واشنطن- تستعد مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية المرموقة بينها قادة سابقون في أجهزة الموساد والشين بيت والجيش لإطلاق مبادرة للسلام مع العالم العربي يأملون أن تحظى بدعم شعبي وتأثير على الحكومة الإسرائيلية التي تواجه ضغطاً دولية لتحريك عملية السلام.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) التي حصلت على نسخة من الوثيقة المقرر صدورها الأربعاء ان المبادرة تحمل إسم (المبادرة الإسرائيلية للسلام) وتقع في صفحتين واستوحيت بشكل خاص من التغييرات التي تشهدها المنطقة وتمت صياغتها كرد مباشر على مبادرة السلام العربية التي أصدرتها الجامعة العربية عام 2002 ومجدداً عام 2007.
وتدعو المبادرة الجديدة إلى قيام دولة فلسطينية على كامل الضفة الغربية وغزة تقريباً وعاصمتها القدس الشرقية، وانسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان ووضع مجموعة من الآليات الأمنية الإقليمية ومشاريع تعاون اقتصادي.
وقال داني ياتوم وهو أحد الموقعين على الوثيقة ورئيس سابق للموساد، للصحيفة "نظرنا حولنا لنرى ماذا يحصل في الدول المجاورة وقلنا لأنفسنا: إنها مسألة وقت أن يرفع الجمهور الإسرائيلي صوته أيضاً. نشعر أن هذه المبادرة يمكن أن تحصل على تأييد العديد من أعضاء المجتمع الإسرائيلي".
وقال يعقوب بيري، وهو رئيس سابق للشين بت انه أرسل الأحد نسخة من الوثيقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي رد بأنه يتطلّع لقراءتها.
وأضاف بيري في حديث عبر الهاتف مع الصحيفة "نحن معزولون دولياً ونعتبر ضد السلام. أتمنّى أن تقدم (المبادرة) مساهمة ولو صغيرة لدفع رئيس وزرائنا. انها مسألة وقت أن تبادر إسرائيل بشيء ما يتعلق بالسلام".
و كان ياتوم نائباً في الكنيست الإسرائيلي عن حزب العمل وفيما انضم بيري وهو اليوم مصرفي الى حزب كديما المعارض، وهما اثنان من أصل 40 موقعاً على الوثيقة وهم جميعاً من اليسار الإسرائيلي، وبينهم أكاديميين ورجال أعمال وابن وابنة رئيس الوزراء الراحل إسحق رابين الذي اغتيل عام 1995.
وتهدف المبادرة إلى حل جميع المسائل العالقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ووضع حد للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وتعترف "بمعاناة اللاجئين الفلسطينيين منذ حرب 1948 فضلاً عن اللاجئين اليهود من الدول العربية".
وتقول المبادرة أنها تشاطر المبادرة العربية فكرة ان "حلاً عسكرياً للنزاع لن يحقق السلام ولن يوفر الأمن للأطراف".
ويشبه حل الدولتين الذي تنص عليه المبادرة "مقاييس كلينتون" للعام 2000، وستكون فلسطين حسب هذه المبادرة دولة للفلسطينيين وإسرائيل "دولة لليهود (يكون للأقلية العربية حقوق مساوية وكاملة كما ينص عليه إعلان الاستقلال)".
وتدعو الوثيقة إلى أن تكون خطوط العام 1967 الأساس للحدود بين الدولتين مع تعديلات يتم التوافق عليها على أساس تبادل للأراضي لا يتجاوز 7% من الضفة الغربية.
وبحسب المبادرة أيضاً ستكون الأحياء اليهودية في القدس المحتلة جزءاً من إسرائيل والأحياء العربية جزءاً من فلسطين و"جبل الهيكل" أي الحرم القدسي لن يكون تحت أية سيادة رغم أن الحائط الغربي (حائط البراق) والحي اليهودي من المدينة القديمة سيكون تحت سيطرة إسرائيل.
ويشار إلى أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية في العام 1967، وضمتها إلى الشطر الغربي الذي كانت احتلته في العام 1948، وأعلنت المدينة عاصمة "موحدة". ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المقبلة.
وحول اللاجئين الفلسطينيين، تقترح الخطة تعويضات مالية لهم وعودة إلى دولة فلسطين وليس إلى دولة إسرائيل "إضافة إلى استثناءات رمزية يتم التوافق عليها" تسمح بدخول البعض إلى إسرائيل.
وفي ما يتعلق بسوريا، تدعو الوثيقة إلى انسحاب إسرائيل من مرتفعات الجولان مع تعديلات طفيفة وتبادل للأراضي على مراحل لا تتجاوز 5 أعوام.
وقال ياتوم "نريد أن تظهر للفلسطينيين والسوريين المعتدلين بأن هناك أفقا جديدا وضوءا في نهاية النفق".
القدس العربي
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة