لندن ـ 'القدس العربي' : بدأت ملامح 'انتفاضة الكترونية' تلوح في ليبيا متأثرة بما جرى في تونس ويجري في مصر.
وقال معارضون ليبيون في الخارج لـ'القدس العربي' إن هذه الحركية ترمي الى تنظيم انتفاضة أو تظاهرة على أرض الواقع يوم 17 شباط/فبراير الجاري تزامنا مع الذكرى الخامسة لتظاهرات مدينة بنغازي التي جرت في مثل هذا اليوم من سنة 2005 وقمعتها الشرطة.
وقد بدأ مدوّنون شباب في ليبيا منذ عدة أسابيع تصعيدا على موقع فيس بوك الالكتروني تماهياً مع شباب مصر وتونس، والاستعداد والتنظيم لبدء ما أسموه 'الانتفاضة الشعبية'.
ومن بين المواقع التي نشأت استعدادا لهذه التطورات، موقع 'يوم الغضب في ليبيا ضد الفساد والمحسوبية' و'ثورة الأحرار في ليبيا' و'انتفاضة 17 فبراير 2011 ـ لنجعله يوماً للغضب في ليبيا'.
وأعلن معارضون ليبيون إن هذه الحركية بدأت تزعج السلطات الأمنية. في هذا السياق أوردت جريدة 'ليبيا اليوم' الأسبوع الماضي أن مجموعات في 'فيس بوك' تقوم بمهاجمة كتاب ومدونين. وقالت الصحيفة ان مجموعات أُنشئت بموقع التواصل الاجتماعي تدافع عن 'الاستقرار' وتشيد بالعقيد معمر القذافي و'انجازاته'. ويحمل بعض هذه المجموعات أسماء مثل 'ثوريين ضد الخونة' و'أمن واستقرار ليبيا خط أحمر'.
وتوعدت هذه المجموعات دعاة تظاهرات 17 شباط/فبراير بموقف صارم. وقالت، حسب 'ليبيا اليوم' انها 'ستكون سيفا مسلطا يوخزالعملاء والخونة وكل من يلقي أخبارا كاذبة عن ليبيا' واصفة صحافيين وإعلاميين وكتابا بـ'أشباه إعلاميين وأنهم يكتبون أخبارا كاذبة عن ليبيا'.
ودعت مجموعة 'ثوريون ضد الخونة' مشاركيها إلى الكتابة والمشاركة في الصفحة ضد هؤلاء الصحافيين الذين هم أصحاب زور وبهتان وحتى لا يحسبوا في عيون الأعداء أنهم مناضلون'، حسب 'ليبيا اليوم'.
ولم يتسن التأكد من هذه المعطيات من جهات ليبية رسمية.
وقال معارضون ليبيون لـ'القدس العربي' انه 'نتيجة لهذه الحملة التي بدأت تقلق الحكومة الليبية قامت عناصر مجهولة منذ يومين بضرب الناشط والمدوّن الليبي جمال الحاجي، مؤسس 'جماعة أنصار الحرية'. وأضافوا أن الحاجي 'اختفى منذ ذلك الوقت'.
وقد أرسلت زوجة الحاجي نداءً عبر موقع الـ 'فيس بوك' جاء فيه أن زوجها يعاني من داء الغدة وطالبت السلطات بضرورة تزويده بالدواء بصورة مستعجلة وان تراعي ظروف اعتقاله وحالته الصحية' .
كما ترددت أنباء عن القاء أجهزة الأمن الليبية القبض على المدون والناشط علي عبدالونيس المنصوري، وهو من مواليد وسكان مدينة طبرق.
وذُكر أنه رحّل فورا الى طرابلس على خلفية المطالبة بالتظاهر السلمي ومطالبته بالحرية ومكافحة الفساد.
ونقلت مصادر من مدينة بنغازي أن خطيب الجمعة بمسجد المزداوي بمنطقة الفويهات الغربية ـ رداً على توزيع للمنشورات الداعية للانتفاضة في المدينة ـ شنّ حملة على الشباب الغاضبين واتهمهم بزعزعة الأمن ودعا للحفاظ على الاستقرار وعدم الاقتداء بتونس ومصر.
وكان العقيد معمر القذافي الذي يحكم ليبيا منذ أزيد من 42 سنة عبّر عن موقف مناوئ لثورة الشعب التونسي معتبرا أن الرئيس زين العابدين بن علي 'أفضل رجل يحكم تونس'، متسائلا لماذا لم يصبر التونسيون الى 2014 (تاريخ الانتخابات الرئاسية) لاستبداله. كما كثّف القذافي اتصالاته بالرئيس المصري حسني مبارك منذ بداية انتفاضة الشعب المصري في 25 كانون الثاني/يناير الماضي.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة