جلت في أطراف المدينة يحملني شوق كبير لزيارة معالمها التاريخية , مسلح بكاميرا تخزن ما أعجبني من صور انوي إضافتها لذاكرة صوري التذكارية.
كان اليوم صباح جمعة, يوم عيد المسلمين, شد انتباهي تجمهر أناس كثر أمام المساجد وفي جانب الطرقات الرئيسية يفترشون أسمالا ومنهم من يضع أحمالا كبيرة بجانبه... هذه امرأة ترتدي الأبيض لا يظهر منها إلا العينان , تحمل بين يديها رضيعا لم يبلغ الشهر الثالث من عمره , أمامها بعض الدريهمات منثورة على منديل ابيض , نظرة ذابلة على وجهها .... وآخر يكشف عن عاهة في رجله , ورم طلاه باللون الأحمر لكي يسترعي اهتمام المارة , وثالث يمسك بعكازين , يمد يده لكل من مر بجانبه يئن بصوت يكاد يسمع.... طابور من المتسولين متعدد الأشكال والألوان
يقتصر المشهد على مسجد واحد , بل كل المساجد بلا استثناء ....تساءلت في نفسي:
هل أنا فعلا في دولة إسلامية؟يرتكز دينها على التكافل والتآزر ومساعدة المحتاج والفقير؟؟؟
تذكرت ما قرأته في كتب التاريخ عن عهد الخلفاء الراشدين وفترة حكم عمر بن عبد العزيز , حين كان بيت مال المسلمين مملوءا عن آخره, ولم يعد في الأمة من يحتاج المساعدة والصدقة ......نعم بيت مال المسلمين.
تراكمت في راسي عدة أسئلة: مثلا في أوروبا , تقوم الدولة بصرف مبلغ شهري من المال لكل من ليس لديه عمل , وحتى لولائك المهاجرين المنبوذين في مجتمعهم, لتكفيهم شر السؤال , وتوفر لهم الحد الأدنى من العيش الكريم ....نعم لديهم ما يسمى: صندوق البطالة أو شيء من هذا القبيل
القانون عندهم يمنع التسول والتشرد, ويواجه هذه المظاهر بكل صرامة.
~انحن اقل شانا من هذه الدول؟؟؟؟
~انحن اشد فقرا من هذه الدول؟؟؟؟
~أليس لدينا قيما وقوانين تدعونا لمحاربة الفقر والفاقة والحاجة....السنا محتاجين لبيت مال المسلمين؟؟؟
كلنا يعلم أن الدول العربية بلا استثناء حباها الله بخيرات وكنوز لا تنضب ما شاء الله.
إن مظاهر الفقر واتساع رقعة الفوارق الطبقية تزيد بشكل ملحوظ وملموس وبوثيرة مسرعة في عالمنا العربي , وحتى إن كنا نؤمن بقوله تعالى:~ وفضلنا بعضكم على بعض في الرزق ..~ فليس من اللائق أن نهمل طبقة شردتها ظروف اقتصادية واجتماعية كثيرة.
والطامة الكبرى أن قوانيننا تمنع بدورها التسول ....فأين البديل؟؟؟
هناك من يدعي أن التسول أصبح حرفة تدر على صاحبها المال الوفير ومداخل مهمة , وأنا أرى أن هذا الرأي مجرد در الرماد في العيون لطمس الحقيقة المرة.
حتى وان كانت بعض الاستثناءات وبعض الحقيقة فيما يدعون, لكن من المؤكد أن هناك طبقة مسحوقة لا تجد ما تسد به رمقها وتطفئ لسعة الجوع
~ما رأيكم إخوتي في الارتفاع الملموس في أعداد المتسولين؟؟
~ألا يعتبر هذا المشهد وصمة سيئة في جبين مجتمعاتنا؟؟؟
~ألا يعتبر هذا نتاج لسوء التسيير وعدم تقسيم الثروات بشكل عادل؟؟؟
~ألا يعتبر هذا إهمال للجانب الاجتماعي المبني على التكافل ومحاربة الفقر و تقليص الفوارق الطبقية ؟؟؟
~أرجو تفاعلكم مع تقديري واحترامي.
عذاب ان تحب
وعذاب ان لا تحب
والعذاب الاكبر ان تحب بلا امل