0Share
ندوة تعاين تاريخ الحكاية الشعبية وفضاءاتها المعاصرة في الزرقاء
الزرقاء - الدستور
وصف الزميل الشاعر هشام عودة الحكاية الشعبية بانها واحدة من اقدم انواع السرد في الأدب العربي، التي اتخذت شكل القص والرواية، ذاهبا الى القول انها ولدت في وقت متزامن مع ولادة القصيدة العربية، ان لم يكن قبلها.
واضاف في ورقة قدمها مساء الاربعاء الماضي في ندوة حول الحكاية الشعبية اقيمت في مركز الملك عبد الله الثاني في الزرقاء ان العرب في حكاياتهم الشعبية التي وصلتنا ما تزال صالحة للتداول، ولعل من ابرز هذه الحكايات التي حملت هوية عربية قومية موحدة، حكاية سيف بن ذي يزن، الزير سالم، تغريبة بني هلال وغيرها من الحكايات.
وراى الزميل عودة ان هذه الحكايات لا اب لها، أي ان الوثائق التاريخية التي وصلتنا عبر الاجيال لم تقدم لنا صائغاً بعينه لهذا النوع من الحكايات، مبررا جنوح هذه الحكايات للخيال كان سببه شعور الناس بالخيبة تجاه زعمائهم وحكامهم على مر التاريخ، وافتقاد عدد كبير من هؤلاء الزعماء لصفات البطولة التي يتمناها الناس فيهم، واصفا بعض هذه الحكايات بانها تمثل نوعاً من المعارضة المبكرة لسياسة الحكام الذين افتقدوا للبعد الشعبي في علاقتهم مع رعيتهم، اذ حاول الرواة الناطقون بلسان شعوبهم تعويض خيبتهم بخلق الزعيم الذي يحتمون به ويخضعون طائعين لسلطانه عبر خيال الحكاية الشعبية.
واشار الى ان هذه الحكايات صارت ملكاً للامة كلها، وصارت كل فئه او جماعة بغض النظر عن الزمان والمكان العربيين، تسعى لاضافة أي نص او صورة او مشهد لهذه الحكايات، بما تعتقد انه يخدم مشروعها، او رؤيتها، لذلك صار من الطبيعي ان نرى بعض الاختلافات بين نصوص هذه الحكايات، من بلد عربي الى اخر، وهذا شيء طبيعي بسبب اختلاف الثقافة والظروف وطبيعة الحاجة التي قادت لاستخدام هذه الحكاية واسقاطها على الحاضر، او من خلال محاولة بناء وعي جمعي قومي، للتأشير على نوع من البطولات والشخصيات التاريخية، عبر روايات شفوية تسهم في تحصين الوجدان الشعبي وبناء ذاكرة موحدة.
واضاف ان الحكاية الشعبية العربية المعاصرة التي يتم تداولها في المجتمعات العربية، ومنها ما نسميه في مجتمعنا (خريفية)، هو نوع جديد من هذه الحكايات، لكنه نوع ليس منقطع الجذور عن حكايات العرب الشهيرة، اذ يشترك معها في اسلوب القص والاثارة والنص الشفوي وحضور الخيال، لكنه يختلف في تعدد ابطال هذه الحكايات، وفي طبيعة لهجتها التي اعتمدت اللهجة المحكية، لكنها في النهاية تتفق مع الحكايات العربية القديمة، بانها محاولة للتعويض عن نقص او التهكم على واقع مرير، او اثارة النخوة والترويج للاخلاق الفاضلة، مؤكدا ان هذه الخراريف او القصص، لا تحتمل هي الاخرى، ما يمكن تسميته بهوية قطرية، أي ان الحكاية او الخريفية المتداولة في الاردن وفلسطين ، سيجد الباحثون ان لها حكايات شبيهة في تراث اهل اليمن والعراق ومصر وسوريا والمغرب العربي.
ودعا عودة الى توثيق الحكاية الشعبية وتدوينها، لاننا ما زلنا نعتقد ان هذه الحكايات هي نوع اصيل من الثقافة الشعبية العربية التي لا غنى عنها، وتستطيع تقديم قراءة حقيقية عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الذي يتبناها، والزمن الذي قيلت فيه.
من جهته تحدث الباحث صالح صلاح شبانة عن روح القرية في الحكايات الشعبية، مستشهدا بنماذج حملت روح التراث ونكهته، حيث اعادت الجمهور الى اجواء الحكواتي واجواء حكايا الجدات.
شبانة قدم قراءات باللهجة المحكية لعدد من (الخراريف) المتداولة في حياة الناس، اضافت عليها لهجته واسلوبه نكهة خاصة.
الدكتور جاسر العناني الذي ادار الندوة وصف الحافظين للحكايات الشعبية بانهم فرسان، وهي تسهم في بناء الوجدان والذاكرة القومية.
التاريخ : 30-04-2011