الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ التزاماتها بوقف كافة النشاطات الاستيطانية ورفع الحصار وبشكل كامل عن قطاع غزة ووقف كافة أشكال التحريض".
وأعاد التأكيد على الالتزامات السابقة التي قطعها الفلسطينيون والتي تشمل الأمن ووقف التحريض، مشدداً على ان المفاوضات المباشرة "يجب أن تقود خلال عام إلى اتفاق يصنع السلام العادل، سلام القانون الدولي والشرعية الدولية بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وأضاف ان ما يشجع الفلسطينيين هو أن الطريق أمامهم واضحة وجلية للتوصل إلى صنع السلام وهي طريق الشرعية الدولية "متمثلة في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة واللجنة الرباعية الدولية ومواقف الاتحاد الأوروبي ولجنة المتابعة العربية وهي مواقف تجسد بمجملها بالنسبة لنا الإجماع الدولي على مرجعيات وأسس وأهداف المفاوضات".
ولاحظ ان المفاوضات لا تبدأ من الصفر "لأن جولات التفاوض بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية استكشفت جميع الآفاق وشخصت جميع القضايا". وأوضح ان "المفاوضات سوف تعالج جميع قضايا الوضع الدائم أي القدس والمستوطنات والحدود والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين لكي ننهي الاحتلال الذي تم في العام 1967 للأراضي الفلسطينية ولكي تقوم دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، ولكي نضع نهاية للصراع في الشرق الأوسط وليتحقق الأمن والأمان للشعبين وكافة شعوب المنطقة".
وفي الموضوع الأمني قال عباس "لدينا أجهزة أمنية في بداياتها ومع ذلك تقوم بكل ما هو مطلوب منها، أمس أدنّا العمليات التي حصلت ولم ندنها فقط وإنما تابعنا الفاعلين".
وقال متوجهاً إلى الإسرائيليين بالقول ان "الأمن مسألة حيوية وأساسية لنا ولكم ولا نقبل من احد أن يقوم بأي أعمال من شأنها الإساءة إلى أمنكم والإساءة لأمننا وبالتالي لا نكتفي بالإدانة فقط وإنما نتابع عملنا بصدق واجتهاد فالأمن كما قلت هام وأساسي وحساس".
وقال ان مشاركة الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني كانت هامة وقوية وتعبر عن إيمان الدولتين بالسلام لأنهما إضافة إلى باقي الدول العربية تعتبران أن السلام مصلحة حيوية ليس فقط للفلسطينيين والإسرائيليين بل لكل شعوب المنطقة وأيضا لأمريكا.
وأكد أن منظمة التحرير الفلسطينية تشارك في هذه المفاوضات بنوايا صادقة وجدية مطلقة وبإصرار على إنجاز السلام العادل الذي يضمن الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني والحل العادل لقضية اللاجئين ويدشن عصراً جديداً في المنطقة. وذكّر بأن وثيقة الاعتراف المتبادل التي وقعها الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين في العام 1993 "فيها الكافي من أجل أن تعرفوا نوايانا الطيبة".
وأضاف "من هنا ننطلق معكم لإنهاء الصراع لإنهاء كل المطالب وللبدء في مرحلة جديدة بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".
واجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقر وزارة الخارجية الأمريكية ليستأنفا أول محادثات فلسطينية إسرائيلية مباشرة منذ 20 شهرا. ويحاول الجانبان التوصل في غضون عام إلى اتفاق يقيم دولة فلسطينية مستقلة ويوفر الأمن لإسرائيل.
وحث أوباما الذي يقامر برأسمال سياسي كبير على محادثات واشنطن قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في تشرين الثاني (نوفمبر) الجانبين على اغتنام فرصة السلام هذه بعد ان اجتمع مع الجانبين بشكل منفصل في البيت الابيض الاربعاء. وقال أوباما بعد يوم من الدبلوماسية الشخصية لحل صراع واجه أجيالا متعاقبة من الرؤساء الأمريكيين "هذه اللحظة التي تلوح فيها فرصة قد لا تأتي قريبا مرة ثانية. وليس بمقدورهم ان يضيعوها من بين أيديهم". ولكن معارضي التسوية والتنازلات اللازمة للوصول إلى اتفاق يهددون بافساد المحادثات.
ففي غزة قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن نشطاءها سيواصلون مهاجمة الإسرائيليين في مستوطنات الضفة الغربية حيث اعتقلت الشرطة الفلسطينية أكثر من 500 يشتبه في انهم من حماس منذ أن قتل مسلح من الحركة أربعة مستوطنين يهود هناك يوم الثلاثاء. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس "محمود عباس لا يملك الحق في التحدث باسم الشعب الفلسطيني".
وأعلن مستوطنون يهود خططا لإطلاق مشاريع بناء جديدة على الفور في مستوطناتهم بالضفة الغربية في تحد للوقف الذي أعلنته الحكومة الاسرائيلية والذي لا يزال ساريا لثلاثة أسابيع أخرى. وقالت متحدثة باسم المستوطنين إن التجميد قد انتهى وان البناء سيستأنف في 80 مستوطنة دون أي تأجيل. وقال متحدث باسم الفلسطينيين إن إسرائيل يجب أن توقف أي نشاط يهدف إلى "افساد جهود السلام".
وتلقي قضية المستوطنات بظلالها على محادثات السلام. وحذر عباس من انه سينسحب من المحادثات اذا لم تمدد إسرائيل تجميد الاستيطان الذي فرضته قبل أن ينتهي في 26 ايلول (سبتمبر). وجلس الجانبان امس وجها لوجه ليبدآ العمل بعد استقبال حافل في البيت الابيض. وتستضيف وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المحادثات في وزارة الخارجية. وسيقدم جورج ميتشل مبعوث السلام الامريكي للشرق الاوسط افادة صحافية بعد المحادثات ليشرح ما تحقق اذا تحقق شيء بالفعل. وظل ميتشل طوال أشهر يقوم بمهام مكوكية بين الجانبين ليمهد الطريق امام انطلاق المفاوضات.
واندلع العنف من جديد لدى وصول القادة إلى واشنطن مما يؤكد التحديات المقبلة. وقتلت حماس اربعة مستوطنين إسرائيليين في اطلاق نار بالضفة الغربية يوم الثلاثاء. واصيب اثنان في هجوم مماثل أمس. وأدان نتنياهو وعباس هجوم الثلاثاء الذي وصفه أوباما بأنه "قتل وحشي". وقاوم نتنياهو الذي يرأس ائتلافا تسيطر عليه احزاب تؤيد الاستيطان اي تمديد رسمي للتجميد الجزئي للاستيطان ليترك علامة استفهام حول مستقبل المحادثات.
وتأتي جهود أوباما الشخصية في عملية السلام بالشرق الاوسط مع جدول زمني طموح للتوصل لاتفاق خلال عام في الوقت الذي يواجه فيه الديمقراطيون خسائر كبيرة محتملة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في تشرين الثاني (نوفمبر). كما ينظر للمحادثات ايضا على انها اختبار لسياسة أوباما المتعثرة لتحسين العلاقات مع العالم الإسلامي في وقت يدفع فيه لتشكيل جبهة موحدة ضد طموحات إيران النووية. وكان نتنياهو وعباس في حالة تصالحية بعد اجتماعهما مع أوباما أمس الاول ولكن كلا منهما أكد على التزاماته السياسية الخاصة: الأمن لإسرائيل بالنسبة لنتنياهو ووقف النشاط الاستيطاني بالنسبة لعباس.
وعباس على وجه الخصوص في موقف حساس. فحركة فتح التي يتزعمها تسيطر على الضفة الغربية فقط بعد ان سيطرت حماس على غزة عام 2007. ويقول محللون إن الأمر سيكون محفوفا بالمخاطر السياسية بالنسبة له أن يقبل بأي استئناف للبناء في المستوطنات على الاراضي التي احتلت في حرب 1967 اثناء اجراء المحادثات. وتضمنت اجتماعات أوباما الاربعاء ايضا العاهل الاردني الملك عبدالله والرئيس المصري حسني مبارك لتشمل اثنين من كبار القادة العرب المعتدلين. ووقعت كل من مصر والاردن بالفعل معاهدتي سلام مع إسرائيل.
وقال سليمان عواد المتحدث باسم مبارك انه يتعين على كل الاطراف الاستعداد لمفاوضات طويلة وصعبة شريطة الا تخرج المحادثات عن مسارها سريعا بسبب قضية المستوطنات.
وقال عواد للصحافيين إن تحقيق السلام الذي طال انتظاره في منطقة الشرق الأوسط يحتاج أكثر من مصافحات وابتسامات والتقاط صور تذكارية واضاف ان المطلوب فعلا من الولايات المتحدة مواصلة الالتزام والمشاركة.