لندن ـ 'القدس العربي': كشفت صحيفة 'نيويورك تايمز' ان مصاعب البرنامج النووي الايراني وفيروس ستكنيت الذي ضرب اجهزة الطرد المركزية في مفاعل نطنز جاءت نتيجة لجهود امريكية ـ اسرائيلية، اضافة لدور الماني وبريطاني ثانوي، وان مركز الجهود كانت في مفاعل ديمونا في صحراء النقب، تحول لميدان فحص لعملية امريكية ـ اسرائيلية مشتركة في محاولة للتأثير على جهود ايران النووية.
ونقلت عن مسؤولين عارفين بالتجارب وعن خبراء ومسؤولي استخبارات ان العملية المشتركة تجري منذ عامين تقريبا وبشكل سري.
وتقول المصادر ان الباحثين قاموا بصناعة جهاز طرد مركزي يشبه جهاز الطرد المركزي في مفاعل نطنز من اجل فحص فاعلة فيروس ستاكنيت الذي كان مسؤولا عن تخريب خمسة برامج اجهزة الطرد المركزية الايرانية ولكنه لم يدمرها بالكامل مما يعني تأخير جهود ايران من اجل التوصل لصناعة اسلحتها النووية. ونقلت الصحيفة عن خبير امريكي قوله انه من اجل فحص فاعلية الفيروس فيجب تجريبه على الالة التي تعرف تفاصيلها ولهذا السبب ترك الفيروس مفعوله لانه جرب في اسرائيل. ومع ان امريكا واسرائيل تتجنبان الحديث عن عمليات لها علاقة بديمونا، ولكن العمليات فيه لها علاقة بالجهود من اجل مواجهة الجهود الايرانية وتعتبر اشارات قوية عن ان الفيروس صممه الاسرائيليون والامريكيون لتخريب البرنامج النووي الايراني.
وجاء الكشف عن العمليات السرية بعد تصريحات صدرت عن رئيس الموساد الراحل مائير داغان وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية التي قالت انها تعتقد ان البرنامج النووي الايراني تم تعويقه لسنوات عدة. الامر الذي اثر على قدرات ايران لشراء مكونات متعلقة بالرنامج. وكان داغان قد اخبر الكينست الاسرائيلية ان ايران تواجه صعوبات لانتاج قنبلتها النووية المخطط لها في عام 2015. واهم معوق هو الفيروس الذي اجهزة الطرد الايرانية. ووصف خبراء امريكيون واوروبيون الفيروس في مقابلات اجرتها الصحيفة على مدار 3 اشهر انه محلي ومعقد، وكان الفيروس قد بدأ بالانتشار حول العالم في عام 2009.
وتقول الصحيفة ان هناك الكثير من الالغاز التي لا تزال تحيط بالفيروس ومن قام بتركيبه كما ان الطريق الرقمي له لا يزال محاطا بالادلة الغامضة خاصة ان الفيروس يبدو صادرا من عدة جهات، مشيرة الى تعاون شركة سيمنز الالمانية عام 2008 مع واحد من اهم مختبرات امريكا في ايداهو من اجل فحص مدى قدرة جهاز تحكم لاجهزة كمبيوتر كانت الشركة ستقوم ببيعه لشركات تصنيع وهو البرنامج الذي حددته الاستخبارات الامريكية بانه البرنامج الرئيسي في اجهزة التخصيب الايرانية. ولان مختبر ايداهو تابع لوزارة الطاقة الامريكية فان تعرض في العام التالي الى هجمات فيروس ستاكنيت مع ان الشركة الالمانية قالت انها اعطت البرنامج للمختبر لفحصه بشكل روتيني وان كان قادرا على الصمود لهجمات الكترونية.
ويبدو ان الفيروس يتكون الآن من قسمين الاول يؤثر على اجهزة الطرد المركزية ويجعلها تدور بشكل خارج عن السيطرة، اما الثاني فيقوم بتسجيل معلومات وتصويرها عن العمليات التي تجري في المفاعل النووي ومن ثم ارسلها لغرفة المراقبة، مما يعطي الخبراء فيها فكرة ان اجهزة الطرد المركزية تعمل بشكل طبيعي مع اجهزة الطرد تقوم بتدمير نفسها بسبب خروجها عن السيطرة. وعلى الرغم من ذلك فلم تكن الهجمات ناجحة، فبعض العمليات الايرانية توقفت واخرى نجت، لكن الهجمات لم تتوقف لان الخبراء الذي فحصوا الشيفرة يعتقدون انها تحتوي على بذور لانتاج نسخة تقوم بهجمات متجددة. ونقلت عن خبير الماني قوله ان الشيفرة تشبه كتاب العاب يمكن لاي شخص يطلع على الشيفرة بناؤها.
وتقول الصحيفة ان الاسرائيليين والامريكيين يرفضون اعطاء معلومات عن الكمبيوتر الذي انتج الفيروس، ويلتزم الاسرائيليون الصمت حيال الامر فيما تجاهل مسؤول اداراة اوباما الاستراتيجي في مدال اسلحة الدمار الشامل اية اسئلة. فقد رفض غي سيمور الاجابة عن سؤال حول الفيروس اثناء مؤتمر حول ايران لكنه علق باسما انه فرح بالمصاعب التي يواجهها المشروع الايراني. وان امريكا وحلفاءها يقومون بكل ما لديهم من جهود لتعقيد الجهود الايرانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكين قولهم ان الجهود الامريكية لم يتم الحديث عنها ولهذا السبب يمكن فهم التقييم الذي قدمته هيلاري كلينتون اثناء زيارتها لمنطقة الشرق الاوسط الاسبوع الماضي. وترى الصحيفة ان جذور المشروع هذا بدأت في الاشهر الاخيرة لولاية جورج بوش الثانية.
وتقول الصحيفة التي كشفت عن خطة بوش من اجل خطة سرية للتأثير على نظام الكمبيوتر في نطنز تم تسريعها بعد وصول باراك اوباما للسلطة مع انه اطلع عليها قبل تسلمه الحكم وكانت اول ملف يسلم اليه من الادارة السابقة.
ويبدو ان البرنامج جاء بعد ان رفضت ادارة اوباما طلبا اسرائيليا بضرب المفاعلات النووية الايرانية مستخدمة قنابل سجادية لشل المشروع لكن اسرائيل حصلت على ما تريد بدون ضربة عسكرية. وتقول الصحيفة ان جذور الفيروس تعود الى مخاوف امريكا من تعرض نظامها الالكتروني الذي يدير كل شيء لهجوم ولهذا تعاونت مع سيمينز لفحص جهاز تحكم الشركة بي سي اس 7 وهو برنامج كمبيوتري معقد حيث يمكن للسوفت وير ـ 7 ان يدير مجموعة من الاجهزة والالات في وقت واحد. وتكشف وثائق ويكيليكس عن بعض الجهود هذه كما تقول الصحيفة.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة