غزة ـ 'القدس العربي' باتت الاعتصامات التي ينوي شبان فلسطينيون من قطاع غزة والضفة الغربية البدء في خوضها نهاية الشهر الجاري تحت عنوان 'نداء الوطن' و'الشعب يريد إنهاء الانقسام' للضغط على طرفي الخلاف الفلسطيني فتح وحماس الأمل المعقود لدى كثير من المواطنين على إعادة الوحدة الفلسطينية مجدداً، بعد أن فقد السكان الأمل في الوسيط المصري راعي المصالحة بسبب ما تشهده القاهرة من اضطرابات سياسية في هذه الأوقات.
فصفحة 'نداء الوطن' التي أسسها شبان فلسطينيون على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' تدعو لتجمع مليوني مشابه لتلك التي نظمت في مصر، لكن هذه المرة ستكون في الضفة الغربية الخاضعة لحكم حركة فتح وفي قطاع غزة الخاضع لحكم حركة حماس بهدف الضغط على طرفي الانقسام الفلسطيني لإعادة الوحدة الوطنية.
وعلى غرار ما قام به الشبان المصريون غير المسيسين الذين أطاحوا بحكم الرئيس حسني مبارك، يؤكد الشباب الفلسطينيون القائمون على صفحة 'نداء الوطن' أنه ليست لهم أي اتصالات مع أي حزب أو تنظيم فلسطيني.
غير أنهم أكدوا أن مللهم من الواقع الفلسطيني وما أحدثه من فرقة بين شطري الوطن الضفة وغزة، وما جلبه من تشويه لصورة فلسطين في العالم هو ما دفعهم للقيام بهذه الخطوة.
فوضع شبان 'نداء الوطن' صورة في صدر صفحتهم على 'فيسبوك' لسيدة فلسطينية تحمل لافتة مكتوب عليها (أوقفوا مهزلة التجاذبات والانقسام .. شعب واحد.. قرار واحد.. حكومة واحدة).
كما وضعوا على موقع الصفحة صوراً مشتركة لقيادات من فتح وحماس، تذكر بأيام الوحدة الفلسطينية بينها صورة جمعت الرئيس محمود عباس بإسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة وأحد زعماء حماس وكلاهما يضحكان، فيما جمعت صور أخرى مؤسسي الحركتين الشهيدين ياسر عرفات وأحمد ياسين، وأخرى لقيادات كبيرة من التنظيمين، علاوة عن صور كاريكاتير تجسد الوحدة الوطنية.
لكن على ما يبدو وبسبب فقدانهم الأمل في الوحدة قريباً بين التنظيمين دون ضغط جماهيري، وتيمناً بثورتي تونس ومصر حيث نجحتا في إنهاء حقبة حكم استمر لعشرات السنين كتب الشبان القائمون على صفحة 'نداء الوطن' في بيانهم الأول الذي جذب إليهم انتباه أعداد كبيرة من شباب فلسطين 'تحدث كل الثورات فيما لا ترى القيادة السياسية الفلسطينية بأن في ذلك رسالة هامة لها، (..) إن الشعب الفلسطيني ليس بعيداً عن هذا الغضب، وبأن الشعب الفلسطيني والشباب خاصة قد مل من هذا الوضع والانقسام المهين الذي شوه صورة فلسطين'.
ولأن تحرك الشارع هو الذي كانت له كلمة الحسم في ثورتي تونس ومصر، كتب الشبان في بيانهم الثاني الذي صدر قبل أيام 'أيها الشعب الفلسطيني البطل، لقد مر أسبوع على بيان نداء الوطن رقم واحد دون أن نسمع أي تعليق أو تصريح صحافي من القيادة السياسية لحركتي فتح وحماس'، وأكدوا أنهم سيتمسكون بمطالبهم الشرعية والوطنية 'من أجل إنهاء هذا الانقسام المهين، والذي ترتبت عليه نتائج هي من أخطر ما مر على القضية الفلسطينية من تطورات'.
ودعوا الفلسطينيين في الضفة وغزة للمشاركة يوم السبت الموافق في السادس والعشرين من الشهر الجاري في خيام الاعتصام التي ستقام في عدد من المدن الفلسطينية الرئيسة في الضفة وغزة، وداخل المناطق التي احتلتها إسرائيل في العام 1948للمطالبة بإنهاء الانقسام.
وحثوا السكان للمشاركة في خيام الاعتصام، وذكروا أنها ستقام في ميادين هامة في هذه المدن وستمتد لأسبوع على أن تنتهي يوم الخميس الثالث من الشهر المقبل، وأوضحوا أنهم قاموا بإخطار وزيري الداخلية في غزة والضفة بخيام الاعتصام وطلبوا منهم توفير الحماية للمتظاهرين وعدم التعرض لهم.
ويعقد فلسطينيون الأمل على تحرك الشبان في الشارع ليكونوا قوة ضغط شعبية على طرفي الخلاف فتح وحماس لإعادة الوحدة وإنهاء الانقسام خاصة بعد غرق الراعي المصري في خلافات داخلية من المؤكد أنها ستبعده في الفترة المقبلة عن إدارة أي ملفات خارجية. لكن لم يعرف قبل بدء يوم الاعتصام إن كان التوجه الجديد سيكون جديا أم على غرار الدعوة السابقة التي طالبت بخروج مسيرات في غزة الجمعة الماضية لإسقاط حكم حماس، في ظل وجود دعوات أخرى على موقع 'فيسبوك' تدعو لإسقاط حكم الرئيس عباس.
ويقول أحمد عرار وهو أحد الشبان الغزيين الناشطين في المجال الثقافي ومنسق حملة 'نداء الوطن' في تصريحات صحافية موجهاً كلامه للمتخاصمين 'يجب عليهم أن يتعلموا من كل الدروس السابقة، وأن لا يكونوا مثلاً كمبارك'، وطالبهم بأن لا تراق دماء أخرى في حال استمر الانقسام، وأن يعلنوا عن نيتهم إجراء انتخابات وتشكيل حكومة انتقالية 'حتى تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة، ليعود التفويض للشعب الفلسطيني'.
وفي 'غروب' آخر على 'فيسبوك' تحت عنوان 'الشعب يريد إنهاء الانقسام' اقترح القائمون عليه أن يكون يوم 21 من شهر آذار (مارس) المقبل 'يوم الوحدة' من خلال القيام باعتصامات في كل المدن الفلسطينية بدون استثناء.
وفي خضم وجود أكثر من 'غروب' على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' ظهرت مقترحات كثيرة من الشبان المشاركين في التعليقات على ضرورة توحيد هذه المجموعات الشبابية في قالب واحد ليكون أكثر قوة من ناحية العدد والمشاركة.
وحملت التعليقات التي وضعها الشبان على الصفحات التي تنادي بالوحدة أمنيات بإنهاء الانقسام، كما حملت مساندات من قبل زوار الموقع للنشاطات التي ستقام، وذكر أحد المشاركين أنه ضمن مجموعة شبابية بصدد القيام بـ'عصيان مدني' في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف يوم 14 نيسان (أبريل) بهدف إنهاء الانقسام، وكتب يقول 'أملنا ألا نحتاج لذلك وان تستجيب الأطراف لصرخاتنا وتنهي هذا الوضع الشاذ'.
يذكر أن ملف المصالحة الفلسطينية الذي كانت تديره مصر سيشهد تأثرا كبيرا بسبب الأحداث التي أنهت حقبة حكم الرئيس مبارك.
وكان شبان فلسطينيون خرجوا في الضفة الغربية ومعهم قادة من تنظيمات فلسطينية هتفوا خلال مسيرة مطلع الأسبوع ابتهاجاً بانتصار ثورة شباب مصر بشعار 'الشعب يريد إنهاء الانقسام'، على غرار الشعار المصري 'الشعب يريد إسقاط النظام'.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة