محددات المشروع الصهيوني

موضوع: محددات المشروع الصهيوني 29/06/09, 03:35 pm

محددات المشروع الصهيوني

تمثل المشروع الصهيوني منذ أن كان حلماً في أذهان من خططوا له أن يكون مشروعاً استعمارياً، يقوم على أرض الغير بالقوة، حيث يجتمع على هذه البقعة التي جرى اختيارها بعناية فائقة، شتات من البشر من شتى بقاع الأرض، تحت شرط الايمان بهذه الفكرة الاستعمارية الصهيونية.

ولأن المشروع الصهيوني في جوهره هو مشروع سياسي استعماري علماني، يقوم على تحقيق مصالح وأهداف استعمارية لأكثر من جهة، جرى إقحام القضية الدينية وقداسة أرض فلسطين في هذا المشروع كعامل جذب لليهود من شتى بقاع الأرض بالإضافة إلى استدرار عطف المتبرعين منهم ومن غيرهم لدعم هذا المشروع وإنجازه، وإخراجه إلى حيز الوجود، وقام هذا المشروع على أرض فلسطين محكوماً بمعطيات ومحددات لا يمكن تجاوزها، تقوم على الذهنية الصهيونية في الاستعمار والتوسع والاغتصاب، والقلعة الحصينة، وتسخير موارد الدول القوية والتمتع بحمايتها ... الخ.

ويمكن إجمال محددات هذا المشروع الاستيطاني ضمن المعطيات التالية:

1. جلها من هذا الآخر، على خلفية أن كافة الناس الذين يقعون تحت مصطلح "الاغيار" في الفكر الصهيوني هم عبارة عن حيوانات خلقهم الله في صورة البشر لخدمة اليهود فقط.

2. بناء دولة يهودية صافية العرق، ووجود أي تعدد عرقي آخر في هذه الدولة يفقدها نقاؤها ويجعلها منظومة غير مكتملة ولا تحقق الحلم الصهيوني.

3. العيش ضمن عقلية القلعة، حيث أن نظام "الغيتو" هو نظام العيش السائد لدى اليهود، وأن هذا المجتمع يجب أن يبقى معزولاً عن الآخرين له أسراره وطقوسه الخاصة التي يجب أن لا يطلع عليها أحد غيرهم.

4. بما أن هذا الكيان يحقق مصالح الغرب الاستعمارية ويبقى الوسيلة الأفضل، والعامل الأهم في تشتيت وانقسام الوطن العربي، حيث يمنع بشكل مباشر وغير مباشر قيام أي نوع من التكامل العربي السياسي والاقتصادي وحتى الثقافي، حيال هذا الواقع يكون هناك حاكماً أعلى لهذا الكيان يحركه ضمن مصالحه في هذه المنطقة، وغيرها من المناطق حول العالم، ولهذا فإن أي خلاف أو إشكالية سياسية داخل هذا الكيان يجري علاجها هناك في الولايات المتحدة الأمريكية راعية هذا الكيان حالياً، حيث ورثت هذه الرعاية من مؤسسة هذا الكيان بريطانيا، وإذا قدر لهذا الكيان البقاء فسيجري توريثه لدولة استعمارية أخرى وهكذا... .

5. يدرك الذين أسسوا هذا الكيان وزعماء الصهاينة أننفسهم أن موقع هذا الكيان في مكان يحيط به أصحاب الحق المغتصب الذين يطالبون بحقهم ليل نهار، يدعمهم بذلك عمق عربي كبير، وبعد إسلامي يشكل ما يقارب ربع سكان المعمورة، وأنهم لو فتحوا الأبواب لسلام مرحلي يطول أو يقصر فإنهم في نهاية المطاف سيكونون الأقلية التي ستتناقص بالضرورة في هذا المحيط البشري الكبير على مستوى القطر (فلسطين) أو على المستوى الأوسع ضمن الوطن العربي والعالم الإسلامي .. .

لذا تراهم يتلاعبون في الوقت والألفاظ والاجتماعات والمؤتمرات، ويصورون للعالم أنهم حريصون على السلام، مع أنهم يدركون في قرارة أنفسهم أنهم غير قادرين على إنجاز سلام من أي نوع كان.

هذه هي أبرز محددات هذا الكيان التي لا اعتقد أنه قادر على أن يتجاوزها بأي شكل من الأشكال، ناهيك عن الشعور الذي يلازم زعماء هذا الكيان ومن يرعاهم أن هذا الكيان يقف على أرض غير أرضه، مهما ادعوا وزوروا الحقائق فإن العالم بأسره يدرك هذه الحقيقة، ولكن السكوت تحكمه المصالح دائم

د.جاسر العناني

تمثل هذه المحددات جملة التناقضات في الأهداف والإرادات لطرفي الصراع، ومثلما أنها تمثل المولد الديناميكي له، ذلك أن العقيدة الصهيونية الاستيطانية، التي انبثقت من ميثولوجيا التراث اليهودي والداروينية الاجتماعية وتجارب أوروبا الاستعمارية في الاستيطان الإحلالي-خاصة في أمريكا الشمالية-تتشكل، في جوهرها، من مقولات: "شعب الله المختار" و"تمايز العرق اليهودي" و"عقلية الغيتو"، وتعتمد العنف بأقسى صوره لتحقيق أهدافها. وقد انعكست هذه الخصائص، التي تميز الأيديولوجيا الصهيونية، بكثافة في وسائل الإعلام الإسرائيلي، وبخاصة الصحافة، مما يدل على أن مسألة السلام ستبقى فضية من أصعب القضايا السياسية المعاصرة ,أكثرها تعقيداً، لأن القهر يولد الصراع، والتوسع في الاحتلال يزيد من حدته، والقتل المستمر ينفي إمكانية الوصول إليه.
مشكوور الدكتور جاسر على الطرح
ولكن بصمود الشعب الفلسطيني لن يحققوا شيىء

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التوقيــــــــــــــــــــــــــع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مشكور د. جاسر على جهودك
يعطيك العافية
بانتظار جديدك القادم
دمت بخير

شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فلسطين : اذا أحبك مليار مسلم فأنــــــا منهــم 00

وان أحبك شخص واحد فهو أنــــــــــا 00

وان لم يحبك أحد فاعلمي أننى قد مت 00

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

» تحذيرات من المشروع الصهيوني (القدس الكبرى) عام 2020
» رائد صلاح: غزة هزمت المشروع الصهيوني وانتصارها مقدمة لكرامة القدس الشريف
» المشروع الياباني المستقبلي .. مذهل
» القدس في الفكر الصهيوني
» القدس في الفكر الصهيوني.....