لندن- كشفت صحيفة ديلي تليغراف الأربعاء أن القوات المسلحة البريطانية تعكف حالياً على وضع خطط لاجلاء مئات الآلاف من السكان والسياح البريطانيين من دبي وغيرها من المدن الخليجية، في حال نشوب حرب مع إيران.
وقالت الصحيفة إن الحكومة الائتلافية البريطانية برئاسة ديفيد كاميرون أمرت بإجراء مراجعة فورية للتخطيط العسكري البريطاني في منطقة الخليج بعد تسلمها السلطة في أيار/ مايو الماضي، ووضعت مقترحات جديدة لتنسيق النشاط العسكري في المنطقة مع الحلفاء المحليين المعادين لإيران، وخاصة دولة الامارات العربية المتحدة.
واضافت إن أكثر من 100 ألف بريطاني يقيمون في الامارات العربية المتحدة وحدها فيما يزور دبي مليون سائح بريطاني كل عام، وتخشى الحكومة الائتلافية من تعرضهم للخطر إذا ما ردت إيران، حسب وعدها، على أي هجمات عسكرية تستهدف مواقعها النووية بشن هجمات صاروخية على المصالح الغربية في منطقة الخليج.
وذكرت الصحيفة أن سفن البحرية الملكية البريطانية تسيّر مع نظيرتيها الأمريكية والفرنسية دوريات منتظمة في الخليج، في حين هددت إيران أيضاً بزرع ألغام في مضيق هرمز الاستراتيجي مع استعداد المنطقة لاحتمال نشوب حرب.
وأشارت إلى أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد كان واحداً من الزعماء العرب في المنطقة الذين كشفت وثائق ويكيليكس أنهم يضغطون من أجل اتخاذ إجراءات أشد صرامة حيال إيران بعد فرض الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات شديدها ضدها.
وقالت الصحيفة نقلاً عن دبلوماسيين إن ولي عهد أبو ظبي كان أيضاً المحرّك الرئيسي إلى جانب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وراء مطالب تحسين العلاقات العسكرية البريطانية التقليدية مع الامارات، وأثار شخصياً مسألة سلامة الرعايا الأجانب والذين يشكلون 70% من سكانها البالغ عددهم 4.5 مليون نسمة.
واضافت إن خطة جديدة للتعاون العسكري لا تزال شروطها الكاملة طي السرية، سيتم التوقيع عليها في النصف الأول من العام 2011 بين بريطانيا والامارات خلال زيارة يقوم بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى أبو ظبي، واعتبرتها حكومة أولوية واستثنتها من تخفيض نفقات الدفاع ومن المتوقع أن تشمل أيضاً عرضاً من بريطانياً للمساعدة في الحفاظ على البنية التحتية الحيوية للامارات مثل محطات الكهرباء وتحلية المياه في حال نشوب حرب.
وقالت الصحيفة إن مقترحات أخرى يجري اعدادها لتنظيم عملية إجلاء المدنيين عبر الحدود إلى سلطنة عمان وغيرها من البلدان المجاورة غير المستهدفة من قبل ايران، مع احتمال ارسال سفن سياحية إلى خليج عدن مع سفن حربية لنقل المدنيين البريطانيين من امارة الفجيرة اعتماداً على تقييم سلامة الرحلات المدنية، وفتح مطارات اضافية إلى جانب الشبكة الواسعة من المطارات الدولية في المنطقة.
واضافت إن الدبلوماسيين البريطانيين يحرصون على تأكيد أن هناك حاجة بالنسبة للسفارات البريطانية في جميع أنحاء العالم لوضع خطط طوارئ للمواطنين البريطانيين الذين يواجهون جميع أشكال الكوارث والطوارئ.
ونسبت إلى دبلوماسي بريطاني في منطقة الخليج قوله "هناك أكثر من 100 ألف بريطاني يعيشون في الامارات في حين يزورها مليون بريطاني كل عام، وتأمين سلامتهم هي مسألة تثير قلقاً خاصاً".
القدس العربي
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة