ميلانو - المركز الفلسطيني للإعلام أكد الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في أراضي الـ48 اليوم (1-5) خلال إلقائه خطبة الجمعة في مدينة ميلانو الإيطالية التي تتأهب لانعقاد مؤتمر فلسطينيي أوروبا السابع الذي سيبدأ أعماله غدًا السبت أن الفلسطينيين عائدون بإذن الله إلى أراضيهم، وإلى بيوتهم، وإلى حاضرٍ يبنونه، وإلى مستقبلٍِ يخططون له، مضيفًا: "نحن عائدون بأنفسنا، عائدون بأولادنا، عائدون بأحفادنا، نحن مع أرضنا حددنا علاقةً لا بديل عنها؛ إما أن نعيش على أرضنا سعداء، وإما أن نُدفن في أرضنا شهداء، حتى نلقى الله سبحانه وتعالى، هكذا نحن لن نتغير، لأن هذا جزءٌ من كياننا وشخصيتنا، ونحن ماضون على هذه الثوابت".
واستعرض الشيخ صلاح في خطبته مأساة فلسطين التي بدأت منذ عام 1984، والتي "ما تزال تحمل ألمًا وأملاً، وما تزال تحمل دماء وشهداء، وما تزال تحمل دموعًا ومخيمات، وما تزال تحمل مشاهد ابتلاء وثبات"، مؤكدًا في مخاطبته للعالمين العربي والإسلامي حاجة الأمة اليوم إلى ترديد جملة السلطان عبد الحميد الثاني مرة بعد مرة، تلك الجملة التي أطلقها السلطان قائلاً: "يا مسلمو العالم اتحدوا"، وقال صلاح: "واليوم، من هنا في قلب القارة الأوروبية نطبقها ونقول: يا مسلمو العالم اتحدوا، فلسطين في خطر، يا مسلمو العالم اتحدوا، القدس في خطر، يا مسلمو العالم اتحدوا، المسجد الأقصى في خطر".
ثم تطرق الشيخ كذلك لممارسات الاحتلال الصهيوني لتهويد القدس الجارية الآن، وقيامه بهدم البيوت المحيطة بالمسجد الأقصى على رؤوس أصحابها، وإقامته لأكثر من 100 كنيسٍ يهوديٍّ يلتف كدائرةٍ خانقةٍ حول المسجد الأقصى، إضافة إلى عمليات الحفر تحت المسجد الأقصى والتي استمرت أربعين عامًا حتى أقام شبكة أنفاق تحت المسجد ثم أقام في هذه الأنفاق كنيسًا يهوديًّا ومتحفًا عبريًّا.
ولفت الشيخ صلاح إلى أن الاحتلال أعلن صراحةً عن مخططٍ لإقامة أكبر كنيسٍ يهوديٍّ في العالم على جزءٍ من المسجد الأقصى، وبالتحديد ما يلاصق الجهة الغربية من المسجد، متحديًا بذلك كل فلسطينيٍّ، وعربيٍّ، ومسلمٍ، وكل حاكمٍ، وعالمٍ، بدون استثناء.
وذكَّر الشيخ بمقولة الصديق أبي بكرٍ رضي الله عنه: "أيهزم الدين وأنا حي؟"، قائلا: "نحن أحفاد الصديق اليوم مطالبون أن نقول: أيُهدم الأقصى وأنا حي؟، أيُحتل الأقصى وأنا حي؟ أيُهان ويذل الأقصى وأنا حي؟ أيستغيث الأقصى ولا مغيث وأنا حي؟"، مضيفًا: "نحن مطالبون أن نردد هذه النداءات الخالصة في داخلنا عسانا نصلي اليوم في "ميلانو" ونصلي غدًا في المسجد الأقصى إن شاء الله".
ووجه الشيخ صلاح في خطبته رسالة إلى "الإخوة الفلسطينيين الذين لا يزالون في جلسات الحوار الفلسطيني"، مخاطبهم قائلاً: "أن تتحاوروا هذا أمرُ طيبٌ، وأن يستمر الحوار هذا مدعاةُ أمل، ومدعاةُ تفاؤل، ولكن ليتكم وأنتم تتحاورون أن تتعاونوا منتصرين لأجل قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، فالحوار لا يمنع التعاون الفوري للوقوف أمام تهويد القدس الشريف، وأمام تهويد الضفة الغربية، وأمام مواصلة حصار قطاع غزة، وأمام استمرار العدوان السافر على المسجد الأقصى المبارك".
ثم ختم الشيخ صلاح خطبته قائلاً: "وأخيرًا، لا والله، لن أسمح لنفسي في يوم من الأيام أن أتحدث وأنا تخالجني ذرة يأس، لا والله، نحن أمة الأمل، نحن أمة العمل، نحن أمة التفاؤل، نحن أمة اليسر، نحن أمة الفجر، نحن أمة الصبر، نحن أمة النصر، لن نيأس بإذن الله.. وصفنا الواقع على مرارته، ونختم وصف الواقع مؤكدين: إننا أمةٌ ما ماتت ولن تموت، وحقنا لن يموت فينا، وعزيمتنا لن تموت فينا إن شاء الله". وأضاف: "في تاريخنا الماضي قال بعضنا في شدة خانقة مرت علينا: إذا سمعت أن التتار قد هُزموا فلا تصدق، فقام آخرون وقالوا: لا، كذب هذا القائل، وسيُهزم التتار، وهُزم التتار، وتم تحرير القدس والمسجد الأقصى يومها، واليوم قال بعضنا: إذا سمعت أن المشروع الصهيوني قد هُزم فلا تصدق، فقامت غزة وقالت: لا، المشروع الصهيوني سيُهزم، ووقفت غزة، وهزمت المشروع الصهيوني، وأسأل الله تعالى أن يكون انتصار غزة مقدمة قريبة لكرامة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك".
|