جميعنا مهووسون بأن نكون رقم واحد في كل شيء... في الشارع الكل يتنافس على أخذ المسرب الأيسر حتى أصحاب المداحل والجرافات والتراكتورات وخلاطات الاسمنت وصهاريج النضح، ليس لأنهم على عجلة من امرهم أو أن سرعتهم تؤهلهم احتلال هذا المسرب وانما رغبة في اشباع «الرقم واحد».
***
في المعاملات، الكل يريد ان ينجز قبل الآخر، والكل يتبارز كيف يسطو بهيبته ونزقه و<<عرض كتافه>> ومعارفه على حق الآخر، لا لأنه مشغول أو ملهوف او محاصر بالوقت..بل ليثبت للجميع ولنفسه قبل الآخرين أنه رقم واحد...
***
حتى في المقابلات الصحفية التي تجرى عادة مع شخصيات سياسية أفل نجمها ستلاحظون ان المسؤول يتباهى: أنا أول من أدخل كذا..انا أول من اصدر قراراً .. أنا أول من يلغي... فهو مهتم جدّاً ان يكون «اوّل» بغض النظر عن ما آلت اليه هذه «الأولية»...
***
في أي دائرة حكومية، اجلس مع المراسل أو مع المدير،و اجلس ما بين هذين المسميين الوظيفيين مع من شئت.. ان لم تخرج بانطباع ان محدّثك هو الرجل الأول، وهو الممسك بزمام الأمور، وهو الشغّيل ..وهو متخذ القرار ومنقذ المواقف ولولاه لسقطت المؤسسة..<<سأقطع يدي>>...نتصارع لأن نكون رقم «واحد» في البيت، في العمل، في السياسة، في الثروة، في السلطة، في الاستعراض، في السياقة، في الانتخابات...مخلفين وراءنا خانات عديدة وكسورا عشرية من الضحايا والمظلومين والمدينين..
نتصارع على رقم واحد واحنا مثل الاغنام متفرقين مو عارفين نوحد انفسنا
نتصارع على رقم واحد وترتيبنا في الفيفا 126
وترتيبنا في التنمية البشرية 96
وترتيب اقوى جامعاتنا 3998 على جامعات العالم
وأبصر قديش في الشفافية ومكافحة الفساد
وغير هيك مو عارف شو تريبنا في القراءة مع انه احنا امة اقرا
يا ما اشطرنا على بعض.. وله انت اليك راي ثاني شاركنا برايك ولا تكون الاول بالبخل علينا برايك
عذاب ان تحب
وعذاب ان لا تحب
والعذاب الاكبر ان تحب بلا امل